فجر مصابو كنيسة المرقسية بالإسكندرية مفاجآت جديدة عن الحادث الإرهابى الذى حدث مؤخراً، أكد أحد المصابين أن الإرهابى الذى قام بتفجير نفسه أمام باب الكنيسة كان هدفه الأساسى هو اغتيال البابا داخل الكنيسة، وأنه حاول الدخول لحظة وصوله إلا أن رجال الأمن قاموا بالسيطرة على الموقف ومنع دخول أى شخص. كشف «ميخائيل بطرس»- 39 سنة- موظف شقيق أحد المصابين أنهم حضروا إلى الكنيسة منذ الساعة السادسة صباحا، وتصادف حضور موكب البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية لحضور قداس أحد السعف بالكنيسة المرقسية فى الإسكندرية، وحضور عدد كبير من الأساقفة والأنبا أنجيلوس والأنبا بافلى والأنبا إيلاريون والآباء والكهنة وشعب الكنيسة. وأثناء ذلك قام أحد المواطنين بمحاولة الدخول مع الموكب إلا أن رجال الأمن رفضوا وقاموا بتأمين دخول البابا، عقب ذلك وافق رجال الأمن على دخولنا من البوابة الإلكترونية، بالفعل توجهنا للقاعة، وكان يوجد ازدحام شديد بالداخل، وحضرت أول جلسة من الصلاة، ثم كانت الجلسة الثانية التى يختتم فيها البابا بصلاة الجنازة ليذكر فيه الإنسان رحيله عن الأرض، مطالبا الشعب القبطى بالعمل على نقاوة القلب والتواضع الدائم، عقب ذلك خرجت من الكنيسة لتوصيل سيدة قعيدة على الكرسى بمعاونة نجلتها، أثناء قيامى بإيقاف تاكسى لها، فؤجئت بمشادة امام باب الكنيسة بين شاب والضابط عماد الركايبى لمحاولة الشاب الدخول عنوة إلى الكنيسة إلا أنه شك فيه وأثناء منعه قام الضابط باحتضانه لإبعاده خارج الكنيسة إلا أننا فؤجئنا بانفجار هائل امام بوابة الكنيسة وبعدها فقدت الوعى إلى أن حضرت إلى المستشفى، وعلمت أن شقيقى أصيب بشظايا فى قدميه والآن يرقد فى المستشفى. جاء ذلك خلال رصد «الوفد» ردود أفعال مصابى وأهالى شهداء حادث الكنيسة المرقسية بالإسكندرية الذى أسفر عن وفاة 16 مواطنا، وأكثر من 60 مصابا، تم نقلهم للعلاج إلى مستشفيات وزارة الصحة والأميرى الجامعى والشرطة. وقال «محمد عبدالسميع» موظف صديق أحد المصابين: ذهبت للكنيسة لمشاركة صديقى «مينا» فى العيد كالمعتاد لأننا أصدقاء منذ طفولتنا ولم نعرف التفريق بين مسيحى أو مسلم فهو يشاركنى فى أعيادنا وأنا أشاركه فى اعيادهم وتوجهت معه للكنيسة وعقب انتهاء الوعظ الأول خرجت لشرب سيجارة بالخارج وانتظرته، فشاهدت أحد الاشخاص كان يقوم بمحاولة الدخول للكنيسة إلا أن رجال الشرطة كانوا يمنعونه لأن شكله مريب، فحاول الدخول أولا من خارج البوابة إلا أن حارس البوابة ويدعى «عم نسيم» منعه وطلب منه الدخول عبر البوابة الالكترونية، وفى اثناء ذلك كانت تقف ضابطة ومعها أمينة شرطة كانت تساعد سيدة قعيدة ومنعت دخول المتهم حتى عبور السيدة وعقب ذلك حاول المتهم مرة أخرى الدخول وبعدها انفجر باب الكنيسة. قال «كريستال كمال» والد الشهيدة الطفلة لوسيندا وزوج المصابة «راندا»: ذهبت انا وطفلتى لوسيندا بيدى انا ووالدتها وعقب دخولنا الكنيسة توجهت مع والدتها إلى القاعة المخصصة للسيدات من أجل الصلاة، وبدأت القسم الأول من القداس، الذى انتهى فى التاسعة صباحا، ليبدأ بعده قداس آخر، لم تكن تعرف لوسيندا أو والدتها أن هذا التوقيت سيشهد محاولة إرهابى الدخول إلى الكنيسة، بدأ القسم الثانى من القداس وطفلتى تجلس بجوار والدتها اثناء تأدية الصلاة وعقب الانتهاء، خرجت انتظرهم فى الخارج، واتصلت بهم فى الهاتف، فأخبرتنى زوجتى بأنها سوف تخرج بعد إشعال الشموع التى قامت طفلتى بشرائها، وتوجهت لشراء بعض الحلويات لها بالمحل المجاور للكنيسة، لتمر عدة لحظات وتهتز ارجاء الكنيسة وسمعت صوت الانفجار، لم اشعر بنفسى الا وانا أنادى على زوجتى وطفلتى فى الشارع وهرولت اليهما مسرعا لأجد زوجتى ساقطة على الأرض والطفلة على بعد أمتار منها ملقاة وهى غارقة فى الدماء وطريحة الأرض ومحاطة بالجثث، فى مشهد قاس أبكى الجميع وأدمى القلوب، وارتفعت أصوات البكاء والصراخ الهستيرى جرّاء صدمة الحادث. ونواصل رصد اعترافات ضحايا الحادث وذويهم.. يقول «حازم صالح» فقدت نجل خالتى «محمد عبدالصبور» «نوبى» بسبب الحادث الإرهابى فهو يعمل مندوبًا فى البنك العقارى العربى بجوار الكنيسة وكان خارجًا من عمله متوجها إلى مأمورية وأثناء سيره بجوار الكنيسة حدث الانفجار وراح ضحية، تاركا يتيمين وأمهما، لم يجدوا أحدًا يرعاهم من بعده، ويتساءل: بأى ذنب ارتكبه شاب يخرج للبحث عن رزقه، فيفقد روحه على يد إرهابى خسيس يفتقد الوعى الدينى، متابعا: لماذا نحن ندفع ثمن تطرف هؤلاء الخونة، نطالب الرئيس السيسى بالقصاص من هؤلاء الإرهابيين. وقال أمين شرطة، أحد المصابين، إنه كان على بعد عدة أمتار، حيث كان مسئولا عن حماية الكنيسة من الخارج وفوجئ بالانفجار، ولم يشعر إلا باهتزاز وضباب شديد جراء الانفجار، وأصيب بعدة شظايا فى أنحاء متفرقة من جسده. وأضاف أن التفجير جاء من خلال شخص انتحارى تمت مشاهدته أثناء دخوله حرم الكنيسة وتم التفجير أثناء دخوله إلى الكنيسة المرقسية وأثناء تفتيش قوات الشرطة له من الخارج. ويقول سمير ونيس، أحد المصابين، إنه أثناء خروجه من الكنيسة فوجئ بصوت الانفجار بالقرب من الحواجز الأمنية، كما أكدت سيدة تنزف بشدة، وأطراف وأشلاء متناثرة فى جميع محيط الكنيسة، وأكد اصابة والده واثنين من أطفاله وتم نقلهم إلى مستشفى القديسين. وقالت انجى ميكائيل، شقيقة أحد المصابين، إنها كانت بداخل الكنيسة وتنتظر شقيقها بالخارج، وفوجئت بالعملية الانتحارية ولم تشعر سوى بضباب كثيف. بينما يقول محب شفيق، أحد قيادات الكنيسة إن الرائد عماد الركايبى وعم نسيم عامل بالكنيسة تسببا فى انقاذ مئات الأقباط من الموت، قائلا: عم نسيم لديه ثلاثة أولاد وهو شخص طيب للغاية ويؤدى عمله منذ سنوات طويلة ويقابل الجميع بمحبة وسلام ويعرف جميع المترددين على الكنيسة واكتسب خبرة من خلال عمله كفرد أمن فى الكنيسة. وأضاف أنه أثناء وقوفه على البوابة الرئيسية لدخول السيارات حاول أحد الأشخاص الدخول جلسة الوعظ ومنعه رجال الأمن من الدخول. قال جرجس أحد المصابين وشاهد عيان على الحادث، إنه أثناء ذهابه لأداء صلاة أحد السعف بكنيسة مار مرقس بالإسكندرية، وقبل وصوله لبوابة الكنيسة فوجئ بانفجار شديد، وتدافع من المارة الموجودين بمحيط الكنيسة، وسط تعالى صراخ السيدات، وتابع جرجس: «بدأ العشرات يتدافعون نحو باب الكنيسة بعد سماع الانفجار، فسقطت على الأرض من شدة التدافع، ما أدى لإصابتى فى قدمى، وحملنى فاعل الخير، وتم نقلى لسيارة الإسعاف لتلقى العلاج.