انخفاض القوة الشرائية سيجبر المصانع على خفض أسعارها 25%

فتحى كامل العضو المنتدب ل«بريجو»:

مزارع الألبان تخسر.. ودول الخليج سبقتنا فى الصناعة ونستورد خامات ب4 مليارات دولار
كشف المهندس فتحى كامل العضو المنتدب لشركة «بريجو» للصناعات الغذائية عن أن انخفاض القوة الشرائية على جميع منتجات الألبان بما فيها اللبن والجبن والزبادى ستجبر المصانع المنتجة على خفض أسعارها بما لا يقل عن 25% وإن كانت قد بدأت بالفعل بعض المصانع فى خفض أسعارها. كما كشف عن وجود حالة من الركود لدى المصانع فى تصريف منتجاتها بدليل أن بعضها يرفض شراء لبن خام من المزارع لعدم قدرته على استخدامه فى الانتاج والتصنيع نتيجة حالة الانكماش فى المبيعات التى تعانيها المصانع بسبب ارتفاع أسعار الخامات ومستلزمات الانتاج وبصفة خاصة الأعلاف المستوردة.
وأكد المهندس فتحى كامل فى تصريحات خاصة ل«الوفد» أن هناك نحو 30 مزرعة تقوم بتوريد الألبان للمصانع المنتجة للألبان ومنتجاتها تحقق خسائر فى الوقت الحالى ولذا اضطرت إلى تخفيض أسعار التوريد للمصانع، حيث قامت بتخفيض سعر طن اللبن الخام من 5500 جنيه إلى 4500 فى المزارع الكبيرة، ومن 4500 إلى 4 آلاف جنيه فى المزارع المتوسطة وهى الأسعار التى ستجبر المصانع على تخفيض أسعارها هى الأخرى بنسبة لا تقل عن 25% و30%، وأضاف أن إنتاج المزارع من اللبن الخام يصل إلى 1000 طن يوميًا، وتعتمد المصانع المنتجة للزبادى والجبن المثلثات على لبن البودرة والدول الرئيسية المصدرة له هى أمريكا، ألمانيا، نيوزيلندا، استراليا، هولندا، وهناك استقرار فى أسعار لبن البودرة على مدار العامين الماضيين، حيث يتراوح سعر الطن بين 1800 و2000 دولار وتستورد مصر منه سنويًا مئات الآلاف من الأطنان، كما أضاف العضو المنتدب ل«بريجو» للصناعات الغذائية أن المصانع المنتجة للألبان ومنتجاتها فى مصر تستورد مستلزمات إنتاج ومواد خام بما يتراوح بين 3 و4 مليارات دولار سنويًا على الأقل مع الإشارة إلى أن 50% من مبيعات الصناعات الغذائية عبارة عن منتجات ألبان.
وأشار فتحى كامل إلى أن مصر لا تزال دولة حديثة فى صناعة الألبان رغم الطفرة الكبيرة التى حدثت فيها، ولكن دول الخليج سبقتنا فى هذا المجال ولديها صناعات أكثر تطورًا. وتساءل «كامل»: لماذا لا نقوم بضخ استثمارات فى إنشاء المصانع المنتجة للمواد الخام بدلاً من استيرادها من الخارج كما حدث عندما كان يعتمد الصينيون على استيراد مواد التعبئة والتغليف من شركة تتراباك السويدية على مدار سنوات عديدة مضت، ولكنهم انتبهوا إلى إنشاء صناعات ورق وتعبئة وتغليف وبالفعل ضخوا استثمارات كبيرة فى هذا المجال؟.. لماذا لا نقوم بشراء مصانع ونقوم بتركيبها فى مصر مع الاستعانة بالخبرات الأجنبية لإنتاج مواد نهائية الصنع بدلاً من استيراد المواد الخام ومستلزمات الإنتاج من كل حدب وصوب.. وطالب فتحى كامل بضرورة التوسع فى الزراعات والمساحات المنزرعة، واستيراد الأبقار الحلابة وتوزيعها على الشباب خاصة الخريجين من كلية الزراعة ومنحهم مساحات أراضٍ ولتكن فى مشروع ال1.5 مليون فدان، مع إنشاء أو إحياء مراكز تجميع الألبان. ونوه «كامل» بأن المشكلة الكبرى أن مصر كلها تسعى لشيء واحد فقط وهو كيف نجلب الدولارات من الخارج، ولم يفكر الكثيرون فى كيفية منع الدولار «يطلع بره».
كما أوضح أن الصناعات الغذائية تحتاج إلى استثمارات ضخمة للغاية، وأن يعمل بها من يفهمون فيها وتمرسوا عليها لأنها تتطلب خبرات كبيرة لأنها صناعة شديدة وسريعة المتغيرات!