تعتبر قرية برديس من أكبر القرى في مدينة البلينا بمحافظة سوهاج، وتضم القرية مستشفي برديس، التي تعُد المنفذ الطبي الوحيد لخدمة أكثر من 120 ألف مواطن، قبل تحويلها إلي مكان مهجور لا يقدم أي خدمات طبية للمواطنين ووكر للمتسولين ومأوي للحمير والكلاب الضالة . مبني المستشفي متهالك تمامًا؛ نتيجة الإهمال في البنية التحتية، والأجهزة الطبية دون أطباء، رغم التكلفة المرتفعة التي صرفتها الدولة عليها عام 1995 وقدرت بنحو 7 ملايين جنيه. تواصلت "بوابة الوفد" مع أهالي القرية، لرصد آرائهم حول الإهمال الذي يضرب المستشفى والخدمة الطبية بها، معربين عن غضبهم لتجاهل المسئولين ووزارة الصحة للمستشفي، خاصة انها تضم الآلاف من المواطنين، مطالبين محافظ سوهاج ونواب الدائرة بالتدخل السريع لإعادة العمل متكاملا وتجهيز المستشفي بالمعدات اللازمة لإستقبال المرضي. وأعرب، مصطفي سليم المازني، أحد أهالي القرية، ان الإهمال يسيطر علي مستشفي برديس من تجهيزات بالاضافة إلى عدم توفير غرف لإستقبال الحالات، لافتًا إلي أن مرضى القرية يلجأون إلي مستشفى البلينا العام والتي تبعد عنهم عدة كيلومترات. وتابع، أنه في حالة تعرض أحد الأهالي إلى وعكة صحية أو حادث لا يجدوا أي وسيلة سوء الذهاب إلي مستشفي البلينا العام، مشيرًا إلي أن الوقت الذي تستغرقه الرحلة للوصول إلي المستشفي يكون المريض توفاه الله. وأضاف، أن أحد نواب البرلمان عن المركز، قام بزيارة بمرافقة محافظ سوهاج إلي المستشفي منذ أشهر ماضية ولم تأت الزيارة بثمار، حيث تزداد المستشفي سوءً يومًا بعد يوم وسط إهمال تام للمسئولين. وأكد عمرو جابر الصياد، أحد أهالي القرية، ان المستشفي بدون "أسوار" ومفتوحة لكافة المتسولين الذين يستخدموها في أعمال خارجة عن الاداب، بالإضافة إلي أن المستشفي مأوي إلي الحمير والكلاب الضالة وغيرها من الحيوانات. ولفت محمد حداد الشيمي، أحد شباب القري، إلى أنه لا يوجد بديل للمستشفي في القرية؛ في حين انها تضم أكثر من 10 قري أخريين ك"نجع العرب، العساكرة، اولاد عليو، المعصرة، منشاة برديس، البسكية، الشومانية، نجع مازن، النوادر، والشيخ مرزوق" وغيرها من القري التي تعُد مستشفي برديس المنفذ الطبي الوحيد عقب مستشفي مركز البلينا التي تبعد عنهم كثيرًا. وتعُد مستشفى برديس صرح طبي كببر دون خدمة ومقام علي مساحة 5 أفدنة، ويقع على طريق مصر أسوان الزراعي، وكان يضم قسم استقبال ومرفق إسعاف وكانت تجري به العمليات الجراحية والإسعافات الأولية، وكان به أطباء مقيمين وقسم استقبال طوارئ والذي تم إنشاؤه عام 1948 في عهد حكومة النحاس باشا، لكن تدهورت أحواله وتصدعت مبانيه حتي أصبح بهذا الشكل من الإهمال والتدهور.