تعيش العشرات من الأسر المتواجدة بمنطقة قرنة الطارف نجع القصاصية غرب محافظة الأقصر، حالة من الخوف والفزع بعدما أصبحت حياتهم في خطر بين ليلة وضحاها فقد تستحيل منازلهم إلى قبور بين لحظة وأخرى. هذه هي معاناة أهالي قرنة الطارف مع التجويفات الأرضية التي نحتتها مياه الصرف الصحي أسفل منازلهم لتصنع من المنازل قبورا لأصحابها مستعدة لاستقبالهم في أي وقت. " البديل " رصدت معاناة الأهالي الذين لم يجدوا أمامهم سوي ترك منازلهم هروبا من الموت. يقول حسن محمد، إن حياة المئات القاطنين بمنطقة قرنة الطارف والكائنة أعلي المنطقة تتبع أراضيها لوزارة الدولة لشئون الآثار بغرب الأقصر، مهددة بالموت، حيث يعاني الأهالي من الإهمال الجسيم من جانب مسئولي الأقصر والمحافظة، يتمثل في رفض عمل تجديدات بوصلات الصرف الصحي أسفل منازل الأهالي التي تتعرض للانهيار يوما بعد يوم، بسبب تسرب المياه من مواسير الصرف الصحي أسفلها لتسبب تجويفات عميقة داخل الأرض يصل عمق البعض منها إلي 5 أمتار، مما تسبب في الخسف بعدد من المنازل وأودى بحياة عدد من الأهالي. وأكمل: إن منازل أفراد عائلته والتي تضم أكثر من عشرة أشخاص، قد تعرضت لتلك التجويفات الأرضية، مما دفع بساكنيها إلي هجرتها خوفا من سقوطها وقتلهم. وأعربت منصورة محمد حسان، إحدي المتضررين، عن حزنها جراء حادث أليم أودي بحياة زوجة شقيقها جيهان حسن وجنينها وأصابت شقيقها عويس محمد حسان بإصابات بالغة وتشرد ولجوء والدتها التي تخطت ال " 50 عاما للعيش بالشارع، بعدما تعرض له منزل أسرتها من انهيار إثر التجويف الأرضي، مستنكرة سلبية مسئولي الأقصر في التعامل مع تلك الأزمة التي تهدد حياة الآلاف من قاطني تلك المنطقة، فمنذ سقوط المنازل لم يقم أحد من مسئولي المحافظة بتقديم حلول نهائية لإنقاذ حياة الأهالي، ولم يجد المتضررون سوي تلبية بسيطة من الشئون الاجتماعية التي قدمت مساعدة مالية قدرها 1000جنيه و3 بطاطين وخيمة. أضاف أحمد محمد إبراهيم، وكيل معهد أزهري، إن الأهالي يطالبون محافظ الأقصر والدكتور محمد إبراهيم وزير الدولة لشئون الأقصر بضرورة التحرك لإيجاد حل يحافظ علي حياة الأهالي الذين يتناقص عددهم يوما بعد يوم نتيجة انهيار منازلهم، والاستجابة لمطلب الأهالي بالتهجير من تلك المنطقة وتوفير أماكن بديلة لهم تأويهم من الشوارع. وأكدت سيدة متضررة من التجويفات الأرضية، أن منزلها تعرض إلي الخسوف نتيجة سقوط أساسات منزلها وبعد معاينة الجهات المسئولة تم إصدار قرار إزالة للمنزل دون تقديم أي بدائل أخري، مما جعلها ترفض الإزالة لتحتمي بجدار منزلها من طرقات الشوارع. وأوضح يوسف الطيري، أن هناك أكثر من 20 وحدة سكنية بمنطقة القرنة الجديدة تمتلكها سلطات الأقصر وحال قيام الأهالي بمطالبة رئيس مجلس مدينة القرنة، بتسليمها للأهالي كبديل قام بالرفض، موضحا أن تلك الشقق استولي عليها عدد من البلطجية وأنه لا يمتلك القوة التي تعينه علي إخراجهم من الشقق. ووجه الطيري اتهاما مباشرا إلي محمد عبد العزيز مدير تفتيش آثار بمنطقة غرب الأقصر في انهيار المنازل واعتبره طرفا أساسيا في تلك المشكلة نظرا لرفضه إقامة شبكة صرف صحي بحجة حماية الآثار، مشيرا إلي قرار ما أعلنه فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق، إن تلك المناطق تحوي علي مناجم فقط ولا يوجد بها أي آثار. وقال الدكتور عبد الحكيم كرارة مدير عام آثار الأقصر، إن وزارة الآثار ليس لديها أي مانع من إقامة مشروع صرف صحي بتلك المنطقة رغم أن تلك الأراضي تقع تحت رقابة الآثار، مشيرا إلي تقدمه بمبادرة بعقد لقاء مع مسئولي الأقصر لطرح المشكلة والعمل المشترك علي تقديم حلول لها والعمل علي تركيب صرف صحي بتلك المنطقة بطريقة مدروسة، بحيث لا تتضرر المناطق الأثرية بذلك المشروع الجديد.