بعد تعرضهم للتهجير مرتين، تأبى معاناة سكان منطقة زمزم، بمدينة القرنة، غرب الأقصر، أن تنتهى، فبعد أن كانوا يسكنون جبل القرنة، فى منازل قديمة، بدون مياه أو صرف صحى، جرى تهجيرهم إلى منطقة القرنة الجديدة، على أمل تنتهى معاناتهم، من الإقامة فى مساكن تفتقر لكل الخدمات، إلا أنهم ما إن تسلموا منازلهم الجديدة، بمنطقة زمزم، دخلوا فى معاناة أخرى، تمثلت فى إنهيار المنازل الجديدة التى تسلموها كبديل عن منازلهم بجبل القرنة، وبعد سنوات من المعاناة، جرى إقامة منازل جديدة لهم، بمنطقة الرواجح، وكان حلمهم أن تنتهى معاناتهم، وأن يعيشوا فى منازل آدمية ، بها مياه وصرف صحى، لكنهم كانوا على موعد مع معاناة جديدة، إذ سرعان ما اكتشفوا أن منازلهم الجديدة بمنطقة الرواجح، هى منازل أقيمت بدون مرافق، فلا مياه، ولا صرف صحى، ولا مواصلات. وكما يقول حجاج حسن عباس، من سكان منطقة زمزم، فإن مسلسل المعاناة التى يتعرضون لها منذ العام 2008، يأبى أن ينتهي، فبتهجيرهم من جبل القرنة، وسط المنطقة الأثرية بغرب الأقصر، انتقلوا إلى منازل زمزم في القرنة الجديدة، والتى تسربت لها المياه، وانهارت نتيجة فقامتها فوق أرض غير صالحة للبناء. وعندما نقلوا إلى مساكن جديدة بمنطقة الرواجح، لم يجدوا أى خدمات، فلجأوا للمسئولين بمركز ومدينة القرنة، ومحافظة الأقصر، مطالبين بتوصيل المرافق من مياه وصرف وصحى وخطوط مواصلات لمنطقتهم الجديدة، لكن مطالبهم لم تلقَ أى استجابة حتى اليوم، لتستمر معاناتهم طوال قرابة عشر سنوات كاملة. ويقول سكان بالمنطقة إن كل أحلامهم، هى أن تصل المياه وخطوط الصرف الصحى لمنازلهم الجديدة بمنطقة الرواجح، وأن يلتزم سائقوا عربات السرفيس، بخط السير لتصل سيارات الأجرة لمنازل المنطقة، التى اقيمت بجانب طريق الأقصر – قنا الصحراوى. فهل يتدخل الدكتور محمد بدر، محافظ الأقصر، واللواء سعد البدرى، رئيس مركز ومدينة القرنة، لمطالب سكان منطقة زمزم، ويضعان حدا لمسلسل المعاناة الذى يتعرضون له منذ عام 2008، وحتى اليوم.