"العيد فرحة وأجمل فرحة تجمع شمل قريب وبعيد سعدنا بيها بيخليها ذكرى جميلة لبعد العيد" بتلك الكلمات نجح عبد الوهاب محمد بكلماته في التعبير عن فرحة العيد وتألقت النجمة صفاء أبو السعود في غنائها. ولأن السعادة والفرحة قرار عليك إتخاذه واغتنام جميع اللحظات التي تحياها كي تكون سعيدًا، فيمكنك تسخير أبسط الأشياء المتاحة لتجديد يومك مستغلًا المناسبات والاجازات السعيدة التي تأتي كل فترة للتغاضي عن أي شئ يعكر ذهنك ويجعلك شخص مضغوط نفسيًا. ويحتفل العالم الإسلامي خلال ساعات بعيد الفطر المبارك، والذي يعتبر من افضل المناسبات والأجازات التي تمكنك من استعادة نشاطك وتصفية ذهنك وتجديد طاقتك العقلية والبدينة لاستكمال باقي طريق حياتك. وأجمع خبراء الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، أن أجازة العيد مصدر بهجة والأجازة في حد ذاتها تجلب السعادة والراحة للإنسان، مؤكدين أن مشاكل الفرد لا تنتهي طالما ما زال يحيا بالدنيا، ولكن عليهم أن يحصلوا على قسط من الراحة الذهنية والبدنية ليمكنهم من استمرارالحياة بشكل صحي. ومن هنا أكد دكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي بالاكاديمية الطبية، أن العيد يوم مقدس ومصدر بهجة للكبار والصغار رجال ونساء، لذا لابد أن يدرك الفرد كيف يكون سعيدًا بالعيد ولا تمر أيام العيد كغيرها بل من الضروري أن تؤخذ مأخذ الجدية كوسيلة اساسية للبهجة وللسعادة للفرد وللأسرة كلها. "تفائلوا بالخير تجدوه"، هكذا قال فرويز مطالبًا جميع افراد الأسرة أن تنائ المشاكل جانبًا دون التفكير فيها، وتبقى سعيدة متجنبه الخلافات والتطرق للحديث عن أي موضوعات تسبب الضيق والتوتر، مشددًا على ضرورة البعد عن الموضوعات الساخنة المرهقة اليومية ك"ارتفاع الأسعار والسياسة والأقتصاد والأخبار المرهقة". وتابع استشاري الطب النفسي بالأكاديمية الطبية:"أي شئ منكد عليك ابعد عنه خليه على جنب، المشاكل مبتخلصش فلازم نفصل، والعيد فرصة لده، وأنت لما تدور على السعادة هتلاقيها"، مستكملًا أن مسببات السعادة متباينة من شخص لأخر، فهناك من يسعده السفر وغيره بالتواجد مع الأهل والأصدقاء، وأخر يسعد سواء بالجلوس أو المشي على النيل أو البحر. "لابد ان نستنشق الراحة النفسية، وعلى الإنسان أن يدرك أن المشاكل لا تنتهي ولكن لابد من تهيئة النفس للراحة حتى لو كان وقتها قليل ليكمل حياته ولابد أن يكون على يقين بأن الأجازة وسيلة للاسترخاء لتحقيق صفاء الذهن والنفس من كل شئ، ليستطيع الاستمرار" هكذا نصح محمد هاني استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، جميع المعيدين مقدما لهم عدة خطوات من شأنها استغلال أجازة العيد لتنشيط عقل وجسم الإنسان، اولها أن يأهل الفرد نفسه نفسيا ومعنويا للإجازة وكيفية الاستمتاع بها وأن يكون على يقين بأن هذه الأجازة نقطة الوصل لاستكمال مهام عمله وحياته. واعتبر هاني، أن "التأمل" من أهم الخطوات للراحة والسعادة، فهى بجانب أنها عبادة فهى نعمة من الله عز وجل لها تأثير إيجابي ساحر على الفرد، مشددًا على ضرورة ابتعاد الفرد عن أي طاقة سلبية ولا يتحدث عنها، بالإضافة إلى انتهاز الأجازة للراحة التي ستمكنه من خلق فاصل يقدر من خلاله النظر للمشاكل بشكل مختلف. وأكد استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، أن طابع الأجازات يؤثر بشكل جيد وفعال على الإنسان لذا على الجميع اغتنامه لتناسي المشاكل والهموم، بجانب أنه وسيلة جيدة للتقرب مع الأسرة والاحباب والأصدقاء، لافتا أن قضاء وقت مع من نحبهم يخلق السعادة والراحة النفسية. وطالب هاني، أن يفكر كل منا كيف يخرج نفسه من الحالة السيئة التي مر بها طول العام بتغير جو، قائلًا:"مش شرط تغير الجو يبقى خروج وتكاليف وسفر، ممكن تخرج من جواك نية السعادة، ويمشي على النصائح السابقة ليعيش سعيد ليس فقط في اجازة العيد إنما في أي أجازة". "استغلوا الإجازة وناموا كويس حتى لو عشر ساعات متواصلة" هكذا نصح إبراهيم مجدي استشاري الصحة النفسية، مرجعا السبب لذلك لاضطراب نوم الفرد في رمضان وعدم حصوله على قسط كاف من الراحة، لذا أكد على ضرورة الراحة والأسترخاء والنوم بشكل متواصل وكافي. وأوضح مجدي، أن النوم والراحة يقوموا بعمل"ريفرش" وإعادة تنشيط للمخ وأجهزة الجسم لتمكنه من التواصل، لافتا أن هناك من يفضلوا السفر والخروج للتنزه، موجها المعيدين بأن يحاولوا أن يسترخوا بطريقتهم ويتجنوا شد الأعصاب، بجانب ضرورة تناول وجبات خفيفة لأن الجسم سيظل معتاد على النظام الغذائي الرمضاني، وحتى لا يصاب بأي اضطرابات بمعدته تسبب الضيق له وقت الأجازة.