لا يزال الموقف القطري من المطالب التي قدمتها الدول المقاطعة لها وهي مصر والسعودية والإمارات والبحرين غامضًا، ففي الوقت الذي أعربت فيه عن استعدادها لإنهاء الأزمة من خلال مناقشة القضايا المشروعة مع هذه الدول، يأتي تأكيدها بأن المطالب يستحيل تنفيذها. وكانت الدول المقاطعة قد قدمت لقطر قائمة من 13 مطلباً للدوحة في 23 يونيو الماضي، وأمهلتها 10 أيام لتنفيذها من أجل إنهاء الأزمة الحالية، وتنتهي هذه المهلة خلال الساعات القليلة المقبلة. تمثلت أبرز هذه المطالب في وقف التحريض الإعلامي القطري، تخفيض التمثيل الدبلوماسي بين الدوحة وطهران، وتسليم الإرهابيين والمطلوبين الذين تحتضنهم الدولة، وتجميد أرصدتهم المالية. وسبق وأن وصف محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الخميس، وزير خارجية قطر هذه المطالب بأنها غير واقعية ومنافية للمنطق، وأن الغرض من المهلة الضغط على قطر للتنازل عن سيادتها وهو الأمر الذي لن تفعله. ترصد "بوابة الوفد" أراء الخبراء والمتخصصين في العلاقات الدولية، حول توقعاتهم للرد القطري وماذا سيحدث لو تمسكت قطر برفضها لمطالب الدول المقاطعة، خلال هذا التقرير: توقع السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية السابق، أن يكون هناك تجاوب جزئي خلال ال 48 ساعة القادمة من قبل قطر مع المطالب التي حددتها مصر والسعودية والإمارات والبحرين، قبل انتهاء المهلة الممنوحة لها، من أجل التفاوض. وأوضح في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، أن هناك تصريحات قطرية في الوقت الحالي حول أنه جاري اعداد رد قطرى على هذه المطالب بالتعاون مع الولاياتالمتحدةالأمريكية والكويت. وأشار هريدي، إلى أن تصريحات بعض الدول المقاطعة حول أن شروطها لا تقبل التفاوض بمثابة نوع من ممارسة الضغوط على الحكومة القطرية، قائلًا من الأفضل انتظار رد قطر على عن طريق أمريكا والكويت، حتى نستطيع تقييم المرحلة القادمة. وقال سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، إن كل الشواهد الحالية تقول بأن قطر سترفض مطالب الدول المقاطعة لها، لأنها لا تفكر بعقلها وإنما بعقول إيران والأتراك، من خلال تواجد الحر الإيراني الثورى بها ووصول أكثر من 3 آلاف جندى تركي لأراضيها. واعتبر في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، أن قطر بذلك تلعب بالنار لأن تبعات رفضها ستكون خطيرة، ومن الممكن طردها من مجلس التعاون الخليجي وفرض عقوبات تجارية جديدة عليها. وذكر اللاوندي، أن المحك النهائي سيكون اللجوء إلى المواجهة العسكرية بين الدول المقاطعة وقطر، وهذا يعني أن قطر ستكون الشرارة التي تندلع منها الحرب العالمية الثالثة. وأكد السفير ناجي الغطريفي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن قطر ستتمسك برفض هذه المطالب، ولن تستجيب لأي محاولات للم الشمل، مضيفًا أن ذلك ستترتب عليه أن يظل الوضع غير مستقر في المنطقة العربية.