في تجربة مثيرة، يخوض مجموعة من الأطفال والصبية المعرضين لخطر الشارع، تجربة التمثيل، انطلاقًا من فكرة الفن للتغيير وتعديل السلوك إلى الأفضل. هذه التجربة الجديدة يخوضها 7 صبية، تحت قيادة المخرج المسرحي شريف القزاز، تحت رعاية أحمد مبارك رئيس جمعية تنمية المجتمع المحلي في الأبجية بالقاهرة. وبدلًا من العيون المتعبة، ذات الجفون المتثاقلة، تتحول ملامح الأطفال إلى اقبال ملحوظ على الحياة، حين جاء وميض الأمل ليأخذهم إلى عالم أخر. بدأت الحكاية من جمعية تنمية المجتمع المحلي في الأبجية بالقاهرة، التي كان دورها منصب على انتشال الأطفال المعرضون لخطر الشارع، لتأخذ الجلسات الفردية لكل طفل على حدا مكانًا أخر في مهمة عودتهم إلى الحياة بعد فقدانهم لأمل العودة من جديد، والتي تكون لتلك الجلسات شأنها في الحصول على المعلومات التي منها يبدأ البرنامج المعد لتأهيلهم بشكل سوي، "فللصعاب هم قائمون ولكل الحالات مستقبلون". برامج تأهيلية ويسرد أحمد عبد الحميد مبارك رئيس مجلس أمناء مؤسسة شركاء في التنمية، باقي القصة، ومنها برامج محو الأمية التي تشكل القاعدة التي يرتكز عليها تعديل سلوكيات الأطفال، كما توجد أيضًا برامج رياضية وترفيهية، بجانب تعليمهم حرفة ما تساعدهم في حياتهم بحيث يستطيع كلا منهم العمل بتلك الحرفة والاعتماد على ذاته. "تعديل السلوك وكيفية التعامل مع الاخرين بجانب الابتعاد عن التدخين وغيرها من العادات التي من الممكن اكتسابها عن طريق الشارع" مهام على أساسها قام التغيير الذي كان ينتظره تلك الأطفال، وبالفعل تم إبعاد عدد منهم عن الشارع وذلك بعودتهم إلى منازلهم بمحافظات عدة، ولكن ظل الاختيار بين يديهم في أي وقت، أما أن يمكثوا أو يعودون إلى الشارع أو لحياتهم بين آبائهم. الضوء الأخضر باتت بوابات الانحراف مفتوحة على مصرعيها أمام عيونهم ونفوسهم الصغيرة من مخدرات، سرقات، جرائم، إلا إنهم اختاروا بوابة أخرى وهي "خشبة المسرح" التي بدلت حالهم في لمح البصر بعدما قست عليهم الظروف الاجتماعية وآلت بهم إلى الشارع، ليأتي دورهم المسرحي الجديد في مسرحية "الضوء الأخضر" والتي ستعرض قريبًا. الفن للتغيير وقد قرر شريف القزاز مدرب الفنون التشكلية والمخرج المسرحي، أن يساهم في تغير حياة عدد من الأطفال التي قست عليهم الظروف واشتدت غلظة الأيام عليهما. كان شعاره في تلك المرحلة "الفن للتغيير وتعديل السلوك" الذي اتبعه حتى ظهرت نتائج الفنون التي اتبعها مع الأطفال بالجمعية على هيئة سمات لم تكن لديهم من قبل، فكانت "المسرحية" شعاع الضوء بالنسبة لهم. موهبة دفينة شئت أم أبيت، ما من منصف ينكر خيبة املة برؤية مثل هذه الوجوه الجميلة والتي تصرخ بكل قوتها أن أغيثونا من ظلمة أعينكم واضيئوا اعمدة انارة قلوبكم كي نعيش في سلام. "احنا مش بنخوف زي ما الناس فاكرة، ولا حرامية كل الحكاية ان حياتنا صعبة شوية" كلمات وصف بها الأطفال حياتهم الخارجية والنفور الذي يروه في عيون المارة. وحين تنظر لهم أثناء تدريبهم على الأداء التمثيلي لم تجد سوى بسمتهم التي رسمت على وجوهم بعد ذلك اليأس المقيت، وإذا نظرت بتمعن ترى بداخل كل طفل موهبه تميزه عن غيره فمنهم "صاحب الصوت الشجي" الذي تسمعه فتنسى ما يدور حولك، والأخر الممثل الماهر، وغيره من يتقن اصدار أصوات تستعجب لها. حلم منتظر استطاع المسرح تحويل العادات السيئة الكامنة بداخل ستة أطفال ومسن، والتي كان من ضمنها عدم تقبل النقد والنصائح من الاخرين، فكل ما في الأمر أنهم أحبوا التمثيل على خشبة المسرح حتى الوله. محمود وأحمد جاد طفلان لكل منه موهبته أحبوا التمثيل حد الجنون الأمر الذي جعل لهم حلم في الحياه يسعون إلى تحقيقه ألا وهو التمثيل والمسرح، قائلين "المسرحية هتكسر الدنيا ان شاء الله، وبنتمنى الناس تكون موجودة معانا علشان تشاركنا". شاهد الفيديو كاملا