15 مايو.. يوم إحياء ذكرى النكبة الفلسطينية في العام 1948، حيث يمثل تذكيرًا للأجيال العربية والفلسطينية، بحقيقة كون الشعب الفلسطيني تعرض لأحد أسوأ عمليات تطهير عرقي وتشريد في التاريخ المعاصر. لم تنته النكبة الفلسطينية عام 1948، ولا تزال عمليات التطهير العرقي في فلسطين التاريخية مستمرة حتى يومنا هذا، وبالمقابل، لا تزال المقاومة الفلسطينية مستمرة كذلك. تأتي ذكرى النكبة هذا العام مختلفة في ظل "إضراب الكرامة" الذي يخوضه الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ 17 أبريل الماضي، للمطالبة بحقوقهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وفي ظل أزمات متتابعة، وحصار مشدد على قطاع غزة. تهجير قسري جماعي ترمز النكبة إلى التهجير القسري الجماعي في 15 مايو عام 1948 لأكثر من 750000 فلسطيني من بيوتهم وأراضيهم في فلسطين. وعلى عكس ما يعتقد غالبية العرب أن النكبة بدأت عام 1948، إلا أنها في الحقيقة بدأت قبل ذلك بعقود. في عام 1799، خلال الحملة الفرنسية على العالم العربي، نشر نابليون بونابرت بياناً يدعو فيه إلى إنشاء وطن لليهود على أرض فلسطين تحت حماية فرنسية، بهدف تعزيز الوجود الفرنسي في المنطقة. لم تنجح خطة نابليون لإقامة دولة يهودية في الشرق الأوسط في ذلك الوقت، إلا أنها لم تمت أيضاً، حيث أعاد البريطانيون إحياء هذه الخطة في أواخر القرن التاسع عشر. بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية في أعقاب الحرب العالمية الأولى، وقيام الانتداب البريطاني في فلسطين؛ بدأت قوى الاستعمار البريطانية تنفيذ مخططها لبناء دولة صهيونية على أرض فلسطين. وفي الوقت نفسه، كانت الحركة الصهيونية تبذل قصارى جهدها في الضغط على قوى الاستعمار لتدعم هجرة اليهود إلى فلسطين والاعتراف بحق الوجود اليهودي على أرض فلسطين. وعد بلفور المشؤوم في عام 1917، أعلن وعد بلفور الدعم البريطاني لإنشاء "وطن قومي للشعب اليهودي" في فلسطين. جاء وعد بلفور في رسالة كتبها وزير خارجية بريطانيا السابق آرثر بلفور إلى البارون روتشيلد، أحد زعماء الجالية اليهودية في بريطانيا، لإحالته إلى الاتحاد الصهيوني في بريطانيا العظمى وأيرلندا. وقد دعم هذه الرسالة رئيس وزراء بريطانيا آنذاك ديفيد لويد جورج، الذي تبنى الفكر الصهيوني عام 1914. هذا الوعد اعتبره الصهاينة نصرًا حقيقيًا، حيث نصت الرسالة على أن البريطانيين "سيبذلون قصارى جهدهم لتسهيل إنجاز هذا الهدف". وبعد ذلك توافد الصهاينة إلى فلسطين بدعم من البريطانيين، وقوبلت هذه التحركات بمقاومة شديدة من قبل الفلسطينيين. تلاحقت الأحداث وتسارعت ليشتري اليهود عدداً من الأراضي الفلسطينية لبناء مستوطنات صهيونية عليها، ما أدى إلى تهجير عشرات آلاف الفلسطينيين من بيوتهم.. وكل ذلك تم بدعم كامل من البريطانيين. وبينما أصرت القيادة الفلسطينية في القدس على متابعة المفاوضات مع البريطانيين لحل النزاع القائم على الأراضي، بدأ عز الدين القسام، وهو زعيم سوري مقيم في حيفا منذ عام 1922، بالدعوة إلى الكفاح المسلح ضد البريطانيين والصهاينة، وفي عام 1935، حاصر البريطانيون عز الدين القسام وقتلوه مع عدد آخر من رفاقه. ثورة 1936 تأثر الفلسطينيون بمقاومة القسام، وقامت عام 1936 ثورة عربية ضد الإمبريالية البريطانية والاستعمار الاستيطاني الصهيوني، وسحق البريطانيون تلك الثورة عام 1939، ووجد الفلسطينيون أنفسهم في مواجهة عدوين، الأول قوات الاستعمار البريطاني والثاني العصابات المسلحة الصهيونية التي تزايدت أعدادها لتصل إلى 40000 شخص في ذلك الوقت. وعلى رغم الدعم البريطاني للهجرة الجماعية لليهود إلى أرض فلسطين، إلا أن قوى الاستعمار البريطاني بدأت بتحديد أعداد المهاجرين اليهود القادمين إلى المنطقة، وقد جاءت هذه الخطوة في محاولة لاحتواء الغضب العربي بالرغم من إعلان بريطانيا أن فلسطين أصبحت جاهزة لتكون "وطناً قوميًا لليهود". امتعض الصهاينة من الخطوة البريطانية لتحديد هجرة اليهود إلى فلسطين، فشنوا سلسلة من الهجمات الإرهابية ضد البريطانيين أنفسهم، بهدف دفعهم إلى الخروج من المنطقة. وفي الوقت الذي تابع الصهاينة فيه استخدام كل الوسائل الممكنة لتحقيق حلمهم بإقامة دولتهم على أرض فلسطين العربية، اتضح لهم أن المقاومة الفلسطينية كانت ضعيفة جدا في أرض المعركة. ومع تصاعد الهجمات الإرهابية الصهيونية ضد العرب والبريطانيين، قرر البريطانيون تسليم مسئولية ملف فلسطين للأمم المتحدة التي تشكلت حديثاً في ذلك الوقت، وفي نوفمبر عام 1947، اقترحت الجمعية العامة للأمم المتحدة خطة لتقسيم فلسطين إلى دولتين.. يهودية وعربية. فلسطين التاريخية شكل اليهود في فلسطين وقتها ثلث السكان، غالبيتهم قدموا من أوروبا خلال السنوات القليلة التي سبقت هذا التاريخ، وكانوا يسيطرون على مساحة تصل إلى أقل من 6% فقط من دولة فلسطين التاريخية. إلا أن الخطة المقترحة من قبل الأممالمتحدة خصصت لهم 55% من مساحة دولة فلسطين التاريخية، وقد رفض الفلسطينيون وحلفاؤهم العرب الخطة المقترحة. أما الحركة الصهيونية فقد وافقت على الخطة المقترحة، خاصة أنها أضفت صفة الشرعية على فكرة بناء دولة يهودية على أرض فلسطين العربية، إلا أنها لم توافق على الحدود المقترحة، ولذلك أطلق الصهاينة حملات مكثفة للاستيلاء على المزيد من أراضي فلسطين التاريخية. بريطانيا العظمى.. كلمة السر مع بداية عام 1948، سيطر الصهاينة على عشرات المدن والقرى الفلسطينية وطردوا سكانها الفلسطينيين من بيوتهم بالقوة، وكل ذلك تم تحت أعين سلطات الانتداب البريطاني الموجودة في المنطقة، وفي أغلب الحالات، ارتكب الصهاينة مجازر جماعية منظمة ضد الشعب الفلسطيني. وأخيرًا قرر البريطانيون إنهاء فترة انتدابهم لفلسطين يوم 14 مايو 1948. ومع اقتراب هذا التاريخ، كثف الصهاينة جهودهم للسيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضي الفلسطينية، ففي شهر أبريل عام 1948، سيطر الصهاينة على مدينة حيفا، إحدى أكبر المدن الفلسطينية، وكان هدفهم التالي مدينة يافا. إعلان الدولة اليهودية في اليوم نفسه الذي انسحبت فيه قوات الانتداب البريطاني رسميّاً من فلسطين، أعلن ديفيد بن جوريون، رئيس الوكالة الصهيونية، إقامة دولة إسرائيل.. وفي ليلة وضحاها، أصبح الفلسطينيون بلا دولة. وخلال دقائق قليلة، اعترفت أكبر قوتين من قوى العالم؛ الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد السوفييتي، بما يسمى دولة إسرائيل. شاهد الفيديو.. إقرأ ايضاً.. فيديوجراف..حتى لا ننسى.. 10 معلومات عن "نكبة فلسطين" إسرائيل اعتقلت مليون فلسطيني منذ الاحتلال اللواء ناجي شهود ل«الوفد»: لا توجد استراتيجية عربية لمواجهة إسرائيل الأسرى الفلسطينيون يدفعون فاتورة ضعف الجامعة العربية