«الميزان» تجربة درامية جديدة تراهن عليها النجمة «غادة عادل» وتحاول من خلالها التأكيد على نجوميتها وأنها تستطيع التنوع فى أدوارها واختياراتها، لم تبحث هذا العام عن دور سهل يضمن لها البقاء فى ذهن الجمهور فقط، بل اختارت وراهنت على دور صعب يحتاج إلى ممثلة محترفة ولديها قدرة كبيرة على تغيير انفعالاتها، الكثير يرى أنه من الخطأ الاستعجال فى الحكم وأنه يجب علينا الانتظار حتى نحكم على الأشياء بحياد كامل، لكن مسلسل الميزان يمثل بالنسبة لى حالة خاصة فمن خلال الحلقة الأولى تكتشف انه مسلسل جيد وقائم على فكرة، كما أن فريق العمل يضم نخبة كبيرة من الممثلين الذين يجمعون بين الموهبة وزكاء الاختيار أمثال باسل خياط وأحمد فهمى ومحمد أبو داود.. وخلف هذه الكتيبة من النجوم يقف المخرج صاحب الرؤية أحمد خالد. حول كواليس مسلسل «الميزان» والمنافسة الشرسة فى ماراثون رمضان 2016 وأهم الصعوبات فى تصوير هذا العمل دار هذا الحوار مع النجمة غادة عادل. بداية ما المغرى فى مسلسل الميزان بالنسبة للنجمة غادة عادل؟ - كل فنان أو فنانة عندما يعرض عليه دور يفتش جيدًا فى أرشيفه الفنى فإذا وجد نفس الشخصية قد قدمها فى مسلسل أو فيلم سينمائى، يتردد ولا يوافق إلا إذا كان الدور الجديد يحمل أبعادًا جديدة، الفنان الذى يقدر جمهوره يبحث دائمًا عن الأعمال التى تشكل وتمثل إضافة فى مشواره، ولا أبالغ إذا قلت إننى عندما قرأت السيناريو الذى كتبه باهر دويدار أحسست بقيمة العمل ووافقت دون تردد، وأجسد فى العمل دور محامية وأغلب الأحداث تدور فى قاعات المحاكم. اسم المسلسل «الميزان» وهو دلالة ورمز العدل.. هل تتحقق العدالة مع نهاية الأحداث؟ - لا أريد حرق المسلسل، أنا تعلمت عدم الحديث عن تفاصيل الدور حتى يستمتع المشاهد بالقصة ويترك لنفسه الخيال فى رصد الأحداث وتوقع التفاصيل، ولكن الميزان فى العمل رمز العدل، المسلسل يرصد أكثر من صورة للفساد والظلم ولكنه بشكل عام يبعث بصورة مليئة بالتفاؤل ومحتواها أن العدل موجود وهناك من يتمسكون به ويدافعون عنه مهما كلفهم الأمر. البعض يرى أن الدراما العربية تقدم نماذج مثالية بصورة لا يصدقها المشاهد.. ما تعليقك؟ - أنا مؤمنة مثل كثير من الناس بأن النماذج الإيجابية موجودة فى مجتمعنا بشكل كبير، «زى ما فى حلو فى وحش» لكن دائمًا النماذج السيئة تتصدر المشهد وتستحوذ على الاهتمام، لذا عندما يقدم صناع الدراما شخصية مثالية ولديها مبادئ نندهش ونستغرب.. الدراما تعكس الواقع بصورة أمينة وكلما كان الكاتب ماهرًا ولديه أدواته يستطيع أن يقنع المتلقى بسمات شخصياته دون عناء أو مجهود، وأتصور أن الكتابة فى مسلسل الميزان متميزة جدًا وكل شخصية واضحة جدًا. هل تعتبرين دورك فى الميزان أهم وأصعب أدوارك؟ - بالفعل أعتبر دورى فى الميزان أصعب دور قدمته فى حياتى، لعدة أسباب فى مقدمتها أن السيناريو يركز على فكرة جريئة وليست مستهلكة، كما أن الشخصية التى أقدمها صعبة، أنا محامية تكسب تارة وتخسر تارة أخرى وتتلقى صدمات كثيرة لكنها تعاند وترفض الاستسلام لواقع مرير وفاسد، تراهن دائمًا على الحق وتدفع ثمن ذلك، والحقيقة أن المخرج أحمد خالد استطاع أن يقدم صورة متميزة وشعرت بارتياح شديد فى العمل معه كما أنه بارع فى توجيه الممثل وإرغامه على إبراز أفضل ما لديه، ويجب أيضًا الإشادة بدور المنتج طارق الجناينى فهو منتج فنى مؤمن بالإبداع وقد وفر كل العوامل التى تضمن لنا تقديم عمل فنى متميز يعيش فى وجدان الناس ويترك بصمة إيجابية. الفنانة الكبيرة ليلى علوى تؤدى أيضًا شخصية المحامية فى مسلسل «هى ودافنشى» فهل تخافين من المنافسة؟ - أقدر وأحترم الفنانة ليلى علوى، والشخصية الواحدة من الممكن تقديمها فى ألف رواية، المهم أن التفاصيل مختلفة وليست متشابهة، لا أشغل بالى كثيرًا بالمنافسة ولا أقف أمامها، أنا ممثلة تحب عملها جدًا ولذا أجتهد وأبذل كل ما فى وسعى من أجل الفوز بإعجاب الجمهور ورضا النقاد، أتمنى لنفسى ولزملائى دائمًا التوفيق والنجاح، بالمناسبة أنا مؤمنة جدًا بمقولة «لكل مجتهد نصيب» علينا أن نخلص فى عملنا دائمًا. ما أصعب مشاهدك فى المسلسل؟ - تعلمت أن أتعامل مع كل المشاهد بدرجة واحدة، لذا أقول إن أغلب المشاهد صعبة ولكن بصراحة شديدة عانيت كثيرًا من مشاهد المرافعات لأن أغلب الحوار عبارة عن نصوص قانونية، وكان يجب علىّ التعامل معها بمهارة لأننى أقدم شخصية محامية شاطرة فى مهنتها، والحمد لله نجحت فى ذلك وقد تلقيت ردود أفعال طيبة بعد عرض الحلقات الأولى وأشاد الكثير بأدائى وهذا الأمر أسعدنى جدا. أغلب مشاهد المسلسل خارجية.. هل كان هذا الأمر مزعجًا بالنسبة لك؟ - بالعكس تمامًا فالتصوير فى الخارج والأماكن الحقيقية بالنسبة لى ممتع أكثر بكثير من بناء الديكور ونحن صورنا فى دار القضاء العالى وبأقسام شرطة حقيقية وبمستشفيات حقيقية.. الخارجى يجعلك أكثر قدرة على معايشة الشخصية أكثر كثيرًا من الديكور. يناقش المسلسل الفساد بشكل مباشر فهل تحمل فكرة العمل إسقاطًا سياسيًا على زمن محدد؟ - لا أحب الكلام فى السياسة، ولم نتعمد إسقاطًا سياسيًا على أى زمن نحن نناقش قضية العدالة ونحاول تقديم رسالة مهمة وهى أن الخير ينتصر دائمًا وأن صوت الحق مهما تم التضييق عليه يخرج للناس ويكون عاليًا، لست من أنصار فكرة توجيه المشاهد أنا أحب أن يتلقى المشاهد الفكرة يقوم بتفسيرها كما يشاء ووفقًا لقناعاته وأفكاره. كيف ترين موسم دراما رمضان؟ - أنا متفائلة جدًا، كل الزملاء بذلوا مجهودًا من أجل تقديم أعمال تنال إعجاب الجمهور، على مستوى الأفكار هذا العام توجد أفكار جريئة وخصبة وعلى مستوى الصورة والتكنيك والحركة وأداء النجوم، الأعمال الدرامية هذا العام مثيرة جدًا وجاذبة للانتباه ولذا أرى أن دراما رمضان غنية جدًا فى كل شىء وهذا يصب فى صالح المشاهد. مَن من الفنانين الذين تحرص غادة عادل على متابعة أعمالهم الدرامية؟ - حتى الآن لم أتابع أى عمل درامى لأنى انتهيت من تصوير مسلسل الميزان مساء الأحد الماضى وقررت أن أستريح، ولكن نفسى أشاهد كل أعمال زملائى، أنا أستمتع بالمشاهدة بقدر الاستمتاع بالتمثيل: هذا العام يتنافس الكبار أمثال الزعيم عادل إمام والساحر محمود عبدالعزيز والفنان الكبير يحيى الفخرانى ويسرا إلى جانب الأعمال التى يقدمها جيل الوسط.. باختصار لدينا هذا العام وجبة درامية دسمة تستحق المشاهدة والمتابعة والتقييم أيضًا. البعض يرى أن هناك تراجعًا فى مؤشر الإنتاج الدرامى ما رأيك؟ - لا أستطيع تأكيد ذلك ولكن تراجع مؤشر الإنتاج يبدو فى بعض الأوقات طبيعى بسبب الأحداث السياسية التى عاشتها مصر التى نتج عنها حدوث أزمة اقتصادية وهذا خلق مخاوف كبيرة لدى بعض المنتجين وهذا أثر على الإنتاج، لكنى رغم ذلك متفائلة بالدراما المصرية وأثق فى أن القادم أفضل وأن كل شىء سوف يتغير ويتحول إلى الأفضل. «الميزان» يجمع بينك وبين عدد من النجوم مثل باسل خياط وأحمد فهمى.. إلى أى مدى تؤمنين بالبطولة الجماعية؟ - إلى حد كبير طبعًا.. أنا مؤمنة بأن العمل الفنى عمل جماعى، لا يستطيع أحد مهما كان حجم مهارته ورصيد موهبته أن ينجح بمفرده، روح الفريق دائمًا تصنع عملاً فنياً يحتوى على كل مواصفات وعوامل الجودة لذا أنا متفائلة بمسلسل الميزان وأتمنى أن يحظى بإعجاب الجمهور من أول حلقة إلى آخر حلقة.