لم يتخيل يوماً أن يتعرض لخيانة زوجته التى فعل الكثير من أجل الوصول إليها، فكان يعمل ليلاً ونهاراً، كى يتمكن من تجهيز العش الصغير الذى سيجمعهما، كان يحبها كثيراً ودائماً ما يفكر فى إسعادها، وكان على أتم الاستعداد لفعل أى شىء من أجل أن يرى البسمة على وجهها ولكنها قابلت الإحسان بالإساءة وطعنته فى رجولته، مع صديقه وشريك عمره، بعد أن فتحت أبواب قلبها للعشق الحرام، لم يفكر الصديق الخائن فى العيش والملح ولا صداقة العمر التى تربطه بصديقه منذ سنوات. وقعت «سلوى» فى حب «أحمد» وقرر العشيقان أن يتقابلا فى منزل العشيق الذى يقع فى نفس العقار الذى تقطن به شقيقة «سلوى»، شعر الزوج المخدوع بتغير فى تصرفات زوجته حيث كانت تتعمد إبعاده عنها، وشعر بفتور فى مشاعرها تجاهه، كما لاحظ قضاءها معظم الوقت على موقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك»، ظن أن ذلك بسبب انشغاله عنها وإهماله لها بسبب العمل، حينها قرر أن يخصص بعض الوقت لها ولابنتهما «بسنت»، كى يعوضهما عن فترة انشغاله فى العمل، لكن دون جدوى، وفشلت كل محاولات اقترابه منها. محمد إخصائى نفسى، جمعته قصة حب ب «سلوى» استمرت لعدة سنوات حتى انتهت بالزواج.. شعر حينها وكأنه ملك الكون بعد زواجه من الفتاة التى ظل يحبها لفترة ليست بالقليلة حتى جمع الله بينهما، كانت السعادة تغمر عش الزوجية، ولكن سرعان ما تحول كل ذلك إلى سراب وانقلبت حياتهما رأساً على عقب واستيقظ الزوج المخدوع من الحلم الجميل الذى كان يعيش فيه على كابوس كاد ينهى حياته. «لا أعلم لماذا طعنتنى فى رجولتى وخانتنى مع أقرب أصدقائى، حتى الآن لا أصدق ما حدث، كيف تناست كل ما فعلته من أجلها، ولا أستطيع العيش بدونها، ولم أحرمها يوماً من شىء».. بهذه الكلمات التى يملؤها الحزن والأسى، يروى تفاصيل خيانة زوجته له مع أعز أصدقائه قائلاً: تعرفت على «سلوى» عندما كانت والدتها مريضة وتتردد علىّ للعلاج، أحببتها كثيراً وقررت الزواج منها بعدما أكد لى جيرانها أنها على درجة عالية من الخلق.. مرت الأيام ورزقنا الله بطفلتنا الأولى «بسنت»، لاحظت برغم من أنها أصبحت أمًا إلا أنها كانت تهتم بنفسها بدرجة عالية، ولاحظت دلعها المبالغ فيه وارتداءها لبعض الملابس التى لا تناسب سنها ووضعنا الاجتماعى، فطلبت منها أكثر من مرة أن تغير من نمط حياتها، ولكن لا حياة لمن تنادى، فكانت دائماً تتشاجر معى قائلة: «أنا لسه صغيرة وعايزة أعيش حياتى». ولم أستطع الوقوف أمام إصرارها على عدم تغيير أسلوب حياتها تمادت فى تصرفاتها المشينة، ولم تكتف فقط بارتداء الملابس الخليعة بل كانت تقوم بإنفاق مصروف البيت على ما ليس له قيمة وليس له أهمية.. إلا أننى لم أتحدث فى الأمر تجنباً للمشاكل، وكان لدى أمل أنها ستتغير.. ومرت الأيام وهى لا تزال علي نفس السلوك برغم تحذيراتى الكثيرة. لاحظت تكرار خروجها من المنزل بحجة زيارة شقيقتها، فأنا لا أستطيع منعها من الذهاب لأختها الوحيدة، وفى إحدى المرات فوجئت باتصال هاتفى من شقيقتها تريد الاطمئنان عليها وأكدت لى أنها لم تشاهدها منذ فترة، ولعبت الأفكار فى رأسى: لماذا كذبت علىّ زوجتى؟.. وإلى أين كانت تذهب؟.. فكرت كثيراً قبل أن أواجهها.. فراقبت الفيس الخاص بها أولاً فوجدتها تتحدث إلى أحد أصدقائى، الذى يقطن بنفس العقار الذى تسكن فيه شقيقتها والتى لم تكن تربطهما أى علاقة سوى أنهما جيران فقط، مشيراً إلى أنه فى إحدى المرات استغل انشغالها فى أعمال المنزل، وقام بتفتيش هاتفها المحمول لعله يجد أى دليل يثبت خيانتها له، إلى أن وقعت عيناه على صورة تجمعها بصديقه وهما جالسان فى أحد الأماكن العامة، كما وجد رقمه مسجلا على هاتفها، فالتزم الصمت وامتنع عن مواجهتها حتى يضبطها متلبسة.. وفى اليوم التالى طلبت الذهاب لزيارة شقيقتها فى المرة الأخيرة فوافقت على الفور، وبالفعل خرجت من البيت فى طريقها إلى منزل شقيقتها، كل ذلك وهو يقوم بمراقبتها حتى كانت الفاجعة، فقد شاهد زوجته وهى تطرق باب شقة صديقه فقرر قتلها انتقاماً لشرفه، إلا أنه تراجع خوفاً من الفضيحة التى ستلحق بأسرته وطفلته التى لا ذنب لها. طرقت الباب كثيراً لكن دون جدوى حتى انصرفت.. وفجأة سمعت صوتا غريبا صادرا من الشقة، فقمت بالاختباء بجوار المصعد، فوجدت زوجتى تخرج من الشقة مرتدية النقاب وحذاء أسود واتجهت نحو شقة أختها، فأسرعت أنا نحو شقة صديقى كى أرى ماذا يحدث بداخلها فوجدت الباب مفتوحاً وشاهدته ملقى على الأرض، جثة هامدة. اتصلت بالشرطة التى حضرت على الفور، وتتبعوا آثار الأقدام عن طريق الكلب البوليسى حتى ذهب إلى منزل شقيقة زوجتى، التى ذهبت إليها عقب خروجها من منزل صديقى، وتم القبض على شقيقتها واتهمتها قوات الأمن بقتله وفى تحقيقات النيابة أكدت فى أقوالى أن من كانت ترتدى الحذاء الأسود هى شقيقة زوجتى وليست زوجتى، وذلك كى أنفى التهمة عنها خوفاً على مستقبل أسرتى الصغيرة، فبعد أن أكد تقرير الطب الشرعى أن الوفاة كانت طبيعية، نتيجة لأزمة قلبية، وبعد قيام زوج شقيقة زوجتى بتطليقها وطردها من المنزل واتهامه لها بخيانته، قررت أن اعترف له بأننى شهدت زوراً ضد زوجته حتى أنقذ أسرتى من الانهيار، وأكدت له أن زوجته بريئة وأن من كان على علاقة بصديقى هى زوجتى، وقررت إقامة دعوى «نشوز» ضدها أمام محكمة الأسرة.