استيقظت الأم فزعة من نومها فى ساعة مبكرة من الصباح.. ولم تجد نجلها الصغير بجوارها كالعادة.. انقبض قلبها وراحت تبحث عنه فى حجرات المنزل.. برقت عيناها ودارت الارض من تحت أقدامها عندما شاهدته غارقا فى دمائه على فراش شقيقته الكبرى.. لم تستطع الصمود امام هذا المشهد المرعب، فسقطت على الارض فاقدة الوعى.. كان المشهد السابق هو المشهد الرئيسى فى واحدة من أغرب الجرائم واكثرها ألما للنفس.. وقد سبقته مشاهد كثيرة تحمل تفاصيل مثيرة يرويها محقق «فيتو» فى السطور التالية: المشهد الأول: مراهقة ومسجل خطر فى احدى الحدائق العامة على كورنيش النيل.. جلست «رنا» بجوار حبيبها يتحدثان عن قصة حبهما الطويلة، ورغبتهما القوية فى تتويجها بالزواج.. قالت: « اطمئن لن اكون لغيرك حتى لو ارتكبت جريمة او انتحرت».. قال: « وانا كل أملى فى الحياة ان تكونى لى زوجة ولكن والدك يصر على الرفض».. قالت: «سوف أقنعه بالموافقة.. المهم ان تكون صادقا فى توبتك».. قال: « صدقينى انا تبت عن الإجرام بسبب حبك وسأسعى قدر جهدى للتخلص من لقب مسجل خطر الذى التصق بى، ومعك ستختلف حياتى تماما».. ابتسمت بدلال وهى تقول: « وانت صدقنى.. هاعمل المستحيل علشان اقنع والدى بالموفقة».. تشابكت أيدى الحبيبين وقاما يتجولان فى الحديقة ويتبادلان احاديث الحب والغرام. المشهد الثانى: رنا والشيطان داخل منزلها فى منطقة ميت عقبة بالجيزة.. طلبت رنا من والدها ان تتحدث معه فى امر مهم بشرط ألا تسمعهما زوجته.. دخلا حجرتها واغلقا الباب خلفهما.. الأب: « خير يا رنا فيه أيه؟».. الابنة: « بصراحة عاوزة اكلمك فى موضوع جوازى».. قاطعها محتدا: « تانى.. احنا مش خلصنا من الموضوع ده.. انا مش ممكن اوافق على جوازك من واحد بلطجى ومسجل خطر».. الابنة: « بس هو تاب ووعدنى انه هيكون انسان كويس».. الاب: « مهما عمل هيفضل طول عمره بلطجى وكل اللى بيقوله كلام فى كلام».. الابنة باكية: « بس انا بحبه ومش هاتجوز حد غيره حتى لو هاموت نفسى».. الأب غاضبا: « الموضوع ده انتهى ومش عاوز اتكلم فيه تانى.. ولو عرفت انك قابلتيه او كلمتيه هادبحك».. خرج الأب من الغرفة واغلق الباب خلفه.. انخرطت رنا فى بكاء مرير، وبعد ان هدأت قليلا قفز الشيطان الى ذهنها وأقنعها بأن زوجة أبيها هى التى تقف فى طريق زواجها من حبيبها، ووسوس لها بضرورة الانتقام منها.. بعد تفكير طويل عقدت العزم على قتل شقيقها من ابيها وحرق قلب امه عليه. المشهد الثالث: الضحية فى حضن الجلاد كانت عقارب الساعة قد اقتربت من الحادية عشرة مساء.. عندما خرجت رنا من حجرتها، لتجلس مع ابيها وزوجته وشقيقها «تامر» ذى السنوات الخمس.. تظاهرت بانها نسيت الموضوع وراحت تتحدث وتضحك معهم.. بعد نحو الساعة طلبت ان تصطحب شقيقها ليبيت معها فى حجرتها.. ردت الأم: « تامر ده نور عينى وانا معرفش انام الا وهو فى حضنى».. قالت رنا: « متنسيش برضه انى اخويا ونفسى انيمه جنبى ولو ليلة واحدة».. بعد جدل لم يستمر طويلا وافقت الأم على السماح لتامر بالنوم فى فراش شقيقته ولكن قلبها لم يكن مطمئنا.. اغلقت رنا الباب من الداخل وظلت تتحدث مع الصغير الى ان راح فى سبات عميق.. فى حوالى الثالثة فجرا.. خرجت على أطراف أصابعها وأحضرت سكينا حادا.. اقتربت من الطفل البرئ.. تحجر قلبها وتبلدت مشاعرها، وبلا تردد كتمت أنفاسه وذبحته بكل قسوة وعنف.. انتفض جسد الطفل وكأنه يستغيث أو يرجوها بأن ترحمه، ولكنها واصلت طعنه وذبحه الى ان فاضت روحه الى بارئها.. عند الفجر لملمت رنا ملابسها وهربت من المنزل قبل ان يكتشف احد جريمتها. المشهد الرابع: اب وام.. وابن قتيل فى حوالى السادسة صباحا.. تقلب الأب فى فراشه فلم يجد زوجته ولا نجله بجواره.. خرج يبحث عنهما، فوجد الزوجة ملقاة على الأرض فاقدة الوعى داخل حجرة ابنته، والابن جثة هامدة غارقة فى الدماء على فراش شقيقته التى اختفت.. اصيب بحالة هياج هيستيرى وراح يبكى ويصرخ وهو يحتضن الصغير قائلا: « تامر.. رد عليا يا تامر.. مين عمل فيك كده؟».. فى هذه الأثناء استعادت الام وعيها وتعالى صوتها بالصراخ والعويل وقالت: « كان قلبى حاسس ان رنا ناوية على نية.. منها لله حرقت قلبى على ابنى».. أسرع الأب الى المقدم محمد عبد التواب رئيس مباحث العجوزة وقدم له بلاغا بالحادث اتهم فيه ابنته رنا، بقتل شقيقها من الأب لاعتقادها بان امه هى التى رفضت زواجها من مسجل خطر.. فى العاشرة صباحا امتلأ المنزل برجال الشرطة واجروا المعاينات اللازمة وحملوا الجثة فى سيارة إسعاف الى المستشفى وسط بكاء ونحيب الأم.