قالت دائرة الإفتاء العام للمملكة الأردنية الهاشمية، إن الإسلام حرم إهدار الماء أو تلويثها، مشيرًا إلى أن هذه نعمة عظيمة لايجوز الإسراف فيها أو تلويثها، خاصة إذا كان التلويث عاماً يتناول كل المصادر المائية، وهو حكم يتوافق مع مقاصد الشريعة، وعمومات الأحكام، مستدلة على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ضَرَرَ وَلا ضِرَار". جاء ذلك خلال رد الإفتاء الأردنية، على سؤال ورد إليها يقول فيه صاحبة " ما الحكم الشرعي لتلويث مصادر المياه ؟" وأضافت الإفتاء أن الماء من أعظم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان، وجعله الله تعالى المصدر الأساسي للحياة، قال تعالى: "وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ، وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ"، قائلا "على الإنسان أن يحسن التصرف بالموارد التي سخرها الله تعالى له, وأن يحافظ عليها باعتبارها ميراثاً لجميع البشرية، وليست ملك جيل واحد من الأجيال، فلا يحق لأحد أن يعبث بهذه الموارد وأن يدمرها، أو يستنفذ حق باقي الأجيال". وأشارت دائرة الإفتاء الأردنية إلى أن الشريعة الإسلامية وضعت أحكاما خاصة تتعلق بحفظ الماء وصيانتها وحثت على عدم الإسراف فيه أو تلويثه، مؤكده أن الاعتداء على الماء بالتلويث هو من الفساد في الأرض الذي نهى عنه الله تعالى، وتوعد صاحبه بأشد العقوبات، فقال الله تعالى: "كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ". ودللت على حرمة تلويث المياه بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لَا يَغْتَسِلْ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ وَهُوَ جُنُبٌ" لما فيه من تلويث للمياه وعدم إمكانية انتفاع الناس منه، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالحفاظ على المياه وصيانتها عن التلوث، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "غَطُّوا الإِنَاءَ، وَأَوْكُوا السِّقَاءَ". وتابعت الإفتاء أنه وفقا لذلك فإن تلويث المياه بكافة الطرق والوسائل أمر محرم شرعاً، ومخالف لتعاليم الشريعة الإسلامية خاصة ونحن في بيئة يشح فيها وجود الماء، ويزداد الأمر حرمة ويشتد أثمه إذا كان فيه زيادة إتلاف للبيئة، كرمي المخلفات الصناعية والمبيدات الحشرية في الينابيع والأنهار، أو رمي النفايات الصلبة الخطرة في البرك والينابيع، أو تسريب مياه الصرف الصحي للمياه الجوفية، أو تسميم المياه المتعمد لقتل الحيوانات الضارة، مما يؤدي إلى تلوث الماء تلوثاً شديداً يؤدي إلى الإضرار بالتربة والمحاصيل وجميع أشكال الحياة، وحصول مخاطر صحية مؤكدة على حياة الإنسان، وخسارة المصدر المائي بشكل كلي.