لم يعد هناك بدائل عديدة أمام دولة قطر بعد الحصار العربى الذى واجهته على أثر قطع العلاقات الدبلوماسية معها من جانب مصر والسعودية والإمارات والبحرين والحكومة المؤقتة بليبيا وجزر المالديف, فالسيناريوهات المطروحة– بحسب خبراء دبلوماسيين- إما أن تتمادى قطر فى معاداة المنطقة العربية، وتستمر فى دعمها للإرهاب والاحتضان بإيران وتركيا فى هذا الشأن، واستمرار الخراب أو اتخاذ خطوة للخلف من خلال تغيير السلطة الحاكمة بها، وعزل الأمير تميم من الحكم لتهدئة الاحتقان العربى ضدها وعودة للعلاقات. وفى الشأن نفسه، توقع خبراء السيناريو الثانى وهو عزل السلطة الحاكمة فى قطر؛ خوفاً من الضغط العربى, فضلاً عن الضغط الشعبى القطرى الذى ستواجهه السلطات الحاكمة خلال الفترة القادمة داخل البلاد, فى حين رفض خبراء هذا السيناريو، لافتين إلى أن عناد قطر سيدفعها لاستكمال دعمها للإرهاب. ومن جانبه، أكد عضو لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان السفير محمد العرابى، أن قطر لن تتخذ خطوة للخلف، خاصة أن الموقف الأمريكى غير واضح حتى الآن. وأشار إلى أنه من الصعب الدخول فى الجدلية القطرية حالياً ودراسة خروجهم من الأزمة، ففى النهاية هذا شأن داخلى خاص بهم. وأشار «العرابى» إلى أن تغيير السلطة الحاكمة لن يكون بديلاً قوياً للوضع الراهن، خاصة أن السلطة قد تغيرت عدة مرات قبل ذلك دون فائدة. وأضاف: «هناك بالطبع قلق يشعر به القطريون نتيجة التأثيرات الاقتصادية وتغير الظروف من حولهم بالرغم من امتلاكهم أموالاً طائلة إلا أن التأثير حتمى وهو قلق سيصعب تجاوزه، وهذا سيكون الخناق الأكثر على السلطات القطرية». ومن جانبه، أوضح اللواء محمد الشهاوى، مستشار كلية القادة والأركان والخبير الاستراتيجى، أن هناك سيناريوهات لقطر للخروج من مأزق الحصار العربى لها أولها التراجع عن موقفها واللجوء إلى مجلس التعاون الخليجى، أما السيناريو الثانى فهو تغيير نظام الحكم فى قطر، وترك تميم للسلطة، ويتولى شقيقه الإمارة أو التراجع عن زعزعة الحكم العربى ودعمه للإرهاب فى كثير من الدول العربية وعلى رأسها سوريا ومصر وليبيا واليمن. أما السيناريو الأقرب الذى أتوقعه فهو اجتماع العائلة القطرية وتوافقها لعزل تميم والالتزام بالأمن القومى العربى وعدم التدخل فى شئون الدول العربية، وهذا بحسب الشهاوى. وقال: «أعتقد فى خلال أسبوع واحد الشعب القطرى سيعانى لأن المنفذ الوحيد أو المحور البرى بين قطر والسعودية تم إغلاقه، وبالتالى كل الإمدادات الغذائية ستتوقف, بالإضافة إلى المنافذ جميعها البرية والجوية، وعدم عبور الطائرات فى الأجواء الخليجية وسيؤدى ذلك إلى معاناة الشعب القطرى بشكل كبير، وكان أولها تعرض البورصة إلى خسائر 8%, وبالتالى فإن الضغط الشعبي وضغط العائلة المالكة سيؤدى للتنازل عن الحكم. وفى نفس السياق، أوضح الخبير السياسي الدكتور مختار غباشى، أن هناك عدة نتائج مترتبة وأسئلة مطروحة عقب الزلزال القطرى والشرخ الجديد فى العالم العربى, قائلاً «هل هذا هو البداية لانفراط عقد مجلس التعاون الخليجى, فضلاً عن التسريبات لدى سفير الإمارات فى الولاياتالمتحدةالأمريكية الخاصة بتحدثه عن كون الإرهاب مدعوماً من جانب قطروالكويت، وهو الأمر الغريب بسبب دخول الكويت على خط النيران. وتابع «أتوقع أن قطر سوف تذهب طوعاً إلى إيران بحكم المكايدة السياسية لتكون ملاذاً تحتمى به كما فعلت روسيا عقب اتفاقية كامب ديفيد سابقاً وارتمت فى احضان الاتحاد السوفيتى, إضافة إلى التساؤل الذى يطرح نفسه عن دور الولاياتالمتحدةالأمريكية باعتبارها قاسماً مشتركاً فى مجلس التعاون الخليجى، وهل ستترك الأمر كذلك أم ستتدخل؟ أما بشأن عزل تميم فهو أمر غير متوقع؛ حيث إن قطر يحكمها أسرة وليست نظام حكم مستقلاً فلو تم عزله سيأتى شقيقه وهنا ينطبق المثل الشعبى– زيد زى عبيد– فالتداعيات ليست تكمن فى «تميم» ولكن فى المواقف نفسها.