السفينة الملقبة ب "تايتانيك الكبرى"، ذات مواصفات تصميمية وملاحية غير مسبوقة، وليس لها نظير على مستوى العالم، فعدد طوابقها يصل إلى 11 طابقا، مما يجعلها مبنى سكنيا متحركا، "كوستا كونكورديا" وبالإيطالية "Costa Concordia" ومملوكة لشركة كارنيفال الأمريكية-البريطانية وتشغلها شركة كوستا للرحلات البحرية. مبنى أسطوري أصيب العالم بالدهشة لغرق السفينة، وإن كانت السفينة تايتانيك ذات الصيت الواسع مبنى أسطوريا فقد استطاعت "كوستا" تجسيد الأسطورة في صورة أكثر خيالا، فالسفينة التي انطلقت في 2005، يبلغ حجمها 51,387 طن وطولها 290,20م بعرض 35,50م، وتتسع لنحو 3,700 راكب. الحادث المروع لقي 8 أشخاص مصرعهم وفقد آخرون بعد جنوح سفينة ايطالية على متنها اكثر من 4 الاف شخص قبالة الساحل الغربي لايطاليا في ساعة مبكرة صباح السبت 14 يناير، بحسب معلومات اوردتها وسائل الاعلام العالمية. وكانت السفينة "كوستا كونكورديا" تقوم برحلة بحرية في البحر الابيض المتوسط عندما جنحت جنوب منطقة توسكانا وعلى متنها 4300 راكب بمن فيهم افراد الطاقم، وقد أنقذ غالبيتهم، بحسب خفر السواحل. وقالت صحيفة "الميساجيرو" الايطالية أن 8 أشخاص لقوا مصرعهم وفقد آخرون بعدما قفزوا في البحر في حالة من الهلع عندما بدأت السفينة تميل، وجرح اكثر من 79 شخصا باصابات أغلبها حروق وكسور، وعدد منهم خطيرة. كما لا يزال حوالي 40 شخصا في عداد المفقودين، بينهم طفل في الخامسة من عمره. وكان في السفينة حوالى 100 راكب إيطالي ونحو 500 الماني و160 فرنسيا بحسب الشركة المشغلة للسفينة التي لم تعط أي تفاصيل اضافية حول الجنسيات الموجودة على متن السفينة. وافادت الهيئة الروسية للسياحة "روس توريزم" أن عدد السياح الروس الذين كانوا على متن السفينة المنكوبة 108، ولا توجد بينهم إصابات خطيرة. وكان على متن السفينة مواطنو أوكرانيا ومولدافيا وكازاخستان، لكن عددهم لا يتجاوز ال 15 شخصا. غنقاذ عروسين من السفينة الإيطالية المنكوبة قضى عروسان من كوريا الجنوبية نحو 24 ساعة عالقين في حجرة بالطابق التحتي من السفينة السياحية "كوستا كونكورديا" الإيطالية المنكوبة قرب جزيرة جيجليو، قبل أن يتمكن رجال الانقاذ من الوصول الى الحجرة. وبحث الغطاسون عن ناجين في الطوابق التي غمرتها مياه البحر، وقامت فرق الإنقاذ بتمشيط مياه البحر بالقرب من مكان جنوح السفينة التي انقلبت على جانبها. وذكرت وسائل الإعلام ان رجال الإنقاذ سمعوا صراخ الزوجين اللذين كانا عالقين في حجرة في الطابق التحتي من السفينة، وحاولوا على مدى عدة ساعات الوصول الى الحجرة. وانتهت العملية بنجاح. وأعرب الزوجان اللذان كانا يقومان برحلة شهر العسل على متن السفينة الإيطالية عن سعادتهما وعن شكرهما لرجال الإنقاذ. وتم اجلاء الركاب، وعددهم نحو 3200 راكب، منهم ايطاليون والمان وفرنسيون، الى جانب نحو ألف عنصر من طاقمها كانوا على متن السفينة، البالغ طولها حوالي 290 مترا. حبس القبطان لتركه السفينة قبل إجلاء الركاب وقال فرانكو سكيتينو، قبطان السفينة: "اصطدمت السفينة بصخور لم تكشفها خارطة الملاحة"، ويواجه القبطان دعوى جنائية بشأن الكارثة موجهة ضده من النيابة العامة الإيطالية، لمساءلته في تعرض السفينة للغرق وهلاك أشخاص. وندّد بيرلويجي فوسكي مدير شركة "كوستا كروتشيري" المالكة للسفينة، بوجود "خطأ بشري من جانب القبطان لا يمكن تفسيره، في حين تصرف طاقم السفينة كالأبطال". وقامت هيئات حفظ النظام الايطالية بعد استجواب القبطان بحبسه بشبهة القتل غير العمد، وتركه السفينة قبل انجاز جلاء الركاب، ومن المعروف وفقا للتشريعات الإيطالية ان القبطان الذي يترك سفينته التي تتعرض الى كارثة تهدده عقوبة السجن حتى 12 سنة. الكارثة كلفت شركات التأمين 405 ملايين يورو تكلف كارثة سفينة السياحة الايطالية "كوستا كونكورديا" التي جنحت في منطقة توسكانا على الشاطئ الإيطالي، شركات التأمين، وبينها شركة "Generali SpA" الايطالية، نحو 405 ملايين يورو، كما تفيد بذلك وكالة بلومبيرج استنادا الى مصادر قريبة الى الحادث. وقال يامون فلاناجان، المحلل الاقتصادي: "فيما يخص الاضرار المادية، فإنها ستشكل اكبر تعويضات، كما يحدث في الغالب ابان مثل هذه الحوادث، وستتكبد شركات التأمين خسائر كبيرة في حالة موت ركاب او اصابتهم بجروح". 100 مليون يورو خسائر شركة السفينة وتبلغ أضرار شركة السياحة مالكة الباخرة "كوستا كونكورديا" نحو 100 مليون يورو، كما فقدت أسهم "كارنيفال كوربوريشن" الأمريكية البريطانية، أكبر مساهم في "كوستا كروتشيري"، في بورصة لندن اليوم، 16 يناير نسبة 23% من قيمتها. وعلى الأرجح لن يتسنى تصليح "كوستا كونكورديا" وستضطر الشركة للصرف على تفكيك السفينة، وعلى الأعمال لمنع تلوث الحوض حول جزيرة جيجليو. كما سيقدم كافة الركاب بيانات حول قيمة المواد التي فقدت نتيجة الكارثة، كترك البعض منهم مجوهرات عائلية على متن السفينة، كما كان بحوزة احدى الراكبات مجموعة ثمينة من الفساتين، لأنه كان في النية اجراء عرض ازياء خلال الرحلة، وكان لدى بعض الركاب أجهزة ثمينة وحلي وملابس، وهناك عادة من يحاول المبالغة في قيمة متاعه. كارثة بيئية تنتظر البحر المتوسط بغرق "تايتانيك الكبرى" حذرت حركة معنية بحماية البيئة من كارثة بيئية محدقة حال تسرب النفط من السفينة "كوستا كونكورديا" التي غرقت بالقرب من محمية طبيعية للحيوانات الثديية البحرية في البحر المتوسط، والتي أنشئت قبل عشرة أعوام بموجب اتفاق بين فرنسا وإيطاليا وموناكو. وتعتبر المحمية، التي تقع أغلبيتها في المياه الدولية، الملاذ للعديد من الحيوانات الثديية البحرية، منها فصائل متنوعة من الحوت والدلافين وأسماك القرش، بجانب أنواع مختلفة من الطيور. وكانت جماعة "السلام الأخضر" قد حذرت من قبل الحكومات الإقليمية، في معرض تنديدها بسوء إدارة المحمية، من ازدحام حركة السفن تحديداً في المضايق الواقعة بين كورسيكا وسردينيا. وأعربت عن قلقها حيال "الحوت الزعنفة"، الذي يهاجر صيفاً من أفريقيا إلى المحمية، وهو ثاني أطول حوت بالعالم بعد "الحوت الأزرق"، وأبدت الكثير من المنظمات البيئية قلقها بشأن ارتفاع حوادث تصادم هذا النوع من الحيوان الثديي بالسفن. وقال الخبير أليسكاندرو غياني، من حركة "السلام الأخضر بيلاجوس"، إذ فقد كل هذا الوقود فستكون كارثة خطيرة.. فزيت الوقود أسوأ بكثير من الديزل، فهو لزج وثقيل للغاية، عليهم ضمان تنظيف الصهاريج بأسرع ما يمكن، وإزالة حطام السفينة. من جانبه كورادو كليني قال وزير البيئة الإيطالي ، لصحيفة "لو ربيباليكا": "علينا الإسراع، لأنه في حال تبدل الطقس فإن الوضع سيتردى.. علينا حماية تراثنا الطبيعي". وأكدت الشركة المالكة ل"كوستا كونكورديا" إن السفينة الجانحة تحمل 2300 طن من الوقود. وقال فوسكي الرئيس التنفيذي للشركة، إنها "في بحر نعمل على حمايته.. ونتخذ خطوات لتفادي قضايا بيئية". السفينة قرب سواحل الإسكندرية ; القبض على ربان السفينة ; إنقاذ عروسين كوريين ;