لا حديث بشارع الكنيسة المرقسية بالإسكندرية كما يطلق عليه البعض والذي شهد تفاصيل الحادث الأليم سوي عن البطل الشهيد نسيم فهيم بخيت أقدم حارس للكنيسة والذي أطلق عليه أقباط الإسكندرية الشهيد البطل لكونه أول من وجه الإرهابي للدخول إلي جهاز كاشف المعادن وصرخ للفت أنظار قوات الشرطة لمنعه من الدخول إلي البوابة الحديدية دون تفتيش ليلقي مصرعه علي الفور بعد أن تحول إلي أشلاء من الانفجار. يقول مينا نجل الشهيد إن والدي كان ينتظر أول حفيد يرزق به بعد شهرين وكان في سعادة تامة ويتصل بي يوميا للاطمئنان وقبل الحادث كان آخر اتصال من والدي قبل الحادث ببضع ساعات ليلا حيث اتصل في ساعة متأخرة علي عكس العادة وقال إنه يريد أن يراني واني "وحشته" وأصر علي حضوري للقداس للصلاة مؤكداً عدة مرات أنا نفسي أشوفك يا مينا إلا أن ظروف عملي حالت دون حضوري مبكرا لتلبية رغبة والدي الأخيرة وكأنه كان يريد أن يودعني لو للحظات ولكن القدر كان أسرع. أما عروس السماء كما أطلق عليها في قداس شهداء الكنيسة المرقسية وهي أصغر شهيدة بالإسكندرية وتدعي لوسيندا كريستيان كمال عامين وثمانية أشهر وربما هي الشهيدة الأشهر علي صفحات الفيس بوك والفيديوهات المتداولة للحادث لكونها قد سقطت مع والدتها راندا باسير علي الرصيف المواجه للكنيسة حيث شج رأسها بشظية من القنبلة بينما سقطت والدتها بجوارها مصابة بكسر مضاعف بالساقين أسفل وأعلي الركبة وهي تصرخ لوسي لوسي ردي عليا وتستغيث بالمارة لإنقاذ الطفلة وتقول فيفيان كمال عمة الشهيدة للمساء راوية تفاصيل الحادث المأساوي أن شقيقي كريستيان هو كيميائي بوزارة الصحة وفي يوم الحادث كان يناقش الماجستير بكلية العلوم وتوجه لايصال والدتي وزوجته راندا "مدرسة لغة فرنسية" ونجليهما ستيفن 8 سنوات ولوسيندا عامين طالبا منهم الدعاء له بالقداس لينال البركة نظرا لتواجد البابا تواضروس شخصيا لرئاسة قداس العيد وهي بركة كبيرة وفي نفس الوقت كنت في كنيسة محرم بك التي اتبعها لنفاجأ أثناء القداس بمن يبلغنا حدوث انفجار بالكنيسة المرقسية فاتصلت بوالدتي فأبلغتني أنها غادرت الكنيسة ومعها ستيفن مبكرا وهو ما أنقذها من الموت بأعجوبة فأبلغتها بالحادث لتعود وتبحث عن الشهيدة وأمها فلم تجدهما وحضر شقيقي علي الفور لموقع الحادث فلم نعثر عليهما حتي تبين لنا أنهما قد نقلا إلي مستشفي مصطفي كامل وهناك كانت الصدمة حيث تبين أن لوسيندا قد تلقت شظية بالرأس وتوفيت علي الفور بينما أصيبت والدتها بكسور مضاعفة بالساق والفخذين وتخضع لعدة عمليات متتالية وهي في حالة نفسية سيئة بعد أن شاهدت موت طفلتها بين يديها دون أن تتمكن من إنقاذها وهو ما أصابها بفقدان النطق علي مدار 24 ساعة وهي في حالة ذهول ونحتسب لوسيندا شهيدة لتنير السماء بطفولتها البريئة. أما الشهيد جرجس غطاس فيقول والده أنا من قدامي العاملين بالكنيسة المرقسية وحضرت مع ولدي جرجس وميلاد للصلاة وتهنئة الأهل والأصدقاء بالعيد خاصة من عملت معهم طوال عمري وتأخرت داخل قاعة الصلاة بينما سبقني علي الباب الرئيسي ابني الأكبر جرجس وشقيقه ميلاد واخذا يستعجلاني في الخروج وشاءت الأقدار أن يوقفني أحد الأصدقاء للحديث لحظة انفجار القنبلة التي اسقطتني في مكاني وخرجت أجري أبحث عن أبنائي لأجد جرجس غارقا في دمائه وينزف من فتحة بالرأس فاقدا الوعي والنطق بينما ميلاد مصاباً بقطع في أوتار ذراعه وقام الأهالي بنقل ولدي بالإسعاف ولكني شعرت أن هذه هي آخر مرة أري فيها جرجس فأخذت أجري وراء سيارة الإسعاف واخذت انادي يا جرجس وكانت هذه هي آخر مرة أراه وأضاف أن جرجس أب لطفلة اسمها دميانة خمس سنوات كما ينفق علي ابنة زوجته ولا أدري من سيقوم برعايتهم خاصة أن ابني ميلاد مهدد بإصابته بعاهة مستديمة ولا أصدق أن جرجس قد رحل فقد كان هو من يحنو علي وهو من أصر علي أن نصلي قداس العيد معا كأسرة واحدة وكأنه أراد أن يودعنا جميعا الوداع الأخير.