عيار 21 الآن وسعر الذهب اليوم في السودان الجمعة 14 يونيو 2024    عماد الدين حسين: قانون التصالح بمخالفات البناء مثال على ضرورة وجود معارضة مدنية    عماد الدين حسين يطالب بتنفيذ قرار تحديد أسعار الخبز الحر: لا يصح ترك المواطن فريسة للتجار    شهيدة ونحو 20 إصابة في صفوف المدنيين جراء الغارة الإسرائيلية على بلدة جناتا    3 شهداء جراء قصف منزل لعائلة "البكري" قرب دوار حيدر غرب مدينة غزة    الاتحاد السكندري يهزم الأهلي ويُتوج بطلا لدوري سوبر السلة    احتفالًا باليوم العالمي.. انطلاق ماراثون للدراجات الهوائية بالمنيا ورأس البر    مصرع شخص وإصابة 7 في انقلاب ميكروباص ببني سويف    لإيداعه مصحة نفسية.. ضبط مريض نفسي يتعدى على المارة في بني سويف    حملات مكثفة على محال الجزارة وشوادر الذبح بالقصاصين    حظك اليوم برج الدلو الجمعة 14-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    سعر ساعة عمرو يوسف بعد ظهوره في عرض فيلم ولاد رزق 3.. تحتوي على 44 حجرا كريما    حظك اليوم برج القوس الجمعة 14-6-2024 مهنيا وعاطفيا    دواء جديد لإعادة نمو الأسنان تلقائيًا.. ما موعد طرحه في الأسواق؟ (فيديو)    وكيل صحة الإسماعيلية تهنئ العاملين بديوان عام المديرية بحلول عيد الأضحى المبارك    نقيب "أطباء القاهرة" تحذر أولياء الأمور من إدمان أولادهم للمخدرات الرقمية    مودرن فيوتشر: الفوز على الجونة قفزة كبيرة.. وهذه تفاصيل المبنى الجديد    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الجمعة 14 يونيو 2024    من بينهم المصريين.. الكويت تصدر بيانًا عاجلًا بشأن نظام الإقامة للوافدين    تتقاطع مع خطط التنمية.. "البيئة" تعلق على إزالة الأشجار بالشوارع والمحاور المرورية    على عمق 30 مترًا.. استخراج جثامين 3 أشقاء سقطوا في بئر بالأقصر    الرئيس السيسي يزور مكة المكرمة لبدء مناسك الحج    القبض على سيدة ورجل أثناء تسليم مخدرات بإدفو في أسوان    استهداف سفينة شحن أوكرانية بالبحر الأحمر واشتعال النار بها    رفع درجة التأهب بمدينة الحسنة استعدادًا لعيد الأضحى المبارك    بعد ارتفاعه في 8 بنوك .. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 14 يونيو قبل إجازة العيد    نجوم «عصابة الماكس» في العرض الخاص للفيلم.. صور    حدث بالفن| مؤلف يتعاقد على "سفاح التجمع" وفنان يحذر من هذا التطبيق وأول ظهور لشيرين بعد الخطوبة    محافظ الإسكندرية: قريبًا تمثال ل "سيد درويش" بميدان عام في روسيا (صور)    «انتو عايزين إيه».. إبراهيم سعيد يفتح النار على منتقدي محمد صلاح    محمد صلاح العزب عن أزمة مسلسله الجديد: قصة سفاح التجمع ليست ملكا لأحد    دعاء يوم التروية مكتوب.. 10 أدعية مستجابة للحجاج وغير الحجاج لزيادة الرزق وتفريج الكروب    "من هبطل كورة إلى حل الأزمة اليوم" .. من هو يوسف حسن لاعب الزمالك؟ (صور)    سموحة يطلب تعديل موعد مبارياته في الدوري    ضربة موجعة للأهلي قبل مواجهة الزمالك في القمة.. غياب نجم الفريق    روبرتسون: اسكتلندا لا تتعرض لضغوط قبل مواجهة ألمانيا فى افتتاح يورو 2024    رئيس المحطات النووية : الضبعة من أضخم مشروعات إنتاج الطاقة الكهربائية في أفريقيا    سلة - الثنائية سكندرية.. الاتحاد يحسم دوري السوبر على حساب الأهلي    منها مصر.. تحذير من ظاهرة جوية تضرب 10 دول عربية في عيد الأضحى 2024 (فيديو)    وزير الرياضة: «كابيتانو مصر» يواصل تسويق لاعبيه لأندية الدوري الممتاز    دعاء يوم «عرفة» أفضل أيام السنة.. «اللهم لا ينقضي هذا اليوم إلا وقد عفوت عنا»    قبل عيد الأضحى 2024.. شروط الأضحية وكيفية تقسيمها    المدرسة الثانوية الفنية لمياه الشرب والصرف الصحي.. الشروط والمستندات المطلوبة للتقديم    أبرزها جذب مشروعات كبرى.. مكاسب مصر من تجمع "بريكس"    كيف تأثرت دفاعات أوكرانيا بعد سيطرة روسيا على أفدييفكا؟    حزب الحركة الوطنية يفتتح ثلاثة مقرات في الشرقية ويعقد مؤتمر جماهيري (صور)    افتتاح معمل تحاليل بمستشفى القلب والصدر الجامعي في المنيا    محافظ شمال سيناء يعتمد الخطة التنفيذية للسكان والتنمية    شواطئ ودور سينما، أبرز الأماكن فى الإسكندرية لقضاء إجازة عيد الأضحى    الكويت: حبس مواطن ومقيمين احتياطا لاتهامهم بالقتل الخطأ فى حريق المنقف    الأنبا تيموثاوس يدشن معمودية كنيسة الصليب بأرض الفرح    وكيل الصحة بمطروح يتابع سير العمل بمستشفى مارينا وغرفة إدارة الأزمات والطوارئ    في وقفة عرفات.. 5 نصائح ضرورية للصائمين الذاهبين للعمل في الطقس الحار    قبول دفعة جديدة من المجندين بالقوات المسلحة مرحلة أكتوبر 2024    آداب عين شمس تعلن نتائج الفصل الدراسي الثاني    لبيك اللهم لبيك.. الصور الأولى لمخيمات عرفات استعدادا لاستقبال الجاج    الصور الأولى لمخيمات عرفات استعدادا لاستقبال حجاجنا    حريق هائل في مصفاة نفط ببلدة الكوير جنوب غرب أربيل بالعراق | فيديو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الملف الأمنى على رأس أولويات الرئيس فى زيارته المرتقبة لأمريكا
السفير السيد شلبى المدير التنفيذى للمجلس المصرى للشئون الخارجية الأسبق:
نشر في الوفد يوم 29 - 03 - 2017

«أوباما» اتخذ موقفاً عدائياً من ثورة 30 يونيو.. وإدارة «ترامب» تدرك أن مصر تواجه مخاطر الإرهاب منفردة
لقاءات السيسى بالكونجرس ومراكز الأبحاث الأمريكية مهمة.. ودعوة الرئيس المصرى لتجديد الخطاب الدينى تشغلهم
البنتاجون أكثر المؤسسات الأمريكية دعماً لنا.. وتنويع السياسة الخارجية أعطي لمصر وزناً كبيراً
قال السفير الدكتور «السيد أمين شلبى» المدير التنفيذى للمجلس المصرى للشئون الخارجية السابق: إن إدارة «أوباما» اتخذت موقفاً عدائياً ضد مصر، وأوقفت توريد نظم أسلحة فى توقيت حرج، ولكنها أدركت أن النظام المصرى الجديد يتمتع بشعبية كبيرة وليس مجدياً لها أن تناصبه العداء.
واعتبر أن زيارة الرئيس «السيسى» المرتقبة لأمريكا تأتى على خلفية إشادة «ترامب» بمصر ورئيسها.. مؤكداً أن لقاءات «السيسى» بالكونجرس ومراكز الأبحاث الأمريكية ستصحح المناهج المغلوطة تجاه مصر، وأن أمريكا تستمع إلى «السيسى» لأنه أول رئيس عربى مسلم يدعو إلى تجديد الفكر الدينى، ومشيراً إلى أن مصر تحقق المعادلة الصعبة فى مواجهتها للإرهاب والحفاظ على الحريات وحقوق الإنسان فى نفس الوقت.
وأوضح أن أمريكا تدرك وجود بدائل دولية لمصر مما يعطى وزن وقيمة للموقف المصرى فى إقامة علاقة سليمة وصحيحة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف: إن البنتاجون أكثر المؤسسات الأمريكية دعما للموقف المصرى، لأنه يعلم أهميتها الأمنية فى الشرق الأوسط.
ماذا عن طبيعة العلاقات المصرية - الأمريكية قبل وصول «ترامب» إلى البيت الأبيض؟
- جاء «ترامب» بعد إدارة «اوباما» التى اتخذت موقفاً غير ودى تجاه مصر بعد ثورة 30 يونية، حيث أوقفت توريد نظم تسليح كان متفقاً عليها، وجاء هذا فى توقيت حرج لمصر لأنها بدأت تواجه الإرهاب فى سيناء، ولكن المتابع لهذه التفرة القلقة، سيجد أن إدارة «أوباما» استمرت فى هذا الموقف العدائى 6 شهور ثم اعادت تقييم موقفها من مصر ونظامها الجديد بعد 30 يونية.
وما نتيجة هذا التقييم؟
- أدركت أمريكا أن النظام المصرى الجديد يتمتع بشعبية كبيرة، أنه بدأ فى استكمال بناء مؤسسات الدولة وإجراء انتخابات رئاسية مفتوحة، ووضع دستور جديد، واقامة انتخابات برلمانية، وتأكدت أن مصر تتعرض لعمليات إرهابية بواسطة جماعات ليست منفصلة عن الجماعات الإرهابية في المنطقة العربية، وأنها تتحمل المواجهة الإرهابية بمفردها، فرفعت الحظر عن التسليح وتم تسليم طائرات الأباتشى وال F16 ودبابات M1، ولم يكن يمر أسبوع إلا ويزور وفد عالى المستوى من البنتاجون مصر للتنسيق معها لتفعيل دورها الأمنى فى المنطقة، ثم أقر الكونجرس المساعدات الأمريكية لمصر لعامى 2016، 2017 ثم رأينا «جون كيرى» يؤيد طلب مصر لقرض صندوق النقد الدولى، ويعلن تأييده برنامج الاصلاح الاقتصادى.
إذن هذه هى خلفية السياسات الأمريكية تجاه مصر والتى جاءت عليها إدارة «ترامب»؟
- نعم.. وقد أعطى «ترامب» إشارات إيجابية تجاه مصر ورئيسها خلال لقائه أثناء حملته الانتخابية، وصرح بأن محاربة الإرهاب سوف تتم مع حلفاء أمريكا وحددهما بمصر والأردن، فهذه هى الخلفية التى تسبق زيارة الرئيس «السيسى» إلى أمريكا.
وماذا عن زيارة الرئيس إلى الكونجرس؟
- بالطبع هناك محاور رئيسية لزيادة الرئيس «السيسى» فى لقائه المباشر مع «ترامب» أو فى اللقاءات الأخرى لأنها تشمل نطاقاً عريضاً مع المؤسسات التى لها دور فاعل فى القرار السياسى أبرزها الكونجرس، وقد عملت 4 سنوات كنائب سفير فى واشنطن، وكان اختصاصي الرئيس هو الكونجرس وأعرف أهميته وكيف يعمل وآليات عمله ولجانه والشخصيات المؤثرة ولذلك فلقاء الرئيس مع الكونجرس مهم جداً خاصة لجنة العلاقات الخارجية، ولجنة المخصصات التى تقرر المساعدات، ولجنة التسليح.
وماذا عن أهمية لقاءاته مع مراكز الأبحاث الأمريكية؟
- بالطبع.. هذه المراكز البحثية الأمريكية لها دور فى صياغة السياسة الخارجية الأمريكية خاصة أن بعضها يتبنى مواقف غير متفهمة كما حدث فى مصر بعد 30 يونية، والرئيس سيتقابل مع شخصيات بحثية لشرح الوقائع وحقيقة ما جرى في مصر لتصحيح المفاهيم غير الدقيقة لما يحدث فى مصر، من إصلاح اقتصادى وأمنى وما تتعرض له مصر من إرهاب يفرض على أى دولة في العالم اتخاذ إجراءات خاصة مع مثل هذه الأحداث رغم أن مصر تسعى للحفاظ على الحريات حقوق الإنسان.
هل من الملفات ملف الدعم العسكرى الذى لم يصل إلى مستوى الدعم العسكرى الأمريكى لإسرائيل؟
- نعم.. ولابد أن يطرح ملف زيادة الدعم العسكرى الأمريكى لمصر لكى تتمكن من مواجهة الإرهاب خاصة أن إسرائيل تلقت دعماً ضخماً خلال إدارة «أوباما» وصل إلى 35 مليار دولار على مدى عشر سنوات، ومصر ستطرح هذا الملف لأن «ترامب» أعلن خفض المساعدات الأمريكية الخارجية ولابد من الطرح المصرى حتى لا يشمل هذا التخفيض مصر، خاصة أن الإدارة الأمريكية سارعت لتوضيح أن التخفيض لن يشمل إسرائيل.
وماذا عن التشاور والتنسيق حول المشهد الإقليمي؟
- «ترامب» أعلن عن ضرورة اجتثاث الإرهاب من جذوره، ومصر تمثل أهمية خاصة فى هذا الشأن، بل ينظر فى الاعتماد على مصر ضمن قوى إقليمية أخرى فى محاربة الإرهاب، وبالطبع مصر ليست فى احتياج إلى أن توضح ما تفعله أو ما تتحمله بمفردها لمحاربة الإرهاب فى سيناء والرئيس «السيسى» لن يركز على المواجهة الأمنية بل لمواجهة الأفكار، لأنه أصبح واضحاً أن الجماعات الإرهابية وخاصة «داعش» تحركها أفكار مشوهة ومنحرفة ولن يتم منع تجنيد الشباب إلا بتصحيح هذه الأفكار، وهذا ما تفعله مصر من خلال الأزهر ودوره العالمى وتبرز دعوة الرئيس «السيسى» عام 2015 بتجديد الفكر الدينى وهو أول رئيس عربى ومسلم يدعو إلى هذه الدعوة بتقديم جوهر الدين الحقيقى، كل هذا سيطرحه الرئيس «السيسى» وسيجد آذاناً صاغية من الإدارة الأمريكية والكونجرس والمراكز البحثية.
وماذا عن الحملات الإعلامية التى تتبناها صحف فى أمريكا تجاه السياسات المصرية؟
- بالفعل قامت خلال العامين الماضيين بعض المراكز الإعلامية وصحف كبرى مثل «نيويورك تايمز»، و«الواشنطن بوست» ومراكز بحثية تتبنى خطاباً غير ودى وغير منصف ضد مصر، تركز فيه على حقوق الإنسان، والحريات فى مصر، إذن لدنيا معركة جديدة وقد بدأت مصر تواصلاً فعالاً مع الإعلام الأمريكى لكى تشرح له تحديداً ماذا يحدث ف يمصر، وما هى الحقائق والصعاب التى تواجهها مصر، وتعمل على تحقيق المعادلة لمحاربة الإرهاب والعنف، والحفاظ على حقوق الإنسان والحريات العامة.
لكن توجد ملفات إقليمية تشغل مصر مثل سوريا وليبيا واليمن؟
- الملفات السورية والليبية واليمنية مطلوب شرح رؤية مصر للتسوية السياسية فى هذه الدول المضطربة، وبشكل خاص مصر تهتم بالوضع السورى واليمنى والأولوية فى ليبيا لأنه أصبح من الواضح مدى تأثر الأمن القومى فى ليبيا التى يجمعها مع مصر أكثر من ألف كيلو متر حدود مفتوحة، ومن خلالها يتم تسريب الأسلحة والعناصر الإرهابية، ولهذا فالوصول إلى الاستقرار فى ليبيا حاجة مصرية ملحة، ولهذا مصر تطالب بضرورة رفع حظر السلاح عن الجيش الوطنى الليبى.
لكن يوجد غياب عربى واضح فى حلول الأزمتين السورية والليبية؟
- منذ بداية الأزمات العربية فى 2011 الواضح والمؤسف كان هناك غياب للدور العربى فى ليبيا وسوريا لانكفاء معظم الأقطار على مشاكلها الداخلية ومواجهتها، وفى حالة ليبيا أحالت الجامعة العربية الأمر إلى مجلس الأمن الذى أحالها إلى «الناتو» وتدخل وأنهى على نظام «القذافى» ولكنه للأسف الشديد اكتفى بهذا الدور وترك الأمور للميليشيات المسلحة، وهذا كان مفتاحاً لكل التطورات المدمرة فى ليبيا حتى الآن.
وما يخص الأزمة السورية؟
- فى الأزمة السورية اكتفت الجامعة العربية بإلغاء عضوية سوريا بها فتحول الأمر إلى أن أصبحت الدول الاوروبية والإقليمية تتحكم فى إدارة الأزمة السورية، مع أن «نبيل العربى» أمين عام الجامعة العربية السابق قابل «بشار الأسد» فى بداية الأزمة وحاول أن ينصحه وينبهه إلى ما يمكن أن تصل إليه الأمور لكن «بشار» صمم على موقفه وعمله الدموى ضد الانتفاضة السورية التى بدأت فى «درعا» سلمية مطالبة بالتغيير السلمى، وتم تشكيل فريق مراقبين لكن الواقع على الأرض تطور فجعل مهمته مستحيلة فانسحب.
هل الحلول السورية يمكن أن تكون على حساب القوى العربية؟
- هذا يحدث إذا لم يكن لمصر وللدول العربية دور وجهد فى أن يكون لها دور فى العملية الدبلوماسية الجارية فيما يتعلق بمستقبل النظم الحاكمة فى سوريا وليبيا واليمن حتى لا تترك السلطة لقوى متطرفة مرة أخرى، أو أن يكون لها دور فى الحكم من خلال المشاركة وهذا غير مقبول.
وماذا عن فكرة تحقيق الدولتين فلسطين وإسرائيل؟
- تصريحات «ترامب» خلال زيارة نتنياهو لم تكن مشجعة لأنه قال: الإدارة الأمريكية ستلعب دوراً فعالاً فى التوصل إلى تسوية، وأعلن عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وهذا إذا حدث سيكون وضعاً كارثياً وسيضر بصورة أمريكا فى العالم العربى والإسلامى، وهذا ما سيركز عليه الرئيس «السيسى» وينبه «ترامب» لأن ما قاله مدير حملة «ترامب» على لسانه: بأن «ترامب» لا يعتبر المستوطنات الإسرائيلية عقبة فى طريق السلام، ولكنه بعد انتخابه تراجع فيما يتعلق بالقدس ولكنه لم يلغه بل أجَّله.
وكيف يمكن وجود حل الدولتين فى ظل الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه المستوطنات فى الأراضى الفلسطينية؟
- موضوع المستوطنات مرتبط بحل الدولتين وهما شرطان أساسيان للقضية الفلسطينية لكن موقف «ترامب» غائم لأنه تكلم عن دعوة نتنياهو للإبطاء فى بناء المستوطنات، وهذا لا يمكن أن يساعد على حل الدولتين، ولهذا هو تملص منه وقال إنه سوف يتفق على ما يتفق عليه الفلسطينيون والإسرائيليون، وهذا موقف مختلف عن معظم الإدارات الأمريكية السابقة بالنسبة للمستوطنات أو حل الدولتين، حتى «ميركل» وهى حليف قوى لأمريكا قالت: عملياً لا يمكن توقع تسوية للنزاع الفلسطينى - الإسرائيلى إلا فى اطار حل الدولتين، وهذه هى الرسالة التى سوف ينقلها الرئيس «السيسى» خلال زيارته لأمريكا.
كيفية تحقيق المصالح المصرية باستقلالية بعيداً عن الهيمنة الأمريكية فى الشرق الأوسط؟
- يجب علينا دائما أن نؤصل للأمور، ومن أهم خطوط السياسة الخارجية المصرية بعد 30 يونية ومن واقع تجربة عملية، مصر استخلصت الدرس خلال إدارة «أوباما» وعملت على توسيع علاقاتها الدولية حتى لا تكون أسيرة لقوى دولية واحدة، لكى يكون لديها مزيد من البدائل والخيارات وهذا ما سارت عليه بعد 30 يونية ووجدنا تغيير الاتجاه شرقاً نحو الصين، وروسيا واليابان، والهند.
هذه الزيارات كانت تتم فى عهد مبارك فما الجديد بعد 30 يونية؟
- هذا ليس معناه أن مصر لم يكن لها علاقات سابقة و«مبارك» زار هذه الدول لدرجة أنه زار الصين 9 مرات، ولكن الجديد والفارق هو تعميق هذه العلاقات والمتابعة الجادة للاتفاقات الخاصة بالتسليح والطاقة والاستثمار وهذا هو الجديد فى علاقة مصر بهذه الدول، والرئيس «السيسى» يوجه لواشنطن رسالة مفادها موقف مصر الدولى قوى من خلال ما أسسته بعد 30 يونية من علاقات خارجية قوية، والإدارة الأمريكية أدركت أن مصر لديها بدائل وهذا ما يعطى قيمة ووزناً للخطاب المصرى والموقف المصرى لإقامة علاقات صحيحة وسليمة مع أمريكا.
الكونجرس يستقبل قيادات الإخوان الإرهابية والبنتاجون يدعم مصر.. كيفية تحليل هذه المعادلة؟
- البنتاجون من أكثر المؤسسات الأمريكية دعماً لمصر حتى فى عهد «أوباما» لأنها تعرف قيمة مصر فى الاهتمامات والمصالح الأمنية الأمريكية فى الشرق الأوسط، وهذا هو المنطلق الذى بنى عليه الرئيس «السيسى» موقف مصر خلال زيارات الوفود العسكرية والأمنية فى عهد «أوباما» وقال: إن العلاقات الأمنية هى مفتاح العلاقات بين مصر وأمريكا وهذا لا يعنى أنه لا يوجد مجالات أخرى للعلاقات، ولكن إدراك المؤسسة العسكرية الأمريكية أهمية مصر فيما يتعلق بالمصالح الأمنية الأمريكية فى الشرق الأوسط يجعلها تحرص على علاقات جيدة مع مصر.
وماذا عن الكونجرس واستقباله الهاربين من جماعة الإخوان؟
- استقبال الكونجرس لأعضاء الإخوان فى أمريكا مبعثه أنها دولة مؤسساتها مفتوحة، وعندما تطلب بعض الشخصيات الاجتماع مع بعض أعضاء الكونجرس يكونوا مستعدين للاستماع لهم لأنهم يعيشون فى مجتمع مفتوح وهذا مأزق موجود تجاه مصر، وعليها أن تقدم الخطاب السياسى والإعلامى القوى الذى تواجه به دعاوى جماعة الإخوان لأنهم يحاولون تقديم صورة مشوهة لما يحدث فى مصر.
وما موقف مصر إذا ما دعت أمريكا لإقامة تحالفات فى الشرق الأوسط؟
- إذا ما بنينا على تصورات «ترامب» وتصريحاته وأفكاره نجد أن ما يقال فيه اتجاه إلى تشكيل تحالفات إقليمية بين كل من مصر والأردن والسعودية وتركيا وربما إسرائيل لمواجهة السياسات الإيرانية فى المنطقة، ومصر ليس لها مصلحة فى أن تشارك فى مثل هذه التحالفات وبعيدة عن سياساتها وتوجهاتها.
إذن كيف يمكن مواجهة التدخل الإيرانى فى الشئون الداخلية لبعض الدول العربية؟
- إذا كان الأمر يتعلق بمواجهة إيران فمصر لديها سجل ثابت مليء بالاعتراضات على السلوك الإيرانى فى المنطقة وتعترض على دور إيران الذى يساهم فى زعزعة الأمن والاستقرار فى مناطق الاحتقان مثل اليمن وسوريا لأن دورها غير مساعد فى التوصل إلى تسويات سياسية، بل العكس يزيد الشقاق من خلال دعمها العسكرى عن طريق ميليشيات مثل حزب الله وحماس والحوثيين، ومصر لا توافق على الدور الإيرانى، أما تشكيل تحالفات أعتقد أن مصر غير مرحبة بها خاصة إذا كانت تضم تركيا وإسرائيل.
هل سنرى تغييراً فى مثلث العلاقات المصرية - الأمريكية - الإسرائيلية؟
- مصر تربطها اتفاقية سلام مع إسرائىل، ومن هذا المنطلق تؤكد مصر اتجاهها على مدى 40 سنة نحو السلام فى المنطقة، ولكن النقطة المفصلية بين مصر وإسرائيل هى الموقف الإسرائيلى تجاه القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى، وهذا هو جوهر الخلاف بينهما، ولكن مصر من خلال علاقتها السلمية مؤهلة لأن تقوم بدور فى التوصل إلى تسوية سياسية، بشرط أن يكون الاستعداد والسلوك الإسرائيلى هو الاعتراف بحقوق الفلسطينيين وإنهاء الاحتلال لأرض فلسطين بعد يونية 67، وأيضاً موضوع القدس الشرقية لأن هذا يهم العرب والمسلمين وأى تسوية يجب أن تقوم على هذه الأمور، أما ما يتعلق بالضلع الأمريكى فنتوقع أن يكون لها دور فى هذه الشروط الأساسية لأى تسوية حقيقية بين فلسطين وإسرائيل والتوصل إلى صيغة فيما يتعلق بالقدس الشرقية وعدم الاعتراف بأنها عاصمة لإسرائيل، ثم قبول مبادرة السلام العربية التى طرحها العرب فى 2002 وتكررت فى قمة الرياض 2007 وما زالت هى المبادرة التى تقدم صيغة إيجابية وموضوعية للطرفين فى وجود حل سلمى للقضية المزمنة فى الشرق الأوسط.
هل يمكن التطرق خلال زيارة الرئيس إلى أمريكا للهجوم غير المبرر بين دولة قطر وتركيا على مصر وقيادتها؟
- أى متابع منصف لتدهور العلاقات بين مصر وبين حكام قطر وتركيا وليس شعبيهما سيكتشف أن مصر لم يكن لها أى دور فى تدهور هذه العلاقات بل حكام قطر وتركيا وليس شعوبهما، ومنذ اللحظة الأولى لثورة 30 يونية اتخذت الدولتان موقفاً عدائياً غير مبرر ضد اختيارات الشعب المصرى، ومع هذا مصر لم تبدأ بأى عداء تجاههم وهذا مستمر حتى الآن وجميع الخطابات والتصرفات والسياسات المصرية لم يكن بها أى عداء تجاه قطر أو تركيا.
هل يوجد ما يعكر صفو العلاقات المصرية - الأمريكية؟
- المتغيرات السياسية ليست ثابتة، ولهذا أدعو إلى وجود حوار استراتيجى منتظم بين مصر وأمريكا على أساس مؤسسى بجدول أعمال يتضمن العلاقات الثنائية والإقليمية، ويكون على مستوى وزراء الخارجية وفى منتصف الطريق على مستوى كبار المسئولين لبحث التطورات الإقليمية والتشاور حول وجهات النظر لفهم هذه التصورات بدلاً من الاختلاف، وآمل أن يكون ترتيب هذا الحوار فى أولويات زيارة الرئيس لأمريكا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.