وسط حالة من الذهول والصدمة، وقف أهالي أحد شوارع فيصل بالجيزة، أمام محل ملابس تتدلى بداخله صاحبته؛ بعدما أقدمت على الانتحار شنقًا بواسطة إيشارب حريمي؛ لمرورها بضائقة مالية، معتقدين أنها فارقت الحياة. وانتقل محرر "بوابة الوفد" إلى موقع الحادث؛ لاستقصاء تفاصيل وقوعه، والاستماع لروايات شهود العيان. في بداية الأمر، رفض جميع الجيران وأصحاب المحال التجارية المحيطة بالعقار رقم 250 بشارع الملك فيصل- الذي شهد الحادث- الحديث عن الأمر تمامًا، مكتفين بالترحم على صاحبة محل الملابس المنتحرة "أميرة محمد" 30 عامًا، قبل أن يستسلم عم محمد حارس العقار في النهاية لإلحاحنا الشديد، ويسرد لنا تفاصيل الواقعة. وأكد حارس العقار، أن "أميرة" استأجرت المحل من شقيقها منذ أقل من 4 أشهر فقط، ولذلك لم تكن لها علاقات قوية مع الجيران، مشيرًا إلى أن أحد أقاربها هو من اكتشف انتحارها داخل المحل بعد أن دخل إليه وخرج منه مذعورًا بعد ثوانٍ قليلة لرؤيتها معلقة بمدخله. وأضاف أن قريبها هذا، أجرى اتصالات هاتفية بأسرتها وزوجها، في الوقت الذي أبلغ عدد من الأهالي الشرطة والإسعاف. وتابع حارس العقار، أن أسرتها وصلت للمكان بعد حوالي ربع ساعة من الواقعة، وأنزلوها بمساعدة الأهالي، وكانت المفاجئة أنها مازالت على قيد الحياة، فاصطحبها زوجها وشقيقها في سيارة تاكسي إلى المستشفي، مؤكداً أن الشرطة ورجال البحث الجنائي حضروا ليلاً للتحقيق في الأمر. وأكمل بأن أسرتها اكتشفت وجود رسالة انتحار بجوارها، وقدموها للنيابة- خلال التحقيقات التي أدلى فيها بأقواله-، مشيرًا إلى أنه لا يعرف حقيقة وجود خلافات بينها وبين زوجها. بينما أكد صاحب محل للجزارة مجاور للعقار، أن الجميع بالشارع شاهدوا المجني عليها خلال حديثها في الهاتف بصوت مرتفع أمام المحل "لفت أنظار المارة إليها" قبل ساعة واحدة من انتحارها، مشيرًا إلى أنها لم تكن على علاقات مع الجيران؛ بسبب الفترة القصيرة التي قضتها في عملها بالمحل. وتواصل محرر "الوفد" مع شقيق المجني عليها "أحمد"، إلا أنه رفض الحديث عن تفاصيل القضية. وقالت زوجة حارس العقار :" المحل لم يكن يفتح كثيرًا، وكانت صاحبته بتفتح كام ساعة في اليوم، وقولت لها أكتر من مرة إن الزبائن بتسأل عليها، وكان ردها إن رقم تليفونها على باب المحل، واللي عاوزها يتصل عليها". وكان قسم شرطة الهرم، تلقى بلاغاً من مستشفى الهرم بوصول "أميرة محمد" 30 عامًا، صاحبة محل ملابس بفيصل، جثة هامدة، وبها سحجات وتورم بالرقبة. وبالانتقال والفحص وبسؤال شقيقة المتوفية؛ قررت بإقدام المتوفية على شنق نفسها بإيشارب حريمي، علقته على باب المحل من الداخل بسبب مرورها بضائقة مالية، وأنزلوها ونقلوها إلى المستشفى، ولكنها كانت فارقت الحياة.