يصل الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر، الاثنين المقبل، الى العاصمة الإثيوبية أديس ابابا، وهي الأولى من نوعها منذ تسلمه السلطة في بلاده 25 يونيو 2013 وتهدف إلى "تعزيز الشراكة" بين البلدين. تاتي الزيارة قبل نحو 3 شهور من الموعد المقرر لاكتمال سد النهضة في يوليو المقبل، الأمر الذي يتوقع أن يحدث نموا اقتصادي كبير في إثيوبيا ، يسهم في استقطاب استثمارات قطرية وخليجية إليها وتفقد الأمير القطري لموقع السد. كما تأتي زيارة الأمير القطري بعد أقل من 4 شهور من زيارة وزير خارجيته محمد بن عبدالرحمن آل ثاني لإثيوبيا في ديسمبر الماضي، في مؤشر على مسعى واضح من قطر لتعزيز شراكتها مع أديس أبابا خلال الفترة القادمة، وعقب زيارة الرئيس السوداني عمر البشير لاثيوبيا الثلاثاء الماضي وما سبقها من زيارة الشيخة موزةبنت ناصر للخرطوم مؤخرا. وقال بيان صحفي صادر عن السفارة القطرية بالعاصمة الإثيوبية، أديس أبابا إنه من المقرر أن يبحث أمير قطر خلال الزيارة التي تستغرق يومين مع رئيس الوزراء الاثيوبي هيلي ماريام ديسالين، والرئيس الاثيوبي "ملاتوتشومي"، العلاقات الثنائية، وسبل تعزيز مجالات التعاون بين البلدين، إضافة لجملة من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. كما أن الزيارة تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات بين إثيوبيا ودول الخليج إزدهارا واضحا، تمثل في زيارات متبادلة بين مسئولين سعوديين وإثيوبيين خلال الفترة القصيرة الماضية، إضافة إلى إعلان سلطنة عمان الأربعاء الماضي إنشاء سفارة لها في أديس أبابا. كذلك فإن الإعلان عن الزيارة لإثيوبيا – التي تشهد علاقتها مع مصر توترا على خلفية بناءها سد النهضة الذي تتخوف القاهرة من تأثيره على حصتها في المياه – يأتي بعد أسبوع من التراشق الإعلامي المصري القطري الذي رافق خروج الرئيس عبدالفتاح السيسي أثناء قيام أمير قطر بإلقاء كلمته خلال القمة العربية في الأردن 29 مارس الماضي. وتأتي الزيارة بعد أقل من 3 شهور من بدء أديس أبابا ولايتها لمدة عامين كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، الأمر الذي يسهم في تعزيز التعاون بين البلدين في حل مشاكل المنطقة. وأشارالمتحدث باسم الحكومة الإثيوبية"نيقيري لينشو" في تصريحات صحفية إلى إن الزيارة المرتقبة لأمير دولة قطر ستعمل على توطيد العلاقات الإثيوبية – القطرية في كافة المجالات خاصة المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية؛ والسياحة؛ والثقافة وغيرها من مجالات التعاون الثنائي. واشار إلى أن قطر وإثيوبيا دولتان مهمتان وهذا سيساعد البلدين لتأسيس علاقات شراكة اقتصادية وتنموية وستكون إثيوبيا بوابة قطر نحو أفريقيا. واشاد"لينشو" بعلاقات بلاده بدول الخليج؛ قائلا انها تأريخية وقديمة. وقال إن علاقات بلاده بدول الخليج شهدت تطوراً في مختلف المجالات، موضحا أن زيارة أمير قطر لإثيوبيا تأتي في سياق التكامل بين إثيوبيا ودول الخليج. ووقّعت قطر وإثيوبيا في ديسمبر الماضي، 11 اتفاقية تعاون في مجالات اقتصادية عدة، على هامش زيارة وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أديس أبابا. وتنوعت الاتفاقيات في قطاعات، السياحة، والاستثمار، والبنية التحتية، ودعم التقارب الثنائي بين رجال الأعمال والمال في البلدين؛ وسبل تعزيز التعاون في مجال السلم والأمن على المستويين الدولي والإقليمي.