مدارس التمريض.. شروط وإجراءات التقديم ب"المستشفيات التعليمية"    اليوم.. انتهاء فترة الطعون على المرشحين لانتخابات مجلس الشيوخ    رئيس "دينية الشيوخ": تدريب الصحفيين بدار الإفتاء يُعزز الوعي الديني الرشيد    «الشربيني» يتابع موقف تنفيذ وحدات «سكن لكل المصريين» بعدد من المدن الجديدة    وزير قطاع الأعمال يبحث فرص تعزيز الشراكة مع مجموعة البنك الدولي    12 جنيهًا لكيلو الخيار.. أسعار الخضروات والفاكهة في سوق العبور اليوم    «كونتكت» تتعاون مع GIZ مصر لتعزيز جهود دعم قطاع التأمين للمشروعات الصغيرة    الأول في السوق المصرفية.. البنك الأهلي أدار تمويلات ب 319 مليار جنيه في 6 أشهر    أهداف الانبعاثات حتى 2040...إلى أين تتجه سياسة الاتحاد الأوروبي في مجال مكافحة المناخ؟    الخارجية الفلسطينية: نحذر من تهجير قسري تحت ذريعة "المدينة الإنسانية" في رفح    بقيمة 20 مليون دولار.. ضبط مئات الكيلوجرامات من "الكبتاجون" في ألمانيا    أحمد بلال: الأهلي لديه رفاهية شراء أي لاعب.. ونجاح حمدان غير مضمون    لاعب الأهلي السابق يكشف عن أمنيته الأخيرة قبل اعتزال الكرة    "قصص متفوتكش".. اعتزال لاعب الأهلي السابق.. وزوجة أكرم توفيق الثانية تزور مصر    ليفربول يبدأ تحضيراته للموسم الجديد بمواجهة بريستون وديا    مشاجرة بالأيدي.. تنتهي ب6 مصابين في المعادي (تفاصيل)    نيللي كريم تستعرض إطلالاتها الصيفية عبر "إنستجرام" (صور)    البلشي: برنامج الإفتاء للتدريب على تغطية القضايا الدينية يجمع بين المهنية والدقة الشرعية    الشيخ أحمد البهي: لا تكن إمّعة.. كن عبدًا لله ثابتًا على الحق ولو خالفك الناس    هل يجوز إجبار الفتاة على الزواج من شخص معين وهل رفضها عقوق؟.. أمين الفتوى يجيب    بالأرقام.. تفاصيل الاستعداد لتنفيذ المرحلة الثانية من "التأمين الصحي الشامل"    ل 4 أسباب.. الصحة تنفي وفاة 4 أطفال أشقاء نتيجة "الالتهاب السحائي"    «حسم» وسرايا أنصار السنة عودة الأجندات المشبوهة    القضاء الإداري يتلقى 40 طعنا ضد المرشحين فى انتخابات مجلس الشيوخ    المهرجان القومي للمسرح يعلن تشكيل لجنة تحكيم مسابقة التأليف    عبد الحليم حافظ يرفض العالمية بسبب إسرائيل    ختام ناجح لدورة جمعت بين الجرأة الفنية والتنوع الإقليمى    القصة الكاملة لانسحاب المعونة «الأمريكية» من مصر    الفقاعة الكروية تزيد جراح الرياضة المصرية    النسوية الإسلامية.. (الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ): خاتم الأنبياء.. وهجرة الرجال والنساء! "131"    رانيا المشاط: تغير الأجندات الأمريكية لن يؤثر علينا    البكالوريا «المُعدلة برلمانيًا»!    طريقة عمل الكيكة السريعة، لذيذة وموفرة وسهلة التحضير    مستوطنون يحرقون بركسا زراعيا في دير دبوان شرق رام الله وسط الضفة    مباحثات لتعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي بين جامعتي القاهرة وجنوب الصين الزراعية    طقس الإسكندرية اليوم.. شديد الحرارة ونشاط للرياح مع ارتفاع موج البحر    وزارة العدل الأمريكية تقيل 20 موظفا عملوا على تحقيقات ضد ترامب    البحيرة.. فريق طبي بمستشفى وادي النطرون ينجح في إصلاح اعوجاج انتكاسي بالعمود الفقري لمريضة    تأجيل الانتخابات المحلية ودمجها مع التشريعية والرئاسية في إفريقيا الوسطى    كوريا الشمالية تزود روسيا ب12 مليون قذيفة مدفعية    موعد ظهور نتيجة الدبلومات الفنية 2025 بالأقصر    نصف ساعة تأخير في حركة قطارات «القاهرة - الإسكندرية»    مأساة نص الليل.. غرق سيارة ملاكي في نكلا بالجيزة- صور    إتحاد عمال الجيزة يطلق حوارا مباشرا مع اللجان النقابية لبحث التحديات    سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري الأحد 13-7-2025 بعد هبوطه الأخير في 7 بنوك    مدير التعاقدات بأستريلا البرتغالي: وافقنا على انتقال شيكو بانزا إلى الزمالك    «مش هتقف على حد».. تعليق قوي من نجم الأهلي السابق بشأن رحيل وسام أبوعلي    وكالة فارس: الرئيس الإيراني أُصيب في هجوم إسرائيلي استهدف اجتماعا سريا للأمن القومي في 16 يونيو    «دوروا على غيره».. نجم الزمالك السابق يوجّه رسائل نارية لمجلس لبيب بسبب حمدان    أفضل أدعية الفجر.. 10 صيغ لطلب الرزق وصلاح الأحوال    23 متهمًا للمحاكمة في خلية اللجان النوعية| اليوم    للمرة الثانية.. سيدة تضع مولودها داخل سيارة إسعاف بقنا    الاتصالات بعد حريق سنترال رمسيس: العمل جار لاستعادة الخدمة بالكامل في أسرع وقت    نجاح فريق الجراحة بمستشفى الفيوم العام في إنقاذ طفل بعد انفجار بالأمعاء الدقيقة    مغلق من 13 عامًا.. عمرو سمير عاطف: غياب قصر الثقافة حرم أجيالًا من الفن والمسرح    انفراجة حقيقية في الأوضاع المالية.. حظ برج الدلو اليوم 13 يوليو    «زي النهارده».. وفاة كمال الدين رفعت أحد الضباط الأحرار 13 يوليو 1977    ما هو أقل ما تدرك به المرأة الصلاة حال انقطاع الحيض عنها؟.. الإفتاء تجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الملف الأمنى على رأس أولويات الرئيس فى زيارته المرتقبة لأمريكا
السفير السيد شلبى المدير التنفيذى للمجلس المصرى للشئون الخارجية الأسبق:
نشر في الوفد يوم 29 - 03 - 2017

«أوباما» اتخذ موقفاً عدائياً من ثورة 30 يونيو.. وإدارة «ترامب» تدرك أن مصر تواجه مخاطر الإرهاب منفردة
لقاءات السيسى بالكونجرس ومراكز الأبحاث الأمريكية مهمة.. ودعوة الرئيس المصرى لتجديد الخطاب الدينى تشغلهم
البنتاجون أكثر المؤسسات الأمريكية دعماً لنا.. وتنويع السياسة الخارجية أعطي لمصر وزناً كبيراً
قال السفير الدكتور «السيد أمين شلبى» المدير التنفيذى للمجلس المصرى للشئون الخارجية السابق: إن إدارة «أوباما» اتخذت موقفاً عدائياً ضد مصر، وأوقفت توريد نظم أسلحة فى توقيت حرج، ولكنها أدركت أن النظام المصرى الجديد يتمتع بشعبية كبيرة وليس مجدياً لها أن تناصبه العداء.
واعتبر أن زيارة الرئيس «السيسى» المرتقبة لأمريكا تأتى على خلفية إشادة «ترامب» بمصر ورئيسها.. مؤكداً أن لقاءات «السيسى» بالكونجرس ومراكز الأبحاث الأمريكية ستصحح المناهج المغلوطة تجاه مصر، وأن أمريكا تستمع إلى «السيسى» لأنه أول رئيس عربى مسلم يدعو إلى تجديد الفكر الدينى، ومشيراً إلى أن مصر تحقق المعادلة الصعبة فى مواجهتها للإرهاب والحفاظ على الحريات وحقوق الإنسان فى نفس الوقت.
وأوضح أن أمريكا تدرك وجود بدائل دولية لمصر مما يعطى وزن وقيمة للموقف المصرى فى إقامة علاقة سليمة وصحيحة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف: إن البنتاجون أكثر المؤسسات الأمريكية دعما للموقف المصرى، لأنه يعلم أهميتها الأمنية فى الشرق الأوسط.
ماذا عن طبيعة العلاقات المصرية - الأمريكية قبل وصول «ترامب» إلى البيت الأبيض؟
- جاء «ترامب» بعد إدارة «اوباما» التى اتخذت موقفاً غير ودى تجاه مصر بعد ثورة 30 يونية، حيث أوقفت توريد نظم تسليح كان متفقاً عليها، وجاء هذا فى توقيت حرج لمصر لأنها بدأت تواجه الإرهاب فى سيناء، ولكن المتابع لهذه التفرة القلقة، سيجد أن إدارة «أوباما» استمرت فى هذا الموقف العدائى 6 شهور ثم اعادت تقييم موقفها من مصر ونظامها الجديد بعد 30 يونية.
وما نتيجة هذا التقييم؟
- أدركت أمريكا أن النظام المصرى الجديد يتمتع بشعبية كبيرة، أنه بدأ فى استكمال بناء مؤسسات الدولة وإجراء انتخابات رئاسية مفتوحة، ووضع دستور جديد، واقامة انتخابات برلمانية، وتأكدت أن مصر تتعرض لعمليات إرهابية بواسطة جماعات ليست منفصلة عن الجماعات الإرهابية في المنطقة العربية، وأنها تتحمل المواجهة الإرهابية بمفردها، فرفعت الحظر عن التسليح وتم تسليم طائرات الأباتشى وال F16 ودبابات M1، ولم يكن يمر أسبوع إلا ويزور وفد عالى المستوى من البنتاجون مصر للتنسيق معها لتفعيل دورها الأمنى فى المنطقة، ثم أقر الكونجرس المساعدات الأمريكية لمصر لعامى 2016، 2017 ثم رأينا «جون كيرى» يؤيد طلب مصر لقرض صندوق النقد الدولى، ويعلن تأييده برنامج الاصلاح الاقتصادى.
إذن هذه هى خلفية السياسات الأمريكية تجاه مصر والتى جاءت عليها إدارة «ترامب»؟
- نعم.. وقد أعطى «ترامب» إشارات إيجابية تجاه مصر ورئيسها خلال لقائه أثناء حملته الانتخابية، وصرح بأن محاربة الإرهاب سوف تتم مع حلفاء أمريكا وحددهما بمصر والأردن، فهذه هى الخلفية التى تسبق زيارة الرئيس «السيسى» إلى أمريكا.
وماذا عن زيارة الرئيس إلى الكونجرس؟
- بالطبع هناك محاور رئيسية لزيادة الرئيس «السيسى» فى لقائه المباشر مع «ترامب» أو فى اللقاءات الأخرى لأنها تشمل نطاقاً عريضاً مع المؤسسات التى لها دور فاعل فى القرار السياسى أبرزها الكونجرس، وقد عملت 4 سنوات كنائب سفير فى واشنطن، وكان اختصاصي الرئيس هو الكونجرس وأعرف أهميته وكيف يعمل وآليات عمله ولجانه والشخصيات المؤثرة ولذلك فلقاء الرئيس مع الكونجرس مهم جداً خاصة لجنة العلاقات الخارجية، ولجنة المخصصات التى تقرر المساعدات، ولجنة التسليح.
وماذا عن أهمية لقاءاته مع مراكز الأبحاث الأمريكية؟
- بالطبع.. هذه المراكز البحثية الأمريكية لها دور فى صياغة السياسة الخارجية الأمريكية خاصة أن بعضها يتبنى مواقف غير متفهمة كما حدث فى مصر بعد 30 يونية، والرئيس سيتقابل مع شخصيات بحثية لشرح الوقائع وحقيقة ما جرى في مصر لتصحيح المفاهيم غير الدقيقة لما يحدث فى مصر، من إصلاح اقتصادى وأمنى وما تتعرض له مصر من إرهاب يفرض على أى دولة في العالم اتخاذ إجراءات خاصة مع مثل هذه الأحداث رغم أن مصر تسعى للحفاظ على الحريات حقوق الإنسان.
هل من الملفات ملف الدعم العسكرى الذى لم يصل إلى مستوى الدعم العسكرى الأمريكى لإسرائيل؟
- نعم.. ولابد أن يطرح ملف زيادة الدعم العسكرى الأمريكى لمصر لكى تتمكن من مواجهة الإرهاب خاصة أن إسرائيل تلقت دعماً ضخماً خلال إدارة «أوباما» وصل إلى 35 مليار دولار على مدى عشر سنوات، ومصر ستطرح هذا الملف لأن «ترامب» أعلن خفض المساعدات الأمريكية الخارجية ولابد من الطرح المصرى حتى لا يشمل هذا التخفيض مصر، خاصة أن الإدارة الأمريكية سارعت لتوضيح أن التخفيض لن يشمل إسرائيل.
وماذا عن التشاور والتنسيق حول المشهد الإقليمي؟
- «ترامب» أعلن عن ضرورة اجتثاث الإرهاب من جذوره، ومصر تمثل أهمية خاصة فى هذا الشأن، بل ينظر فى الاعتماد على مصر ضمن قوى إقليمية أخرى فى محاربة الإرهاب، وبالطبع مصر ليست فى احتياج إلى أن توضح ما تفعله أو ما تتحمله بمفردها لمحاربة الإرهاب فى سيناء والرئيس «السيسى» لن يركز على المواجهة الأمنية بل لمواجهة الأفكار، لأنه أصبح واضحاً أن الجماعات الإرهابية وخاصة «داعش» تحركها أفكار مشوهة ومنحرفة ولن يتم منع تجنيد الشباب إلا بتصحيح هذه الأفكار، وهذا ما تفعله مصر من خلال الأزهر ودوره العالمى وتبرز دعوة الرئيس «السيسى» عام 2015 بتجديد الفكر الدينى وهو أول رئيس عربى ومسلم يدعو إلى هذه الدعوة بتقديم جوهر الدين الحقيقى، كل هذا سيطرحه الرئيس «السيسى» وسيجد آذاناً صاغية من الإدارة الأمريكية والكونجرس والمراكز البحثية.
وماذا عن الحملات الإعلامية التى تتبناها صحف فى أمريكا تجاه السياسات المصرية؟
- بالفعل قامت خلال العامين الماضيين بعض المراكز الإعلامية وصحف كبرى مثل «نيويورك تايمز»، و«الواشنطن بوست» ومراكز بحثية تتبنى خطاباً غير ودى وغير منصف ضد مصر، تركز فيه على حقوق الإنسان، والحريات فى مصر، إذن لدنيا معركة جديدة وقد بدأت مصر تواصلاً فعالاً مع الإعلام الأمريكى لكى تشرح له تحديداً ماذا يحدث ف يمصر، وما هى الحقائق والصعاب التى تواجهها مصر، وتعمل على تحقيق المعادلة لمحاربة الإرهاب والعنف، والحفاظ على حقوق الإنسان والحريات العامة.
لكن توجد ملفات إقليمية تشغل مصر مثل سوريا وليبيا واليمن؟
- الملفات السورية والليبية واليمنية مطلوب شرح رؤية مصر للتسوية السياسية فى هذه الدول المضطربة، وبشكل خاص مصر تهتم بالوضع السورى واليمنى والأولوية فى ليبيا لأنه أصبح من الواضح مدى تأثر الأمن القومى فى ليبيا التى يجمعها مع مصر أكثر من ألف كيلو متر حدود مفتوحة، ومن خلالها يتم تسريب الأسلحة والعناصر الإرهابية، ولهذا فالوصول إلى الاستقرار فى ليبيا حاجة مصرية ملحة، ولهذا مصر تطالب بضرورة رفع حظر السلاح عن الجيش الوطنى الليبى.
لكن يوجد غياب عربى واضح فى حلول الأزمتين السورية والليبية؟
- منذ بداية الأزمات العربية فى 2011 الواضح والمؤسف كان هناك غياب للدور العربى فى ليبيا وسوريا لانكفاء معظم الأقطار على مشاكلها الداخلية ومواجهتها، وفى حالة ليبيا أحالت الجامعة العربية الأمر إلى مجلس الأمن الذى أحالها إلى «الناتو» وتدخل وأنهى على نظام «القذافى» ولكنه للأسف الشديد اكتفى بهذا الدور وترك الأمور للميليشيات المسلحة، وهذا كان مفتاحاً لكل التطورات المدمرة فى ليبيا حتى الآن.
وما يخص الأزمة السورية؟
- فى الأزمة السورية اكتفت الجامعة العربية بإلغاء عضوية سوريا بها فتحول الأمر إلى أن أصبحت الدول الاوروبية والإقليمية تتحكم فى إدارة الأزمة السورية، مع أن «نبيل العربى» أمين عام الجامعة العربية السابق قابل «بشار الأسد» فى بداية الأزمة وحاول أن ينصحه وينبهه إلى ما يمكن أن تصل إليه الأمور لكن «بشار» صمم على موقفه وعمله الدموى ضد الانتفاضة السورية التى بدأت فى «درعا» سلمية مطالبة بالتغيير السلمى، وتم تشكيل فريق مراقبين لكن الواقع على الأرض تطور فجعل مهمته مستحيلة فانسحب.
هل الحلول السورية يمكن أن تكون على حساب القوى العربية؟
- هذا يحدث إذا لم يكن لمصر وللدول العربية دور وجهد فى أن يكون لها دور فى العملية الدبلوماسية الجارية فيما يتعلق بمستقبل النظم الحاكمة فى سوريا وليبيا واليمن حتى لا تترك السلطة لقوى متطرفة مرة أخرى، أو أن يكون لها دور فى الحكم من خلال المشاركة وهذا غير مقبول.
وماذا عن فكرة تحقيق الدولتين فلسطين وإسرائيل؟
- تصريحات «ترامب» خلال زيارة نتنياهو لم تكن مشجعة لأنه قال: الإدارة الأمريكية ستلعب دوراً فعالاً فى التوصل إلى تسوية، وأعلن عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وهذا إذا حدث سيكون وضعاً كارثياً وسيضر بصورة أمريكا فى العالم العربى والإسلامى، وهذا ما سيركز عليه الرئيس «السيسى» وينبه «ترامب» لأن ما قاله مدير حملة «ترامب» على لسانه: بأن «ترامب» لا يعتبر المستوطنات الإسرائيلية عقبة فى طريق السلام، ولكنه بعد انتخابه تراجع فيما يتعلق بالقدس ولكنه لم يلغه بل أجَّله.
وكيف يمكن وجود حل الدولتين فى ظل الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه المستوطنات فى الأراضى الفلسطينية؟
- موضوع المستوطنات مرتبط بحل الدولتين وهما شرطان أساسيان للقضية الفلسطينية لكن موقف «ترامب» غائم لأنه تكلم عن دعوة نتنياهو للإبطاء فى بناء المستوطنات، وهذا لا يمكن أن يساعد على حل الدولتين، ولهذا هو تملص منه وقال إنه سوف يتفق على ما يتفق عليه الفلسطينيون والإسرائيليون، وهذا موقف مختلف عن معظم الإدارات الأمريكية السابقة بالنسبة للمستوطنات أو حل الدولتين، حتى «ميركل» وهى حليف قوى لأمريكا قالت: عملياً لا يمكن توقع تسوية للنزاع الفلسطينى - الإسرائيلى إلا فى اطار حل الدولتين، وهذه هى الرسالة التى سوف ينقلها الرئيس «السيسى» خلال زيارته لأمريكا.
كيفية تحقيق المصالح المصرية باستقلالية بعيداً عن الهيمنة الأمريكية فى الشرق الأوسط؟
- يجب علينا دائما أن نؤصل للأمور، ومن أهم خطوط السياسة الخارجية المصرية بعد 30 يونية ومن واقع تجربة عملية، مصر استخلصت الدرس خلال إدارة «أوباما» وعملت على توسيع علاقاتها الدولية حتى لا تكون أسيرة لقوى دولية واحدة، لكى يكون لديها مزيد من البدائل والخيارات وهذا ما سارت عليه بعد 30 يونية ووجدنا تغيير الاتجاه شرقاً نحو الصين، وروسيا واليابان، والهند.
هذه الزيارات كانت تتم فى عهد مبارك فما الجديد بعد 30 يونية؟
- هذا ليس معناه أن مصر لم يكن لها علاقات سابقة و«مبارك» زار هذه الدول لدرجة أنه زار الصين 9 مرات، ولكن الجديد والفارق هو تعميق هذه العلاقات والمتابعة الجادة للاتفاقات الخاصة بالتسليح والطاقة والاستثمار وهذا هو الجديد فى علاقة مصر بهذه الدول، والرئيس «السيسى» يوجه لواشنطن رسالة مفادها موقف مصر الدولى قوى من خلال ما أسسته بعد 30 يونية من علاقات خارجية قوية، والإدارة الأمريكية أدركت أن مصر لديها بدائل وهذا ما يعطى قيمة ووزناً للخطاب المصرى والموقف المصرى لإقامة علاقات صحيحة وسليمة مع أمريكا.
الكونجرس يستقبل قيادات الإخوان الإرهابية والبنتاجون يدعم مصر.. كيفية تحليل هذه المعادلة؟
- البنتاجون من أكثر المؤسسات الأمريكية دعماً لمصر حتى فى عهد «أوباما» لأنها تعرف قيمة مصر فى الاهتمامات والمصالح الأمنية الأمريكية فى الشرق الأوسط، وهذا هو المنطلق الذى بنى عليه الرئيس «السيسى» موقف مصر خلال زيارات الوفود العسكرية والأمنية فى عهد «أوباما» وقال: إن العلاقات الأمنية هى مفتاح العلاقات بين مصر وأمريكا وهذا لا يعنى أنه لا يوجد مجالات أخرى للعلاقات، ولكن إدراك المؤسسة العسكرية الأمريكية أهمية مصر فيما يتعلق بالمصالح الأمنية الأمريكية فى الشرق الأوسط يجعلها تحرص على علاقات جيدة مع مصر.
وماذا عن الكونجرس واستقباله الهاربين من جماعة الإخوان؟
- استقبال الكونجرس لأعضاء الإخوان فى أمريكا مبعثه أنها دولة مؤسساتها مفتوحة، وعندما تطلب بعض الشخصيات الاجتماع مع بعض أعضاء الكونجرس يكونوا مستعدين للاستماع لهم لأنهم يعيشون فى مجتمع مفتوح وهذا مأزق موجود تجاه مصر، وعليها أن تقدم الخطاب السياسى والإعلامى القوى الذى تواجه به دعاوى جماعة الإخوان لأنهم يحاولون تقديم صورة مشوهة لما يحدث فى مصر.
وما موقف مصر إذا ما دعت أمريكا لإقامة تحالفات فى الشرق الأوسط؟
- إذا ما بنينا على تصورات «ترامب» وتصريحاته وأفكاره نجد أن ما يقال فيه اتجاه إلى تشكيل تحالفات إقليمية بين كل من مصر والأردن والسعودية وتركيا وربما إسرائيل لمواجهة السياسات الإيرانية فى المنطقة، ومصر ليس لها مصلحة فى أن تشارك فى مثل هذه التحالفات وبعيدة عن سياساتها وتوجهاتها.
إذن كيف يمكن مواجهة التدخل الإيرانى فى الشئون الداخلية لبعض الدول العربية؟
- إذا كان الأمر يتعلق بمواجهة إيران فمصر لديها سجل ثابت مليء بالاعتراضات على السلوك الإيرانى فى المنطقة وتعترض على دور إيران الذى يساهم فى زعزعة الأمن والاستقرار فى مناطق الاحتقان مثل اليمن وسوريا لأن دورها غير مساعد فى التوصل إلى تسويات سياسية، بل العكس يزيد الشقاق من خلال دعمها العسكرى عن طريق ميليشيات مثل حزب الله وحماس والحوثيين، ومصر لا توافق على الدور الإيرانى، أما تشكيل تحالفات أعتقد أن مصر غير مرحبة بها خاصة إذا كانت تضم تركيا وإسرائيل.
هل سنرى تغييراً فى مثلث العلاقات المصرية - الأمريكية - الإسرائيلية؟
- مصر تربطها اتفاقية سلام مع إسرائىل، ومن هذا المنطلق تؤكد مصر اتجاهها على مدى 40 سنة نحو السلام فى المنطقة، ولكن النقطة المفصلية بين مصر وإسرائيل هى الموقف الإسرائيلى تجاه القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى، وهذا هو جوهر الخلاف بينهما، ولكن مصر من خلال علاقتها السلمية مؤهلة لأن تقوم بدور فى التوصل إلى تسوية سياسية، بشرط أن يكون الاستعداد والسلوك الإسرائيلى هو الاعتراف بحقوق الفلسطينيين وإنهاء الاحتلال لأرض فلسطين بعد يونية 67، وأيضاً موضوع القدس الشرقية لأن هذا يهم العرب والمسلمين وأى تسوية يجب أن تقوم على هذه الأمور، أما ما يتعلق بالضلع الأمريكى فنتوقع أن يكون لها دور فى هذه الشروط الأساسية لأى تسوية حقيقية بين فلسطين وإسرائيل والتوصل إلى صيغة فيما يتعلق بالقدس الشرقية وعدم الاعتراف بأنها عاصمة لإسرائيل، ثم قبول مبادرة السلام العربية التى طرحها العرب فى 2002 وتكررت فى قمة الرياض 2007 وما زالت هى المبادرة التى تقدم صيغة إيجابية وموضوعية للطرفين فى وجود حل سلمى للقضية المزمنة فى الشرق الأوسط.
هل يمكن التطرق خلال زيارة الرئيس إلى أمريكا للهجوم غير المبرر بين دولة قطر وتركيا على مصر وقيادتها؟
- أى متابع منصف لتدهور العلاقات بين مصر وبين حكام قطر وتركيا وليس شعبيهما سيكتشف أن مصر لم يكن لها أى دور فى تدهور هذه العلاقات بل حكام قطر وتركيا وليس شعوبهما، ومنذ اللحظة الأولى لثورة 30 يونية اتخذت الدولتان موقفاً عدائياً غير مبرر ضد اختيارات الشعب المصرى، ومع هذا مصر لم تبدأ بأى عداء تجاههم وهذا مستمر حتى الآن وجميع الخطابات والتصرفات والسياسات المصرية لم يكن بها أى عداء تجاه قطر أو تركيا.
هل يوجد ما يعكر صفو العلاقات المصرية - الأمريكية؟
- المتغيرات السياسية ليست ثابتة، ولهذا أدعو إلى وجود حوار استراتيجى منتظم بين مصر وأمريكا على أساس مؤسسى بجدول أعمال يتضمن العلاقات الثنائية والإقليمية، ويكون على مستوى وزراء الخارجية وفى منتصف الطريق على مستوى كبار المسئولين لبحث التطورات الإقليمية والتشاور حول وجهات النظر لفهم هذه التصورات بدلاً من الاختلاف، وآمل أن يكون ترتيب هذا الحوار فى أولويات زيارة الرئيس لأمريكا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.