فى جو عائلى فاسد نشأت «ريهام»، فالأم مطلقة وتنتقل بين أحضان الرجال كما الطائر من غصن لغصن، أما الأب «محمود» فقد أدمن المواد المخدرة وأصبح فى غفلة من الزمن ولم يعد يهتم لمرور الوقت والأيام من حوله، فكل ما يشغله هو «الكيف» وطريقة الحصول عليه. بدأت قصة «ريهام» عندما كانت فى الثالثة من عمرها وقرر والدها أن ينفصل عن والدتها لكثرة الخلافات والمشاكل بينهما حتى وصل الطريق بينهما إلى حارة مسدودة يستحيل العيش بعدها، وفشلت كل المساعى من الأهل والأقارب فى الحفاظ على عش الزوجية من أجل تلك الطفلة البريئة، منذ ذلك الوقت أطلقت الأم العنان لنفسها، فلم يعد هناك من يحاسبها على أفعالها ويترقب خطواتها ويقدم لها النصيحة والرشد، ابتعد عنها الأهل والأقارب لسوء سلوكها، وأهملت طفلتها التى فتحت عينيها على الخيانة، وأن ترى أمها مثلها الأعلى تمارس الرذيلة. وعندما اشتد عود الطفلة وتفتحت معالم جسدها الأنثوى الجميل، سلكت هى الأخرى طريق الهاوية فأصبحت كمن يصعد إلى الهاوية، فلم يكن معها فى المنزل من يرعاها أو يصحح أخطاءها أو يرشدها إلى طريق الأخلاق والتمسك بالعادات والتقاليد، ولم تهتم بدراستها وتركتها وهى فى المرحلة الثانوية والتفتت إلى جمالها وقررت استغلاله فى جمع الأموال. «ريهام» منذ البداية كان لها أسلوبها الخاص فى اختيار زبائنها، فلمَ لا وهى تربت فى بيت كان أساسه الخيانة وتشبعت جدرانه بالرذيلة، كان هدفها اصطياد الرجال كبار السن الذين يلهثون وراء الفتيات الصغيرات وتسلبهم أموالهم باسم الحب. مرت الأيام وهى تنهل من العشق الحرام وتصطاد الزبائن وتقوم بتسجيل المقاطع الجنسية لهم لتبتزهم بعد ذلك عندما تحتاج إلى أموال، فقد انقلبت الآية هى من تبتز الرجال وليس هم، وبالطبع كان الرجل يخشى افتضاح أمره ويعمل على إسكاتها بالمال الذى تطلبه مقابل الحصول على مقاطعه الجنسية معها.. ظلت تلك الفتاة على هذه الحال تنتقل من أحضان رجل إلى آخر وتستمتع بتعذيب هؤلاء الرجال، وكأنها تنتقم منهم، فقد سلكت بدورها طريق الهاوية وتركت الفتاة لمصيرها الأسود الذى تعيشه بسبب الإهمال. ظلت الفتاة على هذا المنوال حتى أوقعها القدر فى شر أعمالها ووضع نهاية لكل تلك الأفعال القذرة التى نشأت عليها حتى وقعت «ريهام» فى حب أحد الشباب الذى توسمت فيه الخير وأعجبت به لوسامته وكلامه المعسول، واعتقدت بأنه سينتشلها من مستنقع الرذيلة التى تربت وعاشت فيه وجاء الوقت لتزهده، مرت الأيام بينهما فى حالة من الحب يرسم العاشق أجمل الصور فى مخيلته لحبيبته ودائماً ما يظنها الفتاة الطاهرة التى دائماً ما يحلم بها وظل يتلو الصلوات ويردد آيات الشكر لله على تلك الفتاة التى يحبها حباً جماً. استمرت العلاقة بينهما فى حب وسعادة حتى تطورت ومارسا الرذيلة معاً على فراش الخيانة، وعندما حاولت تسجيل فيديو كعادتها مع راغبى المتعة المحرمة شاهدها أثناء محاولة تثبيت هاتفها ليتمكن من التسجيل أثناء علاقتهما الحميمة معاً وعندما سألها أخبرته بأنها تريد أن تسجل مقطعاً تشاهده وقت فراغها وأثناء غيابه عنها حتى تظل دائماً معه حتى فى لحظات غيابه ويتجدد شوقها كل لحظة، أمام تلك الكلمات التى وقعت على أذنيه دخل الشك إلى قلبه وهو ما جعله ينتظر لحظ انشغالها عنه وأخذ يفتش فى هاتفها المحمول فوجد مقاطع ساخنة لها مع عدد كبير من الرجال. لم يكن يتوقع ذلك الشاب أن من اختارها قلبه وظن بأنها سلمت له نفسها تحت مسمى الحب هى فتاة ساقطة تمارس الحب المحرم دون تمييز بين الرجال، بعد دقائق عادت الفتاة إلى أحضان حبيبها لترتمى بين ذراعيه فقام بدفعها وواجهها بما عثر عليه على هاتفها المحمول، لم تستطع وقتها إنكار تلك المقاطع وانهارت فى البكاء تعترف بأنها ضحية تفكك الأسرة، وأنها نشأت وتربت على يد أم تهوى الرذيلة وتمارسها مع الرجال، وأب غاب عن الوعى وحياتها منذ زمن، وأمام اعترافاتها لم يتمالك العشيق نفسه ووسوس له الشيطان بأن ينتقم لقلبه الجريح فأسرع إلى المطبخ واستل سكيناً وانهال عليها بالطعنات حتى فارقت الحياة، ليذهب بعدها القاتل إلى قسم الشرطة ويسلم نفسه معترفاً بجريمته، متمنياً تخفيف العقوبة عليه، وقدم إلى المحكمة بتهمة القتل وأصدرت عليه المحكمة حكماً بالسجن المؤبد. دخل السجن ليقضى ما تبقى من عمره وشبابه خلف القضبان دون ذنب أو جريمة سوى أنه أحب وعشق فتاة ساقطة لا تعرف الدين ولا تراعى الأخلاق وبدأ شريط ذكرياته يجرى أمام عينيه منذ أن تعرف على «ريهام»، وكيف أحبها من كل قلبه وتمنى أن يكمل حياته معها وأن تنجب له البنات والبنين، وعندما مارس معها الجنس للمرة الأولى لاحظ أنها ليست بكراً ولكنه حدَّث نفسه أنه سيحاسبها منذ عرفها وغفر لها الكثير من الأخطاء.. ولكن أن تكون بهذه الأخلاق وهذا التدنى عندما شاهد فيديوهاتها مع الرجال، وكيف أنها تحتفظ بها لتبتز ضحاياها، فهى تمارس الجنس كمحترفة وليس مجرد ظروف دفعتها إلى ذلك، كل ذلك دفعه إلى قتلها دون تردد.. فهى لم تغرر به فقط بل دنست شرفة قبل أن ترتبط به.. استباحت حياته وقلبه وظنت أنها ستمر بكل أفعالها.. ومن يدرى ربما كان سيكون مجرد مقطع فيديو مثل باقى رجالها الذين وضعت فيديوهاتهم على هاتفها دون خوف أو تردد وصورت علاقتها معه كما فعلت معهم.. فكيف كان سيأمن على حياته وشرفه بعد ذلك.. كان لابد لها أن تموت.. ريهام لا تستحق الحياة.. فقد هزمتنى فى حياتها القذرة.. فهى لا تستحق الحياة.