يعود من جديد المطرب مدحت صالح بألبوم غنائي بعنوان «يديك ويدينا» بعد غياب استمر لما يقرب عامين، وانتهي من تسجيل هذا الألبوم منذ فترة، بعد أن ظل يؤجل طرحه بالأسواق نتيجة لعدم استقرار الأوضاع في مصر، وأشار «مدحت» إلي أنه لا يفكر حالياً في دخول أية أعمال سينمائية أو مسرحية الآن لأنها تبعده بعض الشيء عن عمله الأساسي كمطرب، وأكد أن لديه طموحات كبيرة في مجال الأغنية، ومازال يسعي لتحقيقها بالرغم من تاريخه الغنائي الكبير، وأضاف أنه غير متخوف من حكم الإسلاميين ووصولهم إلي السلطة.. وقال: إن وصولهم إلي السلطة شيء طبيعي نتيجة تنظيمهم لأعمالهم بطريقة جيدة ومحافظتهم علي مبادئ وأخلاقيات المجتمع الذي يعيشون فيه.. وأضاف: أنه من أوائل المطربين والفنانين الذين يؤيدون حماية حرية الإبداع ولكن لابد أن يكون إبداعاً بمعالم حضارية وأخلاقية تناسب المجتمع الذي نعيش فيه، في هذا الحوار تحدث مدحت صالح عن ألبومه الجديد وعن آرائه السياسية وعن رفضه الدخول في مشاريع سينمائية أو مسرحية جديدة.. وإلي نص الحوار: بداية.. ماذا عن ألبومك الجديد «يديك ويدينا»؟ - «يديك ويدينا» انتهيت من تسجيله منذ فترة طويلة ولكن لعدم استقرار الأوضاع داخل مصر اضطررت إلي تأجيله أكثر من مرة، واتجهت إلي الغناء الوطني والديني في الفترة الماضية، وهي فترة ما بعد الثورة، وتعاونت في هذا الألبوم مع مجموعة من الشباب الذين وجدت لديهم أعمال جيدة، وأنا دائماً أنظر إلي الأعمال الجيدة بغض النظر عن حجم أسماء أصاحبها، وأراهن في هذا الألبوم علي الشباب، وأشعر بأن الألبوم يسير علي خطي النجاح بانتظام وكنت حريصاً علي متابعة «البوسترات» والمبيعات منذ اللحظة الأولي لطرحه. ذكرت أنك قمت بتأجيل ألبومك أكثر من مرة نتيجة عدم استقرار الأوضاع في مصر، ولكنك طرحته قبل أيام من الذكري السنوية الأولي للثورة.. فلماذا؟ - لا أعلم لماذا يتخوف الجميع من ذكري الاحتفال بالثورة، المفترض أن الثورة مر عليها عام واتضحت إفرازاتها الجيدة، وإجراء انتخابات برلمانية لأول مرة في تاريخ مصر بنزاهة وشفافية، ومشاركة جميع طوائف الشعب المصري في التصويت بها، ومنذ أيام عقدت أول جلسة لبرلمان الثورة ونحن علي اقتراب من انتخابات الرئاسة، ولذلك أشعر بأن مصر في طريقها للاستقرار، فلماذا أقوم بالتأجيل الآن، بالإضافة إلي أن جمهوري يعلم أنني قمت بالتأجيل نتيجة لعدم استقرار الأوضاع، واحتراماً للثورة، ولذلك أشعر بأنهم احترموا ألبومي الجديد منذ اللحظة الأولي من طرحه بالأسواق. أشيع علي المواقع الإليكترونية قبل طرحه بعدة أيام أنك قمت بتأجيل ألبومك نتيجة لوجود خلافات مع الشركة.. ما تعليقك علي هذا الكلام؟ - هذا الكلام شائعات غير صحيحة لم يكن لدي في يوم من الأيام خلاف مع أي من شركات الإنتاج التي تعاملت معها ولكن بعض الناس يحاولون تفسير تعاوني مع العديد من شركات الإنتاج بكثرة خلافاتي من شركة لأخري، ولكنني في الحقيقة أفضل دائماً التنوع في التعاون مع شركات الإنتاج ودائماً ما أوقع ألبوماً واحداً فقط مع كل شركة أتعاون معها، لأنه ببساطة العمر لا يعلمه إلا الله وحده، ولا أعلم ما في المستقبل. هل من الممكن أن تقوم بإنتاج ألبوماتك في المستقبل؟ - كما ذكرت المستقبل لا يعلمه إلا الله وحده، ولكني أعتقد أن ذلك يتوقف علي المطرب بمعني أنه هو الذي يختار دائماً الأعمال الجيدة، ويحافظ علي نجاحه وعلي جمهوره، ولكن إذا اختار الابتذال والخروج علي عادات ومبادئ مجتمعه للوصول إلي النجاح فهو يسير في طريق نهايته بإرادته، ولكن من الممكن أن أقوم بإنتاج الأغاني الوطنية والدينية التي أغنيها لأن هذه الأغاني تكون بمثابة رسالة من المطرب إلي جمهوره بغض النظر عن متطلبات السوق أو الأغاني التجارية التي يتعامل معها المطربون علي أنها وسيلة للربح. وما تعليقك علي غياب الأغنية الوطنية الجادة في الأيام الماضية؟ - لا يمكنني أن أقول غير أنني كنت من أول المطربين الذين قاموا بالغناء في ميدان التحرير قبل تنحي الرئيس مبارك، وقدمت أغنية بعنوان «اتق شر غضب ملايين» وكانت هذه الأغنية بمثابة رسالة موجهة إلي مبارك مباشرة، في الوقت الذي كان لا يقدر أي من المطربين غناء هذه النوعية من الأغاني وقدمت أغنية وطنية في ألبومي الجديد بعنوان «حلفت ربي» وأصررت علي إضافتها للألبوم لتكون أيضاً أول الأغاني الوطنية في الذكري السنوية الأولي للثورة، ولذلك فأنا دائماً حريص علي تقديم هذا النوع من الأغاني، أما زملائي المطربين فليس بوسعي الحديث عنهم. من وجهة نظرك ما السبب وراء أزمة سوق الغناء الموجودة حالياً؟ - في الأيام الماضية تسببت حالة عدم استقرار الأوضاع في تدهور سوق الغناء، ولكن في كل الأحوال هذه الحالة حالة عرضية، أما السبب الحقيقي هو عدم حماية حقوق المطربين والموزعين، بمعني أن المطرب يعمل في ألبومه سنوات، ولكن يضيع مجهوده، وعمله بالكامل بمجرد طرح الألبوم علي المواقع الإلكترونية، أما الموزعون، فدائماً أفكارهم منهوبة، خاصة الشباب فإذا عمل أحدهم مع شاعر أو ملحن كبير فينسب مجهوده الموزع لنفسه، علي الرغم من أنه أحد الأعمدة الأساسية في نجاح الأغنية، فلابد من وضع حد لهذه العواقب التي تعوق سوق الغناء حتي نكون قادرين علي النهوض بمستوي الأغنية المصرية والعربية. لماذا لم تشارك في مسيرة الإبداع التي قام بها فنانو مصر؟ - أنا من أوائل المطربين والفنانين الذين يؤيدون حرية الإبداع ولكن لا أري سبباً من قيام هذه المسيرة، لأن التيارات الإسلامية لم تنظر بأنها ستقضي علي حرية الإبداع، وأكدت أنها ستؤيد الغناء والفن الهادف، وأتفق معها إلي حد كبير فهل هذه الوقفة استباقية، بالإضافة إلي أن الفنانين لم يحددون معالم حرية الإبداع التي يدافعون عنها، وبالتالي لا يمكن أن أقف في مسيرة وأطالب بحرية إبداع لا أعلم معالمها، وأنا أناشد الإسلاميين القضاء علي الإسفاف والغناء الهابط والمشاهد الخليعة، ومشاهد الإدمان بمختلف أنواعها من خمور ومواد مخدرة لأن أطفالنا يشاهدون ويسمعون ذلك ويتأثرون به، بالإضافة إلي مناشدتي لهم أيضاً لهم بمحاسبة كل صاحب دور عرض لا ينظر في هوية الأطفال الذي يدخلون قاعات العرض، خاصة أن معظم الأطفال يتركون مدارسهم وتعليمهم للذهاب إلي دور العرض ولابد من الاهتمام بهؤلاء الأطفال لأنهم ثروة مجتمعنا في المستقبل. معني ذلك أنك لا تشعر بالقلق من وصول الإسلاميين إلي السلطة؟ - مطلقاً لأن الذي يخاف فهو يضمر بداخله أشياء يريد فعلها، ويعلم أنها خاطئة ومخالفة لعادات ومبادئ مجتمعه، أما الذي يحافظ علي عمله وعلي أخلاقيات ومبادئ المجتمع فلا يخاف من شيء، بالإضافة إلي أن الإسلاميين وصلوا إلي السلطة بناء علي رغبة الشعب المصري وأصواته التي أعطاها لهم في صندوق الانتخابات، وأيضاً نتاج تنظيمهم لأعمالهم وخطابهم للشعب بكل وضوح وشفافية، ولابد أن نعطي لهم الفرصة لأنهم مصريون وأعتقد أن الجميع يعلم الآن أنه ليس بمقدرة أحد فرض ديكتاتورية علي الشعب المصري.