احترافه لمهنة "الزلابية" أخذ من عمره وجسده الكثير، حتى تساقط شعر رأسه ووقت أغلب أسنانه، لم تقتصر شهرته على منطقة إمبابة بل امتدت إلى مناطق أخرى بسبب حلاوة صناعته. "عادل علي حسن" رجل ستينى، أحد سكان منطقة أمبابة، حبه لعمله دفعة إلى الاستعداد منذ ظهور الخيط الأبيض من الفجر كل يوم ليبدأ فى تجهيز عجينة الزلابية، ويذهب باكرًا إلى عربته الخاصة به في أحد الحواري الضيقة بسوق منطقة إمبابة يضع جميع أدواته، ويشعل النار أسفل الزيت. تلتهب النار لارتفاع درجة حرارة الزيت ثم يبدأ العمل من خلال تقطيع العجينة على هيئة كرات صغيرة ليضعها لكي تتحول إلى "زلابية" ذات مذاق خاص بعد إضافة محتوياتها من سكر مطحون للزبائن الذين ينتظرون حول عربته الصغيرة. يجلس "عم عادل" أمام عربته طوال النهار وحتى وقت متأخر من الليل أيضًا، وبرر ذلك لأن عربته تقع أمام بيت والده، مؤكدًا أن الجلوس أمام عمله طوال الوقت، والاستفادة من وقت الفراغ الخاص به سيكون أفضل من إضاعته في مجاملات الأفراح والجلوس على المقاهي. "بقالي 30 سنة في المكان هنا وفاتح العربية قدام بيت أبويا، ومعروف على مستوى إمبابة، مبسيبش الزلابية إلا في رمضان بس عشان أعمل كنافة وقطايف في نفس المكان، وحافظت على مهنة جدودي الي علموني" عبارات لخصت رحلة العمل فى يوم عم عادل. وبكلمات تتطاير من فمه يقول العجوز"مبقتش أحط على الزلابية عسل عشان كل حاجة غليت، وإحنا في منطقة شعبية لو غليتها محدش هيشتري، عشان كده بحط عليها سكر مطحون من فوق، مع أنه بقى غالي مع الأسعار برضه بس أرحم، بحاول أراضي الناس كلها، لو حد جه يشتري بجنيه واحد هبيعله". كرمي في الميزان والمعاملة الطيبة واللسان الحلو للزبائن أهم سبب لحب الناس وشهرتي الواسعة، قائلًا "ربنا بيعوض بعد ذلك بكرم كبير وأن الفضل في مواصلة واستمرار حياته إلى الآن هي الزلابية، خاصة وأنه لايملك وظيفة حكومية أو معاش أو أي مصدر رزق غير بيع الزلابية". "الوقت الحالي البيع قل وأغلب الزبائن ربع كيلو، والبعض بيأخذ ب2 جنيه بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة"، قائلًا "ببيع الكيلو من 15 ل17 جنيهًا، ومش بتكلم معاه في فلوس، مش مهم أنت شغال إيه وبكام، أهم حاجة تبص لربنا في شغلك وهو هيفتحها عليك من أوسع أبوابه، بتعامل مع الشغل والعربية أكني داخل أصلي في الجامع، عشان ده فاتح بيتي". شاهد الفيديو: