بقلب كالحجر لم تخشع ولم تضعف للحظة وهى تتآمر على قتل من حملتها فى بطنها 9 أشهر وربتها حتى أصبحت شابة يتحاكى الجميع عن جمالها، لم تشفع لها توسلاتها وصرخاتها النابعة من أعماق قلبها، وكأنها لم تتذكر أنها سهرت على راحتها الليالى، وسلمت كل حواسها إلى حبيبها وضرة والدتها (زوجة أبيها) التى تريد الانتقام منها بسبب عدم إنجابها وغيرتها منها. «أمل» فتاة فى منتصف العقد الثانى من العمر انفصل والداها بعد 17 سنة من الزواج، كانت الحياة بينهما غير مستقرة، والدها كان يتنقل بين أحضان النساء كالعصفور على الأغصان، أما الزوجة فقد سئمت من معاتبته ورضيت بنصيبها ما دام آخر الليل يعود إلى سريره بجوارها، لكن الزوج كان دائم البحث عن منغصات الحياة وكأنه يأبى الهدوء والاستقرار، فوجئت «حنان» فى ذات ليلة بزوجها يخبرها بأنه سيتزوج عليها وقعت الكلمات عليها كما الصاعقة فلم تتخيل يوماً أن تكون مكافأتها بعد هذا الإحسان كل النكران والخذلان. رفضت الزوجة أن يكون لها ضرة فهى لم تقصر فى حق زوجها أو بيتها كما أن بينهما 5 أبناء سيكون مصيرهم الهلاك بين زوجة الأب وتفكك الأسرة، لم يراع الزوج كل تلك الأشياء وضرب بها عرض الحائط ولم تشفع 17 سنة زواجاً لزوجته فى منحها حياة كريمة، ولم يرَ أمامه سوى شهواته ورغباته التى يسعى لتحقيقها بكل السبل. بعد مرور عدة أيام علمت الزوجة أن ضرتها هي «صباح» التى تسكن فى الحارة المجاورة، أصيبت الزوجة بالذهول كيف لزوجها أن يقبل بها كزوجة وهى التى اشتهرت بين أبناء الحى بسوء السمعة والسلوك، حاولت أن تنصح زوجها كثيراً على أمل أن يعود إلى عقله لكن كل كلماتها لم توقع فى نفسه أى شيء وصمم على الزواج منها، بعد شهرين تم زفافه عليها. بعد زواج زوجها رفعت عليه قضية لتمكينها من المسكن فهى حاضنة ل5 أبناء وبالفعل مكنتها المحكمة من شقة بمنزل زوجها، مرت الأيام وهى تسكن بمنزل واحد مع ضرتها كل منهما لها شقتها الخاصة، لكن التى لم تتوقعه يوما هى أن تقع ابنتها فى حب ابن شقيق ضرتها الذى يتردد على عمته كثيراً فى المنزل، فتقدم لخطبتها لكن والدتها رفضت كونه غير مناسب لابنتها، فقررت الزوجة الثانية ونجل شقيقها وابنتها قتلها لتتمكن الابنة من الارتباط به وتنتقم الضرة منها لعدم إنجابها وغيرتها منها. اتفق الشياطين الثلاثة على قتل الأم التى لم تحصل من الدنيا على أى من متعها فمنذ نعومة أظافرها وهى تعانى الفقر فى منزل والدها ولم يتغير الحال كثيراً بمنزل زوجها الذى كان يعانى من ظروف مالية صعبة بسبب كثرة نزواته، ووقفت الابنة تشاهد أمها وهى تموت مختنقة أمام عينيها على يد حبيبها وعمته بدم بارد، ولم تتأثر بتوسلات أمها بأن ترحمها بعد أن سلمت جوارحها لشياطين الإنس. «مش عارفة أنا عملت كده إزاي».. كلمات قالتها «أمل» ابنة المجنى عليها فى اعترافاتها، موضحة أنها كانت تقيم رفقة والدها وزوجته الثانية منذ فترة وأن المتهمة الثانية هى السبب فى إقناعها بالجريمة بعد أن وقعت أسيرة لحب ابن شقيقها. وكشفت «صباح» كيف خططت لجريمتها، واعترفت أن عدم إنجابها وخشية أن يعود زوجها لطليقته هو الدافع الحقيقى وراء تخطيطها للجريمة. وأوضحت أنها أقنعت ابنة المجنى عليها بأن والدتها هى العائق أمام زواجها من حبيبها ولا بد من التخلص منها لإتمام زواجهما، فى سبيل ذلك سهلت دخول ابن شقيقى للشقة، واستدرجت أمها بزعم تناولنا وجبة العشاء سويا، وبمجرد دخولها للشقة، أعطت الإشارة لابن شقيقى بتنفيذ الجريمة، لكنه تردد فى البداية، وطالبنى بإطفاء الإضاءة، وبالفعل أطفأت الإضاءة ونفذنا الجريمة. كما اعترف المتهم الثالث بارتكاب الواقعة بتحريض من عمته «صباح» التى أقنعته بضرورة التخلص منها ليتمكن من الزواج من ابنتها.. المتهمون الثلاثة لكل منهم أسبابه فى قتل الأم ولكن يبقى الذنب الأكبر والأعظم على ابنتها فلذة كبدها، التى وقعت أسيرة للحب والعشق والذى قادها إلى قتل ست الحبايب.