«تميم» يعيد أخاه غير الشقيق إلى السجن.. ويجرد الآخر من صلاحياته خوفاً من الانقلاب انقسامات داخل أسرة «آل ثانى».. و«موزة» تستعين بآل «المسند» لإنقاذ ابنها شهدت الساعات الأخيرة تصاعد الخلافات والصراعات بين أجنحة الأسرة الحاكمة فى قطر، فى ظل تردد أنباء عن إمكانية الإطاحة بتميم بن حمد آل ثانى أمير قطر، فى محاولة لإنقاذ حكم الأسرة من السقوط، نتيجة التداعيات المستمرة فى أعقاب قرارات مصر والسعودية والإمارات والبحرين قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر. تشير المصادر إلى وجود حالة من الذعر تسيطر على أفراد الأسرة الحاكمة، والتى تحولت إلى غضب شديد ضد تميم؛ بسبب سياساته وممارساته التى وضعت قطر على حافة الهاوية، خاصة أن الاتهامات الواردة فى بيانات قطع العلاقات، تضمنت رعاية قطر للإرهاب، وتمويل جماعات إرهابية وتنظيمات مسلحة تسعى لزعزعة الاستقرار بالمنطقة، وتتدخل بشكل سافر فى شئون دول ذات سيادة، وهو ما يرتقى ليشكل جرائم يعاقب عليها القانون الدولى، وتهدد بفرض عقوبات سياسية واقتصادية على قطر، وربما فرض حصار دولى عليها، ومطالبة الدول بتعويضات عن الأضرار التى سببتها الممارسات القطرية. المصادر تشير إلى أن قرارات قطع العلاقات والصدى الدولى الداعم لها، أصاب القصر الملكى بأزمة عنيفة لا تزال تهز أركانه، وأصبح أمير قطر فى ورطة كبرى، تعصف بوجوده، وبمستقبل قطر نفسها، خاصة فى ظل انتشار أخبار عن توقع انقلاب سادس فى تاريخ قطر خلال الأيام القادمة. وتؤكد المصادر، أن ظهور والد تميم حمد بن خليفة على السطح مرة أخرى لمناصرة نجله عبدالله لتولى الحكم فى حالة الإطاحة بتميم، بالإضافة لظهور اسم مشعل بن حمد بعد اعتقاله لمدة 20 عاماً، تشير إلى أن ترتيبات تتم داخل أجنحة الأسرة الحاكمة، والأسر الكبيرة فى قطر، للوصول إلى صياغة توافقية حول مستقبل الإمارة فى أعقاب رحيل تميم. وكانت الأزمة قد تصاعدت بين قطر والدول العربية فى أعقاب القمة الإسلامية التى استضافتها السعودية مؤخراً، وشارك فيها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وانتهت إلى وضع استراتيجية عربية إسلامية أمريكية لمواجهة الإرهاب بالمنطقة، ومحاصرة النفوذ الإيرانى المتصاعد على حساب المصالح القومية الاستراتيجية العربية، وما تلى ذلك من تراجع قطر عن التزاماتها الناجمة عن بيان القمة، والتى كشفتها تصريحات تميم التى كشفت خبايا المؤامرة القطرية، بتأكيده على ضرورة تواصل العلاقات مع إيران رغم سياستها المعادية للمصالح العربية، واستمرار دعمه لقيادات وجماعات إرهابية فى المنطقة تهدد الأمن القومى لدول مجلس التعاون الخليجى ومصر وليبيا وغيرها، ورغم المحاولات المستميتة من الديوان الملكى لنفى صحة هذه التصريحات، فإنها فشلت بعد التأكد من صدورها من تميم. أطراف المعركة القادمة خلال الأيام القليلة داخل قطر، تنحصر فى أهم منافسين لتميم، وهما أخواه مشعل وعبدالله غير الشقيقين. يذكر أن مشعل وهو الابن الأكبر لأمير قطر السابق حمد بن خليفة من زوجته الشيخة مريم ابنة ثانى، قد رفض انقلاب بن حمد بن خليفة على جده، فاعتقله أبوه حمد وظل بالسجون القطرية منذ عام 1995 حتى خروجه فى عام 2015، بعفو أميرى لتميم فى أعقاب توليه السلطة؛ حيث شغل منصب رئيس الاتحاد العربى لرياضة الخيل، والفروسية بعيداً عن الأضواء بعد خروجه من معتقله وظل منبوذاً من أسرة الشيخة موزة؛ لكونه الخطر الذى يهدد تميم الذى أمر باعتقاله منذ أيام عقب الهجوم عليه مؤخراً، ونشر تقارير صحفية غربية تتحدث عن خلافة مشعل له؛ الأمر الذى يهدد سيطرة الشيخة موزة وابنها على مقاليد الأمور هناك. ولم يكن مشعل هو الوحيد الذى يهدد بقاء تميم أميراً لقطر، فقد ظهر على السطح اسم عبدالله بن حمد بن خليفة الذى تم تعيينه نائباً لأمير قطر فى 2014 وهو أحد أبناء الشيخ حمد من زوجته الشيخة نورة ال ثانى والذى يخشاه تميم كثيراً؛ بسبب التقارير الأمنية الداخلية التى تؤكد شعبيته داخل أوساط العائلة القطرية ورغم غضب الشيخة موزة منه اعتقاداً منها سحبه البساط من تحت قدم ابنها، فإن تميم أراد الاجتماع به منفرداً لبحث موقفه من دعمه لكن الشيخة موزة اعترضت على الاجتماع به منفرداً فى ظل الأوضاع الملتهبة داخل العائلة القطرية، وهو الاجتماع الذى استغرق 8 ساعات كاملة للوقوف على حقيقة دعم حمد- الأب- له وعقب الاجتماع قرر أمير قطر سحب جميع الاختصاصات من يده؛ تحسباً لوقوع أى مفاجآت فى الأيام القادمة، خاصة مع قرارات المقاطعة التى بدأت من الدول العربية، وهو ما جعل تميم يقرر الالتفات إلى جميع الملفات الداخلية والتى يسيطر عليها بعض من أبناء عمومته، وبدأ بإيحاء من والدته الشيخة موزة الاستعانة بأخواله ال المسند لمساندته فى هذا التوقيت. وتشير التقارير الواردة من القصر الملكى إلى أن حمد بن جاسم، رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها السابق المحسوب على أبيه والرجل القوى داخل قطر والعدو اللدود للشيخة موزة بعد أن أفسد لها عدة صفقات تجارية بينها وبين فرنسا وعدة دول أخرى بسبب تزايد نفوذها داخل قطر، والذى يتمتع بنفوذ وشبكة علاقات تؤهله لدعم أى انقلاب قد يحدث على تميم إن لم يكن هو صانعه سوف يلعب دوراً مؤثراً فى دعم كل التحركات ضد تميم خلال الأيام القليلة القادمة فى محاولة لاستعادة نفوذه السابق.