يبحث عن النجاح بهدف الإبداع، وليس رغبة فى المال، العمل حياته ومتعته، لا يطلب إلا حصاد جهده، استمد فلسفته من مجالسة الحكماء، وكان لوالده ووالد زوجته الدور الأكبر فى تشكيل شخصيته، وتأهيله.. الإخلاص أسلوب حياة يحرص على التمسك به.. هكذا انطباعى.. بوجهه البشوش يقدم نفسه قائلاً: «عقيدتى الوصول إلى ما يرضينى من نجاحات العمل، ويكفينى ذلك». عاطف المحمودى، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة مصر لإدارة الاستثمارات المالية، عناصر التحدى والمثابرة ترسم خيوط المستقبل، يشعرك بأن ثقته بنفسه أقصر طريق إلى القمة، لا تشغله نظرة الآخرين، يفتش عن المضمون وليس الشكل.. فى غرفة يبدو عليها النظام والاتساق تقدمت مصافحاً، ورد تحيتى مبتسماً، على بعد أمتار من ميدان التحرير يستدعى مشهد الذكريات المؤلمة، ويوثق الحلو والمر للثورة. بدأ متفائلاً بقوله: كان حتماً على الاقتصاد التغيير، ولكن مازلنا فى فترة انتقالية، قاربت على الانتهاء، صحيح لم تتحقق معدلات نمو ما قبل الثورة، وإنما المؤشرات تدعو للتفاؤل فى ظل تدفق استثمارات أجنبية مباشرة وغير مباشرة. نصعد بالتدريج، وكل ذلك له علاماته، تتمثل فى الإصلاح الاقتصادى والمشروعات القومية وثقة صندوق النقد، وهو يشعر المواطن بالإصلاحات ولا ننسى أن رجل الشارع قادم من معاناة شديدة الظلام، وشديدة الصعوبات، ولكن تحمل للمرور من عنق الزجاجة، هكذا يحلل المشهد. الشاب الأربعينى ليس لديه قلق من زيادة معدلات التضخم الذى وصل إلى أعلى مستوياته بسبب زيادة الأسعار وواجه الاقتصاد صدمات بالجملة، ولكن سوف يتراجع التضخم خلال الفترة المقبلة التى ستشهد خفض سعر الفائدة؟ رسم له والده الموظف فى القطاع المصرفى طريقاً يسير فيه، ولكن سلك إلى حيث نشأته والاهتمام بالبيزنس، ليكون صورة متكاملة تمنحه قدرة على التحليل بأن الوضع كان سوف يتغير تماماً لو تم التعويم بعد ثورة يناير، لأن رجل الشارع وقتها كان لديه تقبل لكافة الأوضاع بهدف نجاح الثورة وكتابة صفحة جديدة من تاريخ مصر، ولو حدث ذلك لكانت الحكومة قد حافظت على الاحتياطى النقدى ولم تستنزف مواردها فى الدفاع عن العملة. أقاطعه قائلاً: رغم مرور فترة على التعويم لايزال القرار مثار جدل بين الخبراء. يرد: أزمة زيادة أسعار الفائدة يتطلب تقليصها، وإعادة النظر، غير مقبول أن تظل عند مستويات 20٪، التى لا تشجع على الاستثمارات وتحقيق النمو الاقتصادى المستهدف، بسبب ارتفاع تكلفة الفرصة الاستثمارية وربما سوف يتم خفض سعر الفائدة مع تراجع معدلات التضخم. الشاب الأربعينى يسعده إصراره على النجاح وتحقيق الهدف، ودقة التحليل فالسياسة المالية من وجهة نظره تقوم على الضرائب، وأمام الحكومة العديد من الإيرادات من خلال عائد الصادرات، والعمل على إدخال شرائح جديدة من المهنيين، وكذلك فرض الضريبة التصاعدية أمراً لا مفر منه، وعدم تطبيقها سيعمل على تكرار تجربة تعويم الجنيه الذى تأخر كثيراً، ثم اضطر إلى تنفيذه بسبب الظروف. لا يرجع الأمر إلى كون المحمودى خبيراً فقط، بل لديه رؤية بتقديم 4 محاور قادرة على قيادة قاطرة الاقتصاد، ويعتبر المشروعات الصغيرة والمتوسطة أولى الاهتمامات، وهو يتكشف من اهتمام الرئاسة بهذه المشروعات القادرة على المساهمة فى تحقيق النمو الاقتصادى بصورة أكبر، بالإضافة إلى التمويل العقارى الذى تقوم عليه عشرات الصناعات والحرف ونشر فلسفة التأمين التكافلى، وسهولة التخارج من السوق وكلها لها دور كبير فى التنمية المستدامة والنمو. تحتل طروحات الحكومة جزءاً من تفكير الخبراء بنجاحها أو فشلها، لكن فى هذا الصدد للرجل رؤية محددة بحكم خبرته، وقطعه شوطاً فى هذا الملف، لذا فهو ينصح بطرح شركات رابحة، عند مستويات سعرية معقولة، ومن مصلحة الشركات أن الملكية يكون بها مشاركة، ولو الطرح فشل سوف يؤدى إلى إحجام المستثمرين. فى جعبة المحمودى الكثير من الآراء حول بورصة النيل التى لم تقدم دورها للآن، فى ظل العدد الضئيل من الشركات، وهو سوق واعدة تتطلب عملاً مضاعفاً بالجهد، والتسويق والوصول بعدد الشركات إلى أضعاف عددها الحالى، إذا ما أرادت النجاح، وتشديد الدور الرقابى. عرف عن الشاب الأربعينى منذ سنواته الأولى الإصرار والميل إلى القيادة، يصفه أصدقاؤه بالمغامر الطموح، خبرته ونجاحاته المتعاقبة سطرت له مكانة فى مجاله، انتهت إلى رئاسته الشركة، ليقدم مع إدارتها أفضل ما لديه، فمنذ توليه إدارة الشركة 2015 أسس خطة واضحة تقوم على أن تصبح الشركة الذراع الرئيسية لإدارة الاستثمارات لكافة شركات قطاع الأعمال العام، وليس القابضة للتأمين وشركاتها التابعة فقط المملوكة لهم. حرص الرجل على تقديم رؤية من الطراز الفريد تهدف إلى التوسع بشركته التى يبلغ رأسمالها المصدر والمدفوع 11 مليون جنيه، والمستهدف الوصول به إلى 15 مليوناً خلال الفترة المقبلة، والعمل على عدد من المحاور للتوسع والنهوض بالشركة بإضافة نشاط أمناء الحفظ، وقطاع السمسرة مع إدارة الاستثمار والمحافظ وترويج وتغطية الاكتتابات، لتصبح باكورة بنك استثمارى يخدم الشركات القابضة الثمانية. رغبة الرجل فى مواصلة النجاح منحته أفضلية أن تصل الأصول المدارة بالشركة إلى 500 مليون جنيه تضم صناديق استثمار مصر للتمويل، وبنك إيران الثالث، ومحافظ مالية مصر لتأمينات الحياة والرواد، بل نجح فى تحقيق طفرات للصناديق خاصة الشركة، وتحقيقه فى فترة زمنية لا تتجاوز 6 أشهر نحو 1٫9 مليون جنيه، وهى نفس الأرباح المحققة فى عام قبل تولى الإدارة. عناصر التحدى والمثابرة ترسم خيوط المستقبل للرجل، ويأمل مع نهاية العام تحقيق أرباح بنحو 4 ملايين جنيه، بل العمل على إدارة صناديق التأمين الخاصة، وتقدم بذلك لكبرى المؤسسات خاصة أن إجمالى استثمارات الصناديق تصل إلى المليارات، محطات حياته اقتصرها فى مرحلتين فقط: الأولى استكشاف لنفسه والأخرى البناء والعطاء الذى يمر به. يظل حاملاً الفضل لأربعة أشخاص: زوجته ودورها الكبير فى نجاحاته ووالده ووالد زوجته الذى تعلم على يديه الكثير، تستهويه قراءات التاريخ والرياضة، ولديه عشق للألوان البيضاء المتناسقة مع شخصيته لكن يظل لديه هدف واحد، حتى يصل إلى مرحلة الرضاء بتحويل شركته إلى بنك استثمارى كبير، فهل يحقق ذلك؟.