فوجئت بأداء «بوسى».. وهانى خليفة موهوب فى إدارة الممثل الدراما المصرية تشهد ثورة فى مستوى الصورة.. وأرفض تدخل الفنان فى السيناريو تدرك النجمة «يسرا» جيدًا أن الفن انعكاس حقيقى للواقع الذى نحياه، لذا تتأمل ملامح الناس وتقرأ تجارب البشر، تحاول التعايش والاستغراق فى التفاصيل لإيمانها الكامل بأن الفنان الحقيقى هو الذى يراهن على قصة من لحم ودم.. فى مسلسلها الجديد «الحساب يجمع» تنحاز إلى الدراما الإنسانية بصورتها المؤلمة، تقتحم عالم «الخادمات» من خلال شخصية «نعيمة» تبدو ملامح الشخصية من حيث الملابس والمكياج سهلة خاصة أن «يسرا» قدمت دور الفتاة الشعبية فى أكثر من عمل فنى، لكن «نعيمة» مختلفة إلى حد كبير، فهى بسيطة ومعقدة فى وقت واحد، فهى الغارقة فى هم لقمة العيش والقادرة على التكيف مع الحياة بالرقص والغناء، لديها مشاكل لها عمق وارتفاع وهى الحل لمشاكل زميلاتها. التقينا بالفنانة يسرا ودار معها حوار طويل حول سبب حماسها لمسلسل «الحساب يجمع» وما تردد حول اختيارها فريق العمل بنفسها، وأهم الصعوبات التى واجهتها فى التصوير ورأيها فى الدراما المصرية. تمنح الخبرة الفنان ذكاء الاختيار.. إلى أى مدى تغيرت معايير الاختيار لديك؟ - بالفعل تكرار التجارب، والفشل والنجاح، الصعود والهبوط كلها عوامل تمنح الفنان الخبرة وتساعده على الفرز والاختيار، يسرا الآن تختلف عن يسرا التى تجلس أمامك، أصبحت أكثر خبرة وأكثر جرأة وأكثر رغبة فى الاختلاف وتقديم أعمال عميقة فى الفكرة ومختلفة فى المحتوى، وأحب التأكيد أن معايير الاختيار باتت أكثر دقة وحرصاً. وما سر الحماس لمسلسل «الحساب يجمع»؟ - فى العام الماضى قدمت مسلسل «فوق مستوى الشبهات»، وكانت الأحداث تدور فى مجتمع راق وقدمت دور شريرة، تعمدت الاختلاف هذا العام بشكل وصورة كاملة، لذا قررت العودة إلى دور السيدة «الشعبية»، وعندما قرأت ملخص العمل أعجبتنى الفكرة وتحمست لها جدًا فهى تدور فى عالم «الخادمات» اللاتى يعملن فى البيوت ويتعرض لحياة صعبة ومتاعب من أجل البحث عن لقمة العيش. شخصية نعيمة صعبة أم سهلة؟ - لا تندهش إذا قلت لك إننى بالرغم من سنوات الخبرة وكم الأعمال التى قدمتها، فإننى ما زلت أشعر بالخوف من أى عمل أقدمه للناس، الجمهور بات واعيًا جدًا وقادراً على الفرز والاختيار، ولذا أتعامل مع أى شخصية بدقة شديدة وخوف، لذا تعمدت التحضير جيدًا للشخصية لأنها صعبة وجديدة ولا أبالغ إذا قلت إن كل المشاهد صعبة لأن هناك انفعالاً يجب أن يصل للجمهور وأتمنى أن ينال أدائى إعجاب الجمهور والنقاد. حدثينا عن ردود الفعل بعد عرض عشر حلقات من المسلسل؟ - الحمد لله تلقيت ردود فعل طيبة وتلقيت تليفونات من داخل مصر وخارجها عبر أصحابها عن إعجابهم بمستوى العمل وأداء كل فريق العمل، وأتصور أن الحلقات القادمة ستكون مبهرة لأن الأحداث سوف تشهد تغييرات كثيرة والشخصيات سوف يحدث لها تحولات، كما أن النهاية ستكون جريئة إلى حد كبير. هل تتدخل يسرا فى السيناريو؟ - تعلمت منذ بداية عملى فى الحقل الفنى أن كل شخص له دور مكلف به ومطلوب منه أن يقوم به بشكل رائع، أنا لا أتدخل فى السيناريو تلك مهمة المؤلف ولا أتدخل فى السيناريو تلك مهمة المؤلف ولا أتدخل أيضًا فى اختيار النجوم، فلكل شخص دور مكلف به، ومن حسن حظى أن كل فريق العمل فى مسلسل «الحساب يجمع» على مستوى كبير من الموهبة ولديه رغبة فى النجاح وتقديم عمل فنى مميز ومختلف.. فالمخرج هانى خليفة موهوب ولديه رؤية وتجمع بينى وبينه كيمياء وتفاهم.. كما أن المسلسل من تأليف إياد إبراهيم عبدالمجيد، وانضم له محمد رجاء، وهما يمتلكان الموهبة وأفكارهما براقة. لماذا تم الاستعانة بالدكتور مدحت العدل للإشراف على السيناريو؟ - تربطنى صداقة وعلاقة طيبة بالدكتور مدحت العدل، وقد تم الاستعانة به للإشراف على كتابة المسلسل من أجل الجودة وحتى يخرج العمل للجمهور بصورة مشرفة، كما أن الدكتور مدحت يساعد الشباب دائمًا ويحترم الأفكار الجديدة. البعض يتصور أن التعامل مع شباب الكتاب مغامرة.. ما تعليقك؟ - بدون شك الفن مغامرة فى حد ذاته وأنا من عشاق المغامرة ومؤمنة إلى حد كبير بالمواهب الشابة.. وأعرف أننا نعانى من أزمة فى الورق الجيد وإذا أردنا أن نجدد دمائنا فعلينا أن نفتح الأبواب والنوافذ للشباب الجديد.. الفن رافد من روافد الإبداع، وحتى يحدث الإبداع لا بد من الابتكار والتجديد. البعض يرى أن الفن وسيلة للمتعة ولا يؤثر فى الواقع.. تتفق يسرا مع هذا الرأى أم ترفضه؟ - بكل تأكيد أختلف مع هذا الكلام.. الفن هو القوة الناعمة التى تؤثر وتغير فى وعى وإدراك الناس.. أكبر دليل على كلامى أن فيلمًا مثل طيور الظلام الذى كتبه السيناريست الكبير وحيد حامد تنبأ بخطر الإخوان منذ سنوات طويلة ومرت الأيام وعشنا التجربة.. وهذا يعنى أن الفن قادر على التنوير ولكن بشرط أن تكون الأعمال الفنية واعية ولها هدف. لماذا رفضت أن يكون «على سلم الخدامين» اسمًا للمسلسل؟ - الاسم صادم جدًا وجارح وأشعر بأن فيه عنصرية.. كل إنسان خادم فى موقعه، انزعجت من الاسم وقمنا بتغييره إلى «تحت أمر السيادة» وبعد قطع شوط طويل فى التصوير اكتشفت مع فريق العمل أن الاسم المناسب هو «الحساب يجمع» هذا الاسم يعبر عن محتوى المسلسل وأبعاد شخصياته. بصراحة شديدة ما رأيك فى أداء بوسى؟ - بصراحة شديدة فوجئت بها كممثلة فهى موهوبة ولديها حضور كما أننى سعيدة بأداء كريم فهمى ومحمود عبدالمغنى وكل فريق العمل، كما أن المخرج هانى خليفة بارع فى إدارة الممثل حتى يفرز أفضل ما لديه من موهبة فنية كبيرة، ومن يتابع المسلسل يكتشف أن هناك انسجاماً واضحاً بين كل فريق العمل. تصوير المسلسل فى منطقة شعبية كان أمراً سهلاً أم صعباً؟ - تعمدنا تصوير المسلسل فى مكان شعبى حقيقى وتم اختيار منطقة الوراق للتصوير وهذا جعل نجوم العمل يتعايشون مع الأحداث بشكل رائع. ما رأيك فى مستوى دراما رمضان 2017؟ - بصراحة شديدة حتى هذه اللحظة عاجزة عن متابعة أى عمل فنى لأنى ببساطة ما زالت مشغولة بتصوير المسلسل ولكن من خلال شواهد متقطعة أستطيع القول إن مستوى الأعمال مبهر وحجم المنافسة كبير جدًا خاصة على مستوى الصورة والتكنيك، والمنافسة دائمًا تصب فى صالح الجمهور. هل تشعر يسرا بالرضا عن كل أعمالها الفنية؟ - بكل تأكيد لست راضية عن كل أعمالى الفنية، وهذا أمر طبيعى ومنطقى فى البدايات كانت تنقصنى الخبرة ورفاهية الاختيار وبمرور الأيام حدث لى نضج وأصبحت قادرة على الاختيار، ولذا تغير مستوى أعمالى الفنية. الحفاظ على النجومية أمر صعب.. كيف نجحتِ فى ذلك؟ - الجهد والتعب.. وبالمناسبة أنا أشعر بالرضا عن حياتى وفخورة بكونى فنانة لها رصيد كبير فى وجدان الناس وسعيدة لأننى أصبحت قادرة على التأثير فى الناس بأعمالى الفنية.. إذا كنت تقصد عدم الإنجاب، فهذا الأمر قضاء وقدر.. كان من الممكن أن أكون إنسانة عادية وليس لدى أطفال.. الحياة سهلة وعلى الإنسان أن يرضى بقضاء الله وحده، وأن يجتهد ليكون فى أفضل حال. الوحدة.. هل طرقت بابك قبل ذلك؟ - الحمد لله لم أشعر بالوحدة.. فأنا فخورة جدًا بزوجى الذى أحبه جدًا وفخورة بعائلة زوجى وأصحابى وجمهورى الذى يحاصرنى بحبه دائمًا ولا يتخلى عنى.. الجمهور هو الذى يشعر الفنان بقيمته وبوجوده ولا أبالغ إذا قلت إننى محظوظة بحب الجمهور وأتمنى دائمًا دائمًا أن أكون عند حسن ظنه. ما الذى يميز يسرا عن بنات جيلها؟ - أنا لست مغرورة ودائمًا أشعر بالرضا وأعتبر الصبر نعمة كبيرة أمتلكها. ما رأيك فى حال السينما؟ - مصر فى محنة ولذا يجب أن أعترف بأن السينما فى محنة.. محنة فى الإنتاج وفى الأفكار ولو وجدت فكرة جيدة من الصعب أن تجد المنتج المتحمس لتقديم عمل مبهر فنيًا.. وتلك أزمة كبيرة. ما المشروعات السينمائية التى تتمنين خروجها للنور؟ - أتمنى أن يخرج تاريخنا العظيم فى صورة أعمال فنية تعيش ولا تموت أبدًا.. كليوباترا وإخناتون وأحمس ومحمد على.. أرجو أن يهتم صناع السينما بالتاريخ فهو غنى وملىء بالأحداث الغنية.. أتمنى أن يخرج فيلم إخناتون للرائع شادى عبدالسلام للنور.. مشروع عظيم وكبير لكنه حبيس الأدراج ويحتاج إمكانيات دولة حتى يخرج بشكل وصورة مبهرة. انشغال الفنان بالسياسة شىء إيجابى أم سلبى من وجهة نظرك؟ - فى البداية يجب أن يتابع الإنسان كل الأحداث العالمية والمحلية حتى يستطيع ترجمة الأفكار التى تدور حوله فى عمل فنى، ولكنى أرفض اشتغال الفنان بالسياسة.. فلا أحب عن نفسى أن أكون عضوًا فى البرلمان أو وزيرة لأن الفنانة كيان قائم بذاته وقادر على توصيل رسالته للناس من خلال عمل إبداعى، سواء كان فيلمًا أو مسلسلاً أو مسرحية. كيف ترين الحال فى مصر الآن؟ - يجب أن تنظر إلى الأوضاع فى العراق وسوريا وليبيا لنعرف أننا كمصريين فى نعمة كبيرة وعندنا مشاكل كثيرة فى الأسعار والصحة والتعليم، لكن بالصبر سوف يتم حل كل هذه المشاكل وسوف نخرج من عنق الزجاجة.. لا تنس أن مصر قامت بثورتين وأمر طبيعى أن ترتبك الأوضاع، لكن أثق بأن القادم سيكون أفضل بإذن الله، مصر عاشت ظروفًا صعبة كثيرة وبفضل إرادة شعبها العظيم استطاعت العبور إلى شاطئ الأمان والاستقرار.. رغم كل شىء أشعر بالرضا والتفاؤل. سؤال أخير.. عمل الفنان فى مجال الإعلان أمر سلبى أم إيجابى؟ - اشتغال الفنان بالإعلان أمر إيجابى جدًا، لأن استثمار النجومية ليس عيبًا ولكن أطالب أى فنان بأن يختار المنتج أو الشىء الذى يعلن عنه بدقة شديدة لأن الفنان قدوة للجمهور لذا يجب أن يكون حذراً جدًا فى أى إعلان يشارك فيه.