يمتلك الفنان محمد أبوداود رصيداً كبيراً فى قلوب الناس، فلم يقدم عملاً فنياً يخجل منه، ويخرجه من حسابات الجمهور، ويجمع بين الموهبة وذكاء الاختيار، ومن يتابع خطوات «أبوداود» يكتشف أن لديه منهجاً فى العمل ولم يقدم تنازلات رغبة فى الشهرة والانتشار، لذا يقول عنه الجميع إنه فنان موهوب ويستحق الاحترام. فى البداية لماذا يشعر المشاهد بأن خطواتك بطيئة؟ - خطواتى ليست بطيئة خطواتى محسوبة جداً، تعلمت أن دوراً جيداً أفضل من عشرات الأدوار التى تترك بصمة فى عقل ووعى المشاهد.. أحاول دائماً انتقاء أدوار جيدة تحمل فكرة غنية ولذا لا تجدنى فى أعمال كثيرة لكن أعمال مميزة. كيف ترى حال الدراما المصرية هذا العام؟ - بدأت الدراما المصرية تسترد عافيتها وقوتها، وهذا واضح جداً، وأهم ما يميز الدراما فى ذلك الوقت هو التنوع والسخاء فى الأفكار، وأصبح لدينا تكنيك رائع فى التصوير ولدينا نجوم يمتلكون الموهبة والحضور. لكن بماذا تفسر تراجع مؤشر الإنتاج الدرامى هذا العام؟ - بالفعل تراجع هذا العام مؤشر الإنتاج الدرامى من السنوات الماضية، وسبب ذلك الحالة الاقتصادية، شركات إنتاج كثيرة لديها متأخرات مالية لدى الفضائيات وعدم وجود سيولة مادية أدى إلى تراجع مؤشر الإنتاج الدرامى، هذا بالإضافة إلى وجود موسم درامى موازٍ لشهر رمضان، حيث بات لدينا موسم درامى جديد يعرض خلاله أعمال درامية ناجحة ومميزة، ففى الشهور الأخيرة شاهدنا أعمالاً درامية مميزة تعرض بعيداً عن شهر رمضان وتحقق نجاحاً كبيراً أذكر منها «سلسال الدم» ومسلسل «شطرنج». من وجهة نظرك هل اختفى المنتج الفنى أم ما زال موجوداً؟ - المنتج الفنى موجود ولم يختف عن الأنظار، لدينا شركات إنتاج مهمة ولدينا منتجون حقيقيون أبرزهم فى تصورى محمد فوزى الذى يبذل مجهوداً كبيراً من أجل تقديم عمل فنى بارز ويحتوى على كل عناصر ومقومات النجاح الفنى، ولدينا أوسكار والعدل جروب كلها شركات إنتاج مهمة وتسعى لتقديم أعمال فنية محترمة. وماذا عن رأيك فى حال السينما المصرية؟ - كما قلت فى موضع سابق الحالة الاقتصادية أثرت بشكل سلبى على العمل فى السينما، لكن هناك منتجين يبذلون جهداً كبيراً لاستمرار الصناعة فى مقدمتهم «السبكى» الذى يواظب على الإنتاج، السينما فى الفترة الأخيرة بدأت تسترد عافيتها، وأكبر دليل على ذلك أن دور العرض أصبحت تضم أعمالاً كوميدية وأعمالاً اجتماعية جادة ورومانسية، وهذا التنوع فى الإنتاج دائماً يصب فى صالح المتلقى الذى بات أكثر وعياً ونضجاً. ما السبب الحقيقى وراء استقالتك من مجلس نقابة المهن التمثيلية؟ - السبب الحقيقى هو وجود خلاف فى وجهات النظر بينى وبين مجلس النقابة، اعترضت على سياسة المجلس فى قضايا كثيرة وحتى لا يصل الأمر إلى مرحلة الصدام قررت الانسحاب وتقديم الاستقالة، كما أننى قررت التركيز فى عملى كفنان، حيث أشارك هذا العام فى ثلاثة أعمال، الأول هو «المغنى» بطولة محمد منير ومسلسل «يوميات زوجة مفروسة» أمام داليا البحيرى، وأشارك فى بطولة الخروج، وأتمنى أن ينال أدائى هذا العام إعجاب الجمهور والنقاد. وما الجديد الذى يقدمه الفنان محمد أبوداود فى الموسم الرمضانى؟ - أشارك الكينج محمد منير بطولة مسلسل «المغنى»، والذى يحكى جزءاً كبيراً من قصة حياته وأجسد فى المسلسل دور صديقه ومنتج أعماله، والحقيقة أننى سعيد بهذا الدور وأتوقع للمسلسل النجاح لعدة أسباب، فى مقدمتها أن محمد منير نجم وله شعبية كبيرة وخلف العمل يقف المنتج محمد فوزى، وهناك سيناريو جيد والمخرج شريف صبرى لديه رؤية وخيال شديد الثراء، كما أن المسلسل يستعرض 60 سنة من الأحداث السياسية التى عاشتها مصر. ولكن هناك من يتوقع الفشل لهذا العمل خاصة أن تجارب منير التمثيلية لم تحقق أى نجاح ما تعليقك؟ - من الخطأ فى التفكير التسرع فى إصدار أحكام، منير فنان كبير شديد التواضع ويتقبل النصيحة ويستجب لتعليمات المخرج لأن هدفه تقديم عمل يسعد الجمهور، لذا أنا متفائل بمستوى العمل وأتوقع له النجاح، ولا تندهش إذا قلت إن منير يغنى فى هذا العمل أغانى وطنية ورومانسية متميزة منها أغنية للشهيد وأخرى لأهل سيناء، وهذا سوف يجعل من المسلسل عملاً فنياً متميزاً ومختلفاً. وماذا عن دورك فى مسلسل يوميات زوجة مفروسة؟ - أجسد دور رئيس تحرير وفى الجزء الثانى من المسلسل تظهر لى شقيقة متعبة جداً وأحاول التخلص منها بسبب مشاكلها لذا أبحث لها عن عريس، أنا سعيد بالعمل فى مسلسل «يوميات زوجة مفروسة» وسعيد جداً بفريق العمل، وأرى أنه من الضرورى فى هذه المرحلة أن نهتم بالكوميديا لأن الضغوط والأحداث السياسية أفقدت الجمهور الابتسامة. إلى أى مدى يؤثر الفن فى المشهد السياسى؟ - أنا كفنان مؤمن جداً بدور الفن وأرى أنه قادر على التأثير والتغيير فى أى ظرف، الفن هو القوة الناعمة التى تؤثر وتغير دون ضجيج أو صخب، ولكن بشرط أن نقدم فناً جيداً يرتقى بوعى الناس وينهض بهم. وما رأيك فى الأوضاع السياسية الآن؟ - متفائل جداً وأتمنى أن يكون القادم أفضل، فلدينا رئيس وطنى ومحب لبلده ولدينا شعب قادر على عبور كل التحديات، فقد عشنا ظروفاً صعبة ونجحنا فى اجتيازها، مصر بلد رائعة وسوف تعبر كل الظروف الصعبة.