أعتقد أن المجلس العسكري في هذه اللحظات أصبح علي يقين أن بقاءه في السلطة أصبح مستحيلاً، وعليه أن يرحل اليوم قبل الغد بعد أن أصبح استمراره خصماً من رصيده وزيادة في توريط الجيش في مواجهة الشعب ولعل تلك التسريبات التي تخرج من هنا وهناك حول وصول المشير إلي مرحلة غير مسبوقة في الرغبة في عودة الجيش إلي ثكناته في اسرع وقت، وما يصاحب تلك التسريبات من تحركات في المجلس الاستشاري لتقصير المدة الباقية من الفترة الانتقالية كل هذه الشواهد تدفعنا إلي الأمل في أن حكم الثورة يدق الابواب بانتقال السلطة من العسكر إلي المدنيين. ووسط هذه الاجواء لا يمكن تخيل المشهد الانتخابي الأهم وهو انتخابات رئاسة الجمهورية بدون رجل بحجم الدكتور محمد البرادعي بقيمته العلمية، والانسانية، ومساهمته المعروفة في انطلاق شرارة الثورة. نعم اعلن البرادعي خروجه من سباق الانتخابات الرئاسية، ولكنني اعتقد أن هناك تغيرات تلوح في الأفق وأن قبضة العسكري بدأت تلين، ومن المؤكد أن الفضل في ذلك لهذا الزخم الانساني الذي تشهده مصر منذ يوم 25 يناير في ذكري الثورة، وضغط الشارع الدائم في الدفاع عن ثورته. اختلف او اتفق مع الدكتور محمد البرادعي «امدحه او هاجمه».. ولكنني ادعوك إلي التفكير للحظة واحدة في انتخابات رئاسية بدون البرادعي وأخري يكون فيها حاضراً وسط المرشحين. لا أتحدث عن البرادعي كشخص يختلف حوله الناس فالكمال لله وحده، ولكنني اتحدث عنه كقيمة مضافة لانتخابات الرئاسة أدعوه إلي التراجع عن قراره لصالح مصر حتي ولو خسر الانتخابات. وعلي الدكتور البرادعي أن يثق في شعب مصر اكثر من ذلك فمصر ليست المجلس العسكري، ولا الاخوان وانتخابات الرئاسة تختلف تماماً عن انتخابات مجلس الشعب.. الشعب المصري واع بما يكفي ويعرف كيف يختار رئيسه بالمواصفات التي يؤمن بها بداخله، وبالتأكيد فإنها مواصفات مثالية تنطبق علي بعض مرشحي الرئاسة الحاليين ولا تنطبق علي آخرين. دكتور برادعي عد إلينا وتحملنا حتي لو هاجمك البعض عن جهل أو سوء قصد، أو تزييف وعي فالمقاتل الحقيقي يعرف ان الطريق إلي رئاسة مصر ليس دائماً مفروشاً بالورود. ياسر شوري