شرع الله تعالى الزكاة وجعلها فرض من الفروض الواجب أداؤها، فيقوم الكثيرون بإخراج الزكاة في أشكال عدة منها الأموال ومنها بتوفير ما يحتاجه الفقراء والمساكين وغيرهم من مصارف الزكاة الثمانية الذين أجاز الله تعالى عليهم الزكاة. هناك بعض الجمعيات الخيرية التي تجري العديد من العمليات المجانية للمحتاجين من فقراء وأيتام وغير القادرين على العلاج بهدف رفع المعاناة عنهم، ما تساءل الكثيرون هل يجوز المساهمة بأموال الزكاة في تلك العمليات واعتبارها مصرفا من مصارف الزكاة الشرعية. ليجيب الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية على الانترنت، بأنه يجوز الصرف مِن أموال الزكاة لِعِلَاج الفقراء والمحتاجين وكِفايَتِهِم فيما يحتاجون إليه مِن عملياتٍ جراحيةٍ وطبيةٍ، باعتبارها شيئا مهما وضروريا لحياتهم. وذلك وفقًا لما كفلته لهم الشريعة الإسلامية التي جعلت الفقراء والمساكين في صدارة مصارف الزكاة الثمانية بقوله تعالى في سورة التوبة:" إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ"، وذلك للتشديد على أولويتهم في استحقاقها. وأوضح علام، أن الأصل في الزكاة هو كفاية هؤلاء الفقراء والمساكين وإقامة حياتهم من مسكن ومأكل ومشرب وتعليم وعلاج. كما خصهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بحديث إرسال معاذٍ رضي الله عنه إلى اليَمَن: "فَإن هم أَطاعُوا لَكَ بذلكَ فأَخبِرهم أَنَّ اللهَ قد فَرَضَ عليهم صَدَقةً تُؤخَذُ مِن أَغنِيائِهم فتُرَدُّ على فُقَرائِهم".