رشا سعيد سنوات من الرخاء عاشها أصحاب الصناعات الحرفية عندما اعتمدوا علي أنفسهم في تحقيق طموحهم بعيدا عن العمل الحكومي واستطاعوا إحداث رواج اقتصادي للصناعة المصرية ولكن سرعان ما حلت السنوات العجاف بعد الغزو الصيني للسوق المصري وارتفاع أسعار الخدمات وهجرة العمالة للعمل كسائقين من أجل الربح السريع دون تعليم مهنة وفن حقيقي مما جعل توجيهات الرئيس السيسي تنصب علي ضرورة الاهتمام بالمشروعات الصغيرة وسرعة انقاذ الحرف المصرية التي ستساعد علي نمو الاقتصاد المصري وخروجه من الأزمة التي نعيشها. ويقول محمد سيد - خراط أخشاب - انها مهنة أجداده وسيستمر في العمل بها مع ادخال كل ما هو جديد مؤكدا ان هناك معوقات تعرقل سير العمل وهي ارتفاع أسعار الخامات وأهمها الخشب حيث زاد سعر المتر إلي 7000 جنيه مقابل 3500 جنيه قبل شهر رمضان الماضي كما ان الأدوات الجديدة المستوردة حلت محل أدوات الطهي الخشبية مع اختفاء صناعة الغزل اليدوي كل هذه عوامل ساعدت علي تراجع الحرفة ولكن إذا كان هناك اهتمام من قبل المسئولين بتنمية المشروعات والحرف الصغيرة سيؤدي ذلك لانعاشها ورواج الاقتصاد المصري. ويؤكد رضا سيد - صاحب ورشة خراطة أخشاب - ان ارتفاع فواتير المرافق سواء المياه أو الكهرباء وضعت أصحاب الحرف في مأزق مما أدي إلي اختفاء عدد من الصناعات كانت تقوم علي أدواته مؤكدا إذا لم تتدخل الدولة لانقاذ الصناعات الحرفية ستنقرض رغم انها كانت بالأمس ذات ثقل ضمن الصناعة المصرية. ويري يوسف أحمد - عامل تصنيع أدوات نظافة - ان دخول المنتجات الصينية وغزوها الأسواق ساهم في القضاء علي الكثير من المهن والحرف المصرية ومنها صناعة أدوات نظافة الخاصة بصناعة المنسوجات وطحن الأقماح علاوة علي هجرة الصناع المهرة للعمل سائقين وفي التجارة مما أدي إلي غلق الكثير من الورش المخصصة لهذه المنتجات التي تنتج منتجات مصرية 100% ولكن الماكينات الحديثة جعلت أصحاب هذه المصناعات يستغنون عن هذه الأدوات. ويضيف طارق عبدالمنعم - عامل تقطيع أخشاب - ان هناك خطة ممنهجة للقضاء علي كل ما هو مصري فلم تعد هناك منتجات مصرية حتي وان وجدت فلا يوجد اقبال عليها بينما هناك اقبال شديد علي كل ما هو مستورد رغم عدم جودته لرخص تكلفته. ويشير سالم عبدالعليم إلي تخلي الدولة عن مساندة هذه الصناعات البسيطة بالرغم من أنها كانت قبل دخول المستورد ذات أهمية كبري وكان منها عدد من الصناعات يتم تصديرها مثل صناعة المنسوجات والأحذية والآن أغلقت المصانع وتم تسريح العمالة وتدهورت الحرفة ولم يعد هناك أحد يريد تعلم فنون تقطيع الأخشاب. يشير أحمد سيد جاد - صانع أحذية - إلي أن صناعة الأحذية في مصر كانت قبل 20 عاما من الصناعات التصديرية ولكن مع دخول الصيني لجودته العالية ورخص تكاليفه تراجعت حتي هجرها العمال ليعملوا سائقين تكاتك وميكروباص نظرا لارتفاع اليومية التي تصل ل150 جنيها في اليوم بينما تصل يومية صانع الأحذية ل60 جنيها لذا تم اغلاق معظم الورش المصرية واتجاه أصحاب المحلات وكبار التجار لاستيراد الأحذية من الخارج متمنيا عودة توفير الجمعيات التي كانت ترعي هذه المهن المصرية وتوفر خاماتها وتعطي قروضا ميسرة للصناع مع وضع تسعيرة جبرية علي السلع حتي نضمن البقاء ونستطيع المنافسة في السوق المصري ونصدر مثلما حدث بالثمانينيات مقترحا تخفيض الضرائب علي هذه المهن مقابل تعليم عمال جدد لتقليل معدلات البطالة. ويقول كل من بدر الدين جلال ومحمد جلال - قررا الاستمرار في العمل بالمشغولات الحديدية مثل والدهم بدلا من الوقوف في صفوف العاطلين والباحثين عن العمل الحكومي بالرغم من انهم حملة مؤهلات عليا ولكن ما يزعجهم العزوف عن هذه المشغولات واللجوء للصيني حيث كانت هذه المهنة لا غني عنها في كل منزل ومصنع ولكن الآن ينتظرون قدوم الزبائن بالشهور مما يهدد بقاءهم بالمهنة خاصة وانهم شباب يريدون بناء مستقبلهم. أما عياد نجيب - صانع سجاد يدوي - فيلاحظ تراجع الطلب علي المنسوجات اليدوية وأهمها السجاد اليدوي بالرغم انه كان لا يخلو أي مكان من السجاد اليدوي حتي الأماكن السياحية ولكن مع انخفاض معدلات السياحة ودخول السجاد المصنع غير الصحي مع عدم تنمية هذه الصناعات ذات الطابع المصري تراجعت المهنة ولم يعد هناك عدد كبير من العمالة واتجهوا لتسويق السلع والمنتجات ذات الطلب ويفضلون العمل السهل الذي يجلب المال بسرعة لكن تعليم مهنة تفيد وتستمر غير مناسب لهم في ظل الظروف القاسية التي نعيشها مناشدا المسئولين بتبني نهضة واستمرار هذه المهن ذات التراث والطابع المصري لانقاذ ما تبقي من عمالة. ويؤكد علي عبدالعزيز - صاحب ورشة نحاس - ان الرئيس السيسي يحرص علي بقاء هذه المهن لأنها كنز الصناعة المصرية كما ان حرفة تشكيل المعادن فن حقيقي يجب استمراره. ويفسر علاء أبوالقاسم - تراجع هذه الحرفة لغزو المنتجات الصينية للأسواق المصرية وعدم وجود جهات تتبني توجيهات الرئيس السيسي بالاهتمام بالمشروعات والمهن الصغيرة لأنها عصب الصناعة المصرية التي إذا استمرت نهضت الصناعة ونهض الاقتصاد المصري. ويطالب مصطفي محمد رفاعي - عامل تشكيل معادن - ببقاء هذه المهن وانقاذ عمالها حفاظا علي الكيان المصري الذي راح ضحية كل ما هو منافس للمنتج المصري علما بأن المعدن المصري ذو جودة عالية ويجب استمرار العمل فيه بدلا من تشريد العاملين بها.