دماء طاهرة اختلطت بتراب مصر، شباب قدموا أرواحهم فداء للوطن من اجل نيل الحرية، ثورتهم غيرت وجه التاريخ شباب خرجوا من منازلهم من اجل التغييراغتالتهم رصاصات الغدر كانت لهم بالمرصاد قبل ان يشاهدوا أحلامهم تتحقق علي أرض الواقع.. وقلوب حزينة علي الفراق وعيون مملوءة بالدموع. رائد فتحي محمد عبدالفتاح كان أحد هؤلاء الشباب الذين ضحوا بحياتهم من اجل مصر، ترك زوجة وجنينا في احشائها رصاصات الغدر اغتالت اخر آماله واحلامه في التغيير وحب مصر وسط دموعه يقول والده فتحي محمد موظف : ابني استشهد يوم جمعة الغضب الموافق 28 يناير الاب المكلوم يروي اخر مرة شاهد فيها ابنه الشهيد رائد ويقول في يوم الحادث جلست انا وابني لمشاهدة المظاهرات في التليفزيون عقب صلاة العصر وكان رائد متحمسا للمشاركة فيها وقام بالخروج الي الشارع واثناء التظاهر اغتالته رصاصات الغدر التي اطلقها عليه احد القناصة لتستقر في كتفه الاب الحزين يبكي بحرقة علي فراق ابنة الاكبر ويستكمل حديثه: رائد متزوج منذ عام تقريبا وزوجته تحمل في احشائها جنينا لم يخرج للنور بعد. وانتظرت عودة ابني لمنزله في المساء لكنه لم يعد قمت بالاتصال به اكثر من مرة لكنه لم يرد علي وفي الساعة الواحدة صباحا فوجئت باتصال هاتفي من مستشفي منشية البكري بوجوده فيه ووجدته غارقًا في دمائه وتبين اصابته بطلق ناري في الكتف اصيب بعده بنزيف حاد أدي إلي وفاته فهرولت إلي هناك يبكي الاب كلما تذكر ابنه الذي راح فداء لحرية الوطن ويستكمل الاب حديثه ويتساءل عن الذنب الذي ارتكبه ابنه حتي لو اشترك في المظاهرات لايمكن ان يتم اطلاق الرصاص علي المتظاهرين لانهم يطالبون بحقهم في البلد وحق ابنائهم وتوفير حياة كريمة. وأكد الأب انه تقدم ببلاغ الي المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام ضد حبيب العادلي وزير الداخلية السابق بصفته وشخصه ويطالب بمعاقبته واتخاذ كافة الاجراءات القانونية ضده واكد الاب في البلاغ ان الوزير المشكو في حقه هو الذي اصدر لقوات الامن الاوامر بقتل المتظاهرين دون ذنب. السيارة الدبلوماسية وبين الحياة والموت يرقد أحمد محمد محرز محمد داخل مستشفي قصر العيني الذي صدمته السيارة الدبلوماسية اثناء سيره هو ومجموعة شباب بشارع قصر العيني، احمد في حالة سيئة اصيب بكسر في الانف وشرخ بالجمجمة ونزيف داخلي اثناء عودته من المظاهرات التي شهدتها مصر يوم 28 يناير والتي سميت بجمعة الغضب. بصوت مخنوق سيطر عليه التعب والارهاق يقول احمد: خرجت من منزلي بصحبة اصدقائي للمشاركة في المظاهرات بميدان التحرير وبعد قضاء يوم كامل في المظاهرات اطقت علينا قوات الامن المركزي القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي لتفرقة المتظاهرين الموجودين بالميدان وفي الساعة الثامنة من مساء يوم الجمعة اثناء السير في شارع قصر العيني بصحبة اصدقائي في طريقنا للعودة للمنزل فوجئت بسيارة دبلوماسية بيضاء اللون تقوم بدهس المتظاهرين في الشارع وانا كنت واحدا منهم وقفزت فوق الرصيف واصطدمت بنا ولم اشعر بنفسي بعدها ويلتقط اطراف الحديث محمد خالد صديق المصاب ويقول: فوجئت اثناء سيري بالشارع بسيارة بيضاء اللون تقوم بدهس المتظاهرين ولم نشاهد احمد من الزحام واثناء استكمال السير علي كورنيش المعادي فوجئت بالسيارة التي دهست المتظاهرين تقف في مدخل احد الشوارع وعقب عودتي للمنزل اتصلت بأحمد في منزله واخبرتني والدته انه لم يعود للمنزل حتي الساعة الواحدة صباحا وفوجئت باتصال هاتفي في الصباح من مستشفي قصر العيني يخبرني بأن احمد في المستشفي ومصاب بنزيف في المخ وكسر في الجمجمة والانف. وتستكمل نعمات محمد حسن والدة المصاب الحديث وتقول محمد في الفرقة الثالثة بمعهد تعاون ونطالب وزير الصحة بعلاج احمد علي نفقة الدولة. وعلي السرير المقابل يرقد احمد محمد خليل طالب بكلية السياحة والفنادق الذي اصيب من جراء دهسه بالسيارة الدبلوماسية ويقول في صوت يغلب عليه الحزن انه شارك في المظاهرات والآن يتم علاجه علي نفقة اسرته ويطالب بتوفير بعض الأدوية غالية الثمن علي نفقة الدولة ويطالب أصحاب القلوب الرحيمة بسرعة علاج ابنه لأنه لا يقدر علي توفير ثمن الشرائح والعمليات التي تتجاوز 3 آلاف جنيه.