أصبحت مهنة صناعة أدوات الخيول يدويًا مهددة بالانهيار والانقراض، بعد أن أوشكت جميع الورش المنتشرة في أنحاء الجمهورية خاصة في منطقة العتبة على الإغلاق، رغم أن مصر تعتبر الوحيدة ضمن الدول العربية والافريقية التي تعمل في هذا المجال. ويرجع سبب تهديد مهنة صناعة أدوات الخيول بالانقراض إلى عدة عوامل، منها: تعويم الجنيه المصري، وارتفاع أسعار الدولار، وتصدير الخامات الأصلية إلى الدول الأوروبية دون الاستفادة منها. وقال محمد، في الثلاثين من عمره، صاحب عدد من ورش تصنيع أدوات الخيول يدويًا، إن أغلب صناعة أدوات الخيول وأدوات الكلاب، تصنع بشغل يدوي كاملًا، وتحتاج إلى أيدٍ عاملة متخصصة وتتسم بالمهارة لإنجاز هذه الأدوات بحرفية عالية ومختلفة. وبوجه حزين، أردف أنه تعلم المهنة من أجداده، ولكن يبدو أنه آخر الأجيال التي ستعمل في هذه الحرفة، وستنقرض من بعده بعد إستحواذ الصين على الزبائن نظرًا لرخص سعرها، رغم أن الزبائن عليها أن تعلم بأن الخامات التي تستخدمها الصين أغلبها غير جيدة، وتتلف بعد فترة زمنية قصيرة، وأن هذا هو سبب رخص سعرها. وأوضح، أن أغلب الورش في مصر تصنع أدوات الخيول يدويا حتى يصبح متينا للغاية، وبشكل حقيقي، وأن ذلك يشعر راكبو الخيول بالراحة التامة ولا يتسبب في سقوطهم من فوق الخيول. وبفخر، أشار إلى أن الورش المصرية تقوم بتصنيع كل ما يحتاجه الخيل من أدوات، بدابة من السرج، والقطعة التي توضع في الوجه، والصدر، إضافة إلى الكابات والزخم. ولفت إلى أن جميع قطع وأدوات الخيول مركبة من عدد كبير من القطع، وليست قطعة واحدة كما تظهر في الشكل النهائي، وأن جميعها تُصنع بشكل يدوي إلى الآن، وأن الأجهزة الحديثة دخلت قريبًا فقط في هذه الصناعة، ولكن جودتها لا تقارن باليدوي. وأضاف محمد، أن الخامات الخاصة بأدوات الخيول، أصبحت في غلاء كبير حاليًا، وأن الدولار تسبب في تضاعف أسعار الجلود إضافة إلى أن الأيدي العاملة في هذه المهنة باتت قليلة للغاية، مشيرًا إلى أنه في السابق كان الاقبال على الشراء أكثر من هذا الوقت بكثير، وكان أكبر المشترين من الدول العربية المجاورة، وليس المصريين. ورأى صانع أدوات الخيول أن أكبر مشكلة تواجه المهنة وتنبئ بانقراضها، هي تصدير الخامات للدول الأوروبية، ولا نستفيد نحن بها هنا، خاصة أن الجلد الطبيعي المصري يعتبر أفضل أنواع الجلد ويطلبه الشركات العالمية لجودته ويقومون بتصنيعه هم ثم يعاودون بيعه لنا مرة أخرى. وطالب الدولة بالحفاظ على هذه الصناعات الصغيرة واليدوية لأنها ستنقرض قريبًا جدا، خاصة أن مصر الدولة الوحيدة بين العرب وإفريقيا تنفرد بصناعة أدوات الخيول بعد الحرب المستمرة في سوريا. ونوّه بأن الحكومة إذا أغلقت باب تصدير الخامات الأساسية مثل الجلد الطبيعي سيؤدي إلى انخفاض في أسعار الكثير من الأشياء التي نستخدمها في مصر مثل الأحزمة وأدوات الخيول والكلاب وحتى الجواكت والأحذية. شاهد الفيديو: \