يعتبر مرض المياه الزرقاء من أخطر أمراض العيون و تسمى ( حرامي العين)، وهي عبارة عن ارتفاع بضغط العين نتيجة انسداد فى مجرى تصريف السوائل المغذية للعين . ويتسبب هذا المرض فى تراكم السوائل داخل العين، ويؤدى إلى ارتفاع ضغط العين، الذي بدوره يقوم بالضغط على الأوعية الدموية المغذية للعصب البصري، والعصب البصري نفسه, مما يتسبب فى ضمور خلايا العصب البصرى وموتها كما يقول الدكتور أحمد حتحوت استشاري طب وجراحة العيون ورئيس الجمعية المصرية لمكافحة العمى . ويوضح" حتحوت" أن العصب البصري هو المسئول عن توصيل الصورة الواقعة على الشبكية، ومنها إلى مركز الإبصار فى المخ، والذي يعتبر المحطة النهائية للإبصار، وبدون وصول الصورة إلى مركز الإبصار لا تتم الرؤية إطلاقا . ومن هنا تبرز الأهمية المطلقة للعصب البصري، الذي يعتبر ( ضفيرة) من مجموع جذوع خلايا الشبكية. ويوضح الدكتور أحمد حتحوت ، كلما ارتفع ضغط العين كلما ماتت خلايا من العصب البصرى, وهذه الخلايا لا يمكن أبداً أن تعود إلى العمل مرة أخرى، لأن الخلايا العصبية التي تموت لا يمكن رجوعها إلى العين مرة أخرى, ومن هنا تبرز خطورة مرض المياه الزرقاء فى حين أن الجزء الذى يموت من العصب البصرى والذى يمثل جزءاً من الرؤية ومن مجال الإبصار لا يمكن رجوعه أبداً، وذلك على خلاف بعض أمراض العين مثل المياه البيضاء حيث إنها مهما تسببت فى ضعف الرؤية، فإنها بعد إجراء جراحة ناجحة يستطيع المريض الرؤيه مرة أخرى بنفس كفاءة الرؤية قبل إصابته بالمرض. ويضيف الدكتور أحمد حتحوت ، تتنوع أسباب الإصابة بالمياه الزرقاء, منها الحزن والاكتئاب الذي يتسبب في ارتفاع ضغط العين وأيضا تداول قطرات الكورتيزون بكثرة لفترة طويلة يسبب ارتفاعاً في ضغط العين . وأيضا بعد أجراء بعض الجراحات ، كمضاعفة يمكن أن يرتفع ضغط العين، وبعض الالتهابات المزمنة فى العين تسبب ارتفاع ضغط العين مثل التهاب القزحية. وهناك مياه زرقاء خلقية يولد بها الطفل وتعتبر من أسوأ أنواع المياه الزرقاء، لأنها تسبب تلفا كبيراً فى العصب البصرى إن لم تتم معالجتها بالسرعة والكفاءة اللازمة. ويشير الدكتور أحمد حتحوت إلى أعراض الإصابة، و هى مكمن الخطورة لأن اعراض المياه الزرقاء فى الغالب الأعم بسيطة وغير ملفتة. المريض يشكو من صداع بسيط وزغللة، وأحيانا رؤية دخان !! وهى أعراض بسيطة لا تتناسب مع خطورة المرض ويلجأ الجميع للتعامل معها عن طريق مسكنات الصداع وبالفعل تزول هذه الأعراض, فلا ينتبه لخطورة المرض. ونؤكد على أن أفضل سبيل للاكتشاف المبكر للمرض هو الكشف الدورى خاصة لمن هم فوق سن الأربعين عاماً ، وعند الشعور بأى شكوى من صداع أو زغللة، يجب على الفرد الذهاب لطبيب العيون لقياس ضغط العين، وإن كان سليما يمكن تناول المسكنات لإزالة الصداع، أما إذا كان ضغط العين مرتفعاً, فيجب أن يعطى علاج فوراً لتخفيض ضغط العين بالقطرات، وعمل مجال إبصار لبيان مدى تأثر العصب البصري ، وإلى أى درجة لمتابعة هذا التأثير بالأشعة فيما بعد. ويكون علاج المياه الزرقاء أولاً بالقطرات الطبية، مع ضرورة متابعة ضغط العين لدى طبيب العيون وإذا لم ينخفض ضغط العين بالعلاج، فإن الحل المناسب فى إجراء جراحة لعمل تصريف للسوائل من العين ويجب أيضا بعد الجراحة، أن يتابع المريض مع طبيب العيون ضغط العين ولفترة طويلة، حتى استقرار ضغط العين لأن هذه الجراحة التي تشمل فتح تصريف للسوائل يمكن أن تتعرض لانسداد بعد فترة . لذا يجب متابعة الجراحة وضغط العين حتى بعد التدخل الجراحي . ويؤكد الدكتور أحمد حتحوت على أهمية الاكتشاف المبكر لمرض المياه الزرقاء، وأهمية علاجه أولاً بأول ومتابعته حتى لا تصاب العين بالعمى، الذي لا يرجى من شفائه أمل، إن أصيبت العين بضمور العصب البصري .