عندما تكون هناك دولة تعتمد على استيراد 97٪ من كامل استهلاكها من سلعة ما، لابد أن تكون عرضة لأزمات طاحنة وتقلبات سعرية مخيفة.. هذا هو حال مصر فى الزيوت، فالإنتاج المحلى لا يتجاوز 3٪ فقط، وهو مبرر كاف لأزمات الزيوت المتكررة التى يعانيها السوق المصرى مرة بسبب سوء الأحوال الجوية وما يترتب عليه من اغلاق الموانئ وتعطل وصول الشحنات من الخارج ومرة بسبب عدم توفر الاعتمادات الدولارية اللازمة للاستيراد، وثالثة بسبب تعنت دولة المنشأ.. والحل الوحيد للخروج من هذا المأزق هو توفير احتياطى استراتيجى من الزيوت يكفى البلاد لتجاوز أى أزمة طاحنة. وهو ما أكده إبراهيم خطاب رئيس مجلس إدارة شركة طنطا للزيوت والصابون التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية خلال حواره مع «الوفد»، موضحا أن الاحتياطى الاستراتيجى من الزيوت يبلغ 6 أشهر كاملة بخلاف التعاقدات الخارجية. وقال «خطاب» إنه نجح فى تحويل الوضع المالى للشركة من خسارة 3 ملايين جنيه إلى مكسب 11 مليونًا و105 آلاف جنيه خلال عام واحد فقط.. وإلى نص الحوار: الزيوت من الأزمات المتكررة التى يعانيها السوق المصرى.. فمتى تنتهى؟ وكيف؟ لم يعد بعد اليوم أزمة زيوت فالاحتياطى الاستراتيجى فى شركة طنطا للزيوت بمفردها 20 ألف طن زيوت والكمية نفسها فى الشركات الست التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية بهذا يكون إجمالى الاحتياطى الاستراتيجى يكفى البلاد 6 أشهر كاملة بالإضافة إلى 70 ألف طن زيت خام فى محطة المكس بالإسكندرية سوف تصل للمخازن خلال أيام. مع العلم أن كامل الاستهلاك الشهرى من الزيوت 51 ألف طن شهرى زيت تموينى بما يعادل 72 مليون زجاجة زيت كهرمان «الزيت التموينى الذى تنتجه شركات الزيوت الست». ما عدد المصانع التابعة لشركة طنطا للزيوت؟ تضم الشركة ثلاثة مصانع للزيوت، الأول فى طنطا، وهو الأكبر، وتبلغ مساحته 34 فدانًا و16 قيراطًا، والثانى مصنع بنها وتبلغ مساحته أكثر من 13 فدانًا، والثالث مصنع المحلة ومساحته 22 فدانًا، ويضم مصنع طنطا وحدة لتكرير الزيوت بأنواعها الحر والتموينى، ومنه زيت الذرة والخليط وبذرة القطن والحار، يبلغ اجمالى انتاج المصانع الثلاثة 10 آلاف طن شهرياً، منها ألف طن زيت حر يتم توريده للقطاع الخاص، و9 آلاف طن زيت تموينى يتم توريدها لشركات الجملة العامة لصالح بطاقات التموين. وتعتبر شركة طنطا للزيوت الشركة الوحيدة التى أنتجت عبوات مسلى صغيرة الوزن نصف كيلو لصالح البطاقات الذكية، فجميع الشركات الزيوت الأخرى تنتج عبوات كبيرة الوزن، ويبلغ اجمالى إنتاج المسلى 300 طن شهريا. وقد تم انشاء وحدة استخلاف للزيوت جديدة تقوم باستخلاص زيت بذرة القطن وفول الصويا، تكلفت 15 مليون جنيه، وسوف يتم افتتاحها فى أول مايو المقبل، كما يوجد مصنع آخر فى «زنارة»، يتبع الشركة وجارٍ تأهيله ومساحته 21 قيراطًا. ما حجم الإنتاج اليومى من الزيوت؟ على سبيل المثال يوم 25 مارس الماضى بلغ إنتاج مصنع طنطا 154 ألف طن و560 طنًا، وبلغ إنتاج مصنع المحلة 70 ألفًا و656 طنًا، ومصنع بنها 105 آلاف و984 طنًا بإجمالى 331 ألفًا و200 طن بخلاف إنتاج الزيوت الحرة التى يتم طرحها فى القطاع الخاص بواقع 1000 طن شهرياً. هل هناك أنشطة أخرى للشركة؟ شركة طنطا للزيوت والصابون والمياه الطبيعية لديها عدة أنشطة أولها وأقدمها الزيوت، ثم الصابون بجميع أنواعه والمياه الطبيعية. وكل منهم يعد مصنعًا بذاته، حيث نتج الصابون والمنظفات بأنواع مختلفة منها صابون الوجه والصابون الطبى، مثل صابون تفتيح البشرة، صابون إزالة تقشير الجلد، بالإضافة للصابون السائل الذى يتقدم فى أغراض التنظيف، وأنواع أخرى وبأسعار منافسة. ما تأثير تحرير سعر الصرف على أسعار الزيوت والمنظفات؟ بالنسبة إلى الزيت التموينى «كهرمان»، فالشركة القابضة تتحمل أية زيادات فيه كما أنها هى المنوطة بتحديد أسعار بيعه للمستهلك.. أم الزيوت الحرة والمنظمات التى تنتجها شركة طنطا للزيوت، فيتم تشكيل لجنة من قيادات الشركة لتحديد الأسعار وفقاً لمتغيرات السوق، وتغير أسعار الخامات، فبعد تحرير سعر الصرف ارتفعت أسعار جميع الخامات بنسبة أكثر من 100٪ فى الكثير من الخامات لذا كان لا بد من رفع أسعار المنتجات بنسبة الزيادة نفسها حتى نستطيع الاستمرار مع العلم أن هامش ربح الشركة لا يزيد على 5٪ فى جميع المنتجات. وماذا عن التصدير؟ تقوم شركة طنطا للزيوت والصابون والمنظفات بالتصدير لكل من السودان وتركيا واليونان وألمانيا وروندا وبعض الدول الإفريقية الأخرى.. تبلغ إجمالى الصادرات 12 مليون جنيه سنويا.. من أهم المنتجات التى يزداد عليها الطلب فى السوق الخارجى، الصابون السائل والمنظفات. ما الموقف المالى للشركة؟ توليت الشركة فى 17 فبراير 2016، ونجحت بمساعدة جميع العاملين والقيادات بالشركة من تحويل الخسارة إلى مكسب، ففى موازنة 29 فبراير 2016 بلغت خسارة الشركة 3 ملايين جنيه، وفى 28 فبراير 2017 بلغت أرباح الشركة 11 ملايين و105 آلاف جنيه مع العلم، أن الهدف كان تحقيق أرباح 5 ملايين جنيه فقط.. أى أننا حققنا الهدف بزيادة مضاعفة، وتتمثل خطة العمل التى أسهمت فى تحويل خسارة الشركة إلى مكسب فى إعادة تأهيل خطوط الإنتاج، وتحديث خطوط أخرى مثل خط التكرير المستمر الذى تكلف 18 ملايين جنيه، بالإضافة إلى إنشاء وحدة «نزع الشموع» التى تكلفت 15 مليون جنيه، وإنشاء «وحدة مذيب» بتكلفة 15 مليون جنيه، وقبل كل ذلك عقدت اجتماعًا مع اللجنة النقابية بالشركة لحل مشاكل جميع العاملين مع الإدارة التى وصلت إلى حد التقاضى.. ونجحت فى إقناع العاملين بالتنازل عن القضايا مع إعطائهم حقوقهم كاملة، كما قمت بتحفيز العاملين البالغ عددهم 2700 عامل على العمل من خلال صرف حافز مادى لكل عامل يسهم فى تقليل الفاقد من الخامات ما وفر أموالًا كثيرة ومن ثم شعر العمال باستقرار كبير فزاد الإنتاج، وتحققت الأرباح.