مبروك جالك بنوتة جميلة زى القمر.. هكذا قالت الممرضة للزوج المتواجد أمام غرفة العمليات داخل المستشفى الحكومى وبعد مرور ساعة من دخول زوجته غرفة العمليات. حمل الزوج مولودته وزوجته تستند عليه وغادرا المستشفى مستقلين تاكسى للعودة إلى المنزل حيث ألقت الزوجة بجسدها المنهك على سرير غرفة نومها وبجوارها طفلتها الرضيعة بينما توجه الأب إلى المطبخ لمساعدة أبنائه فى تجهيز وجبه الغذاء. وبعد مرور أسابيع بدأت الأم تلاحظ اعتياد ابنتها على البكاء المستمر لعدة ساعات دون أسباب وأنها مختلفة عن باقى الأطفال. توجهت الأم إلى العديد من الأطباء دون جدوى حتى كانت الصدمة عندما أبلغها أحد كبار الأطباء أن الابنة مصابة بإعاقة ذهنية وغير قابلة للشفاء. واستسلم الوالدان لقضائهما وخلال سنوات طفولتها اشتهرت هالة بخفة الدم بين الجيران الذين أحبوها ونالت عطفهم واعتبروها إحدى بناتهم، ومرت السنوات سريعاً وتزوج أشقاء هالة وأصيب والدها بأمراض الشيخوخة وبعد صراع طويل مع المرض صعدت روحه إلى السماء ولحقت به الأم بعد عدة شهور وعاشت هالة داخل شقتها وحدها بعد أن قسم أفراد الأسرة أنفسهم حيث يتواحد كل يوم أحد أشقائها لرعايتها. ورغم اقتراب عمر هالة من الأربعين، فإنها كانت تتعامل كطفلة بريئة مع الجميع، فإن جارها محمود كان يراقبها بعد أن تملكه الشيطان ووسوس له أنها فريسة سهلة المنال خاصة أنه يربط بينهما صلة قرابة، كما أنها تعيش بمفردها داخل شقة الأسرة.. ولم يتركه الشيطان وضع له خطة التهام الفريسة المعاقة ذهنيًا. وبالفعل ومع حلول الظلام توجه الذئب البشرى إلى شقة الضحية وطرق الباب وعندما فتحت الفريسة دفعها إلى داخل الشقة ومحاولاً اغتصابها إلا أنه فوجئ بأحد أشقائها متواجداً معها والذى لقنه (علقة ساخنة) وقرر أفراد الأسرة عدم تحرير محضر بالواقعة. ومرت شهور على تلك الواقعة والذئب البشرى يزداد إصراره على التهام الفريسة وعقد عدة جلسات مع الشيطان لوضع خطة محكمة لتحقيق هدفه ووسط الدخان الأزرق زف له الشيطان البشرى عندما وسوس له بانشغال أفراد عائلة الفريسة بإحدى المناسبات وعدم تواجد أى منهم مع هالة وأنها الآن وحيدة فى الشقة والوقت مناسب لارتكاب الجريمة. وبالفعل فى الموعد المحدد توجه إلى شقة هالة وطرق الباب وعندما فتحت له دخل على الفور وأغلق الباب خلفه وانقض عليها محاولاً اغتصابها، لكنها أطلقت عدة صرخات متتالية وخاف من افتضاح أمره وجذب الإيشارب الذى ترتديه هالة وقام بتلجيمها وكتم أنفاسها حتى تتوقف عن الصراخ إلا أنها قاومته بشدة ودار بينهما صراع طويل ورويداً رويداً خارت قواها ولفظت أنفاسها الأخيرة وتركها وفر هارباً معتقداً أن أمره لن يكتشف. وفى اليوم التالى، وفور حضور أحد أشقائها بالطعام فوجئ بها جثة هامدة وعلى الفور حضرت الأجهزة الأمنية حيث أكدت المعاينة أن المجنى عليها ترتدى كامل ملابسها ملجمة برباط إيشارب يلتف من الفم ومعقود خلف الرأس وعدم وجود ثمة إصابات ظاهرية بها. وأثناء التحقيقات والبحث وسؤال أشقائها عن المترددين على هالة.. على الفور ظهر أمامهم هذا الجار الخائن الذى اقتحم الشقة من قبل محاولًا اغتصاب هالة وأنقذها منه شقيقها الذى تواجد بالصدفة معها.. وأنهم قرروا عدم تحرير محضر خوفًا من الفضيحة.. نعم هو.. وتم القبض عليه حاول التهرب من جريمته.. وحاول إنكار القتل.. ولكن انهار فى النهاية وروى تفاصيل اللحظات الأخيرة فى حياة الطفلة الكبيرة هالة المعاقة ذهنيًا التى لا تعرف من الدنيا سوى الابتسامة وتناول الطعام.. اعتقد أنها ستكون فريسة سهلة له، فهى لا تعى شيئًا ولا تعرف ما العلاقات الجنسية ولكنه وجدها نمرة مفترسة دافعت عن شرفها حتى الموت.. نعم حتى الموت.. اعترف أنه حاول معها بكل الطرق.. حاول الوصول اليها حاول انتهاك حرمتها ولكنها قاومت فتفوقت عليه.. «نعم قتلتها ولكن فى الحقيقة هى التى قتلتنى سيدى المحقق».