أجمع عدد من الخبراء أن الطبقة المتوسطة من محدودي الدخل، جاء نتيجة لموجات الأسعار المتتالية،والتى سببت نظرة تشاؤمية لدى البعض وشعور باليأس المتبادل بين أفراد الأسرة والمجتمع، مطالبين الحكومة بزيادة الإنتاج وضخ مزيد من الاستثمارات لمواجهة عاصفة ارتفاع الأسعار. وقال جمال فرويز استشاري الطب النفسي بالأكاديمية الطبية، إن الطبقة المتوسطة من محدودي الدخل اختفت نتيجة لموجات الأسعار المتتالية، مسببة نظرة تشاؤمية لدى البعض وشعور باليأس والضغط المتبادل بين أفراد الأسرة والمجتمع. وشدد فرويز، على أن وقوع العمليات الإرهابية خففت من حدة الضغط النفسي وجعلت المواطن يتراجع عن نظرته التشاؤمية، ويرضى بحالته الاقتصادية خوفًا من انتشار الفوضى التي قد تجعلهم مهددين داخل منازلهم ، مناشدًا المجتمع المدني مشاركة الدولة فى تحقيق تكافل اجتماعي حقيقي. وأوضح، أن الإنسان بطبعه حين يجد المعاناة لا تؤثر عليه وحده انخفض شعوره بالبغض والسخط لأن من حوله يعانون مثله، مطالبًا الحكومة بعرض الحقائق على الشعب بشكل مستمر. وفى السياق ذاته، أشار أحمد يحيى أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة السويس، إلى أنه لابد من إجراء بحث علمي ودراسات إجتماعية موثقة حتى نحدد مستوى الطبقات وذلك بناء على حجم الدخل والإنفاق، مؤكدًا على وجود معاناة واضحة أصابت محدودي الدخل والكثير من المواطنين عقب ارتفاع الأسعار. واعترض يحيى على عدم محاولة المواطنين إجادة حلول للازمات التى يمرون بها، مشددًا على ضرورة الإنتاج الصناعي والزراعي ومحاربة البطالة وتشغيل المصانع. وأكد سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، أن محدودي الدخل قاموا بالاستغناء عن بعض احتياجاتهم الأساسية، مشيرًا أن موجة ارتفاع الأسعار انعكست على تلك الفئة بصورة سلبية مما زاد معاناتهم بشكل أصابهم بالضيق والرفض. وأضاف رشاد عبده الخبير الاقتصادي، أن القاعدة الاقتصادية التي توضح سر الإصلاح والتقدم الاقتصادي تكمن في الاهتمام بالطبقة المتوسطة، موضحًا، أن موجات ارتفاع الأسعار التي جاءت بداية من تعويم الجنيه خاصة والاعتماد على الاستيراد أكثر من الإنتاج جعلت الطبقة المتوسطة تتآكل وتنسحب للأسفل لتصبح من الفقراء. ولفت عبده، إلي اهمية محافظة الحكومة والبرلمان على الطبقة الوسطى، وذلك لعدم القدرة فى مواكبة ارتفاع الأسعار، قائلًا: " اللي بيقبض ألفين جنيه مش بيفتح بيت بيلاقي شبح الأسعار و مطالب بدفع إيجار البيت والأكل والمصاريف التانية". واستطرد الخبير الاقتصادي، أن الطبقة المتوسطة لن تواجه فقط غلاء الاسعار التي فرضته الحكومة بل أيضًا جشع التجار الذين استغلوا غياب الرقابة والحكومة الضعيفة لرفع الأسعار 300 % . وتابع فؤاد شاكر الخبير الاقتصادي، أننا لم نملك إحصائيات توضح مدى تأثير ارتفاع الأسعار على الطبقات سواء باختفاء طبقات وظهور أخرى، قائلًا:"زيادة الإنتاج والاستثمار هو اللي هيعدل الميزان ويحسن مستوى الطبقات ويعود عليها بالنفع ومحدش هيحس بزيادة في الاسعار".