يقف بين أطنان الطمى وكتل أحجار " الهمر " الذى تصنع منه عجينة الفخار، مزهوا بإتقانه لواحدة من اقدم الصناعات والحرف المصرية، التى عرفتها مصر القديمة قبل آلاف السنين، متأملا لما أنتجه من مئات القطع والأدوات الفخارية داخل مصنعه الشعبى العتيق، الذى مضى على إقامته عقود من الزمان. إنه " الرئيس شحات الشيمى " أحد اشهر واقدم صناع الفخار بصعيد مصر، والذى تشتهر قريته " حجازة " شمال مدينة الأقصر التاريخية، بكونها أحد مراكز الصناعة التى تطورت من صناعة الفخار، إلى صناعة الخزف أيضا، والذى بات يخشى من أن ياتى اليوم الذى تصبح فيه تلك الصناعة، مجرد ماضٍ وذكرى، ويحلم، بإطلاق مشروع وطنى لحماية تلك الصناعة، وتدريب أجيال جديدة من الشباب على فنونها وأسرارها. حول بداية عمله بصناعة الفخار، قال الرئيس شحات الشيمى، إنه ورث تلك الحرفة عن والده الذى ورثها عن أجداده، وأنها من الحرف التى كان يتوارثها المصريون منذ عصور الفراعنة، وان عجينة الفخار تتكون من عدة مكونات بينها الطمى الأسود ، وحجر الهمر ، حيث يتم جلب الطمى من محيط القرية ، اما حجر الهمر فيتم جلبه من سلسلة جبال البحر الأحمر، ويتم طحنه ليضاف إلى الطمى بنسب محددة، وبدقة، ليتم بعدها إنتاج اشكال مختلفة منه ، مثل أدوات المطبخ : " الطاجن " و " البورمة " و" الماجور " و" القلة " و" الزير " وغيرها من الأدوات المنزلية، وبعد تشكيلها يتم " تعتيقها " أى دهانا بطبقة من العسل الأسود المصنوع من قصب السكر. ويقول ايمن ابوزيد، رئيس الجمعية المصرية، للتنمية الأثرية والسياحية، إن صناعة الفخار تعتبر من الصناعات السياحية المهمة، التى يقبل السياح على شراء منتجاتها بشغف كبير، مشيرا إلى ان ورشة الريس شحات الشيمى وتعد بمثابة مزار سياحى فى قرية حجازة، وكثيرا ما يصطحب مجموعات سياحية لزيارتها والاطلاع على تلك الصناعة التاريخية فى مصر عن قرب. ويضيف " ابوزيد " بأن منتجات ورشة الرئيس شحات الشيمى من الفخار والخزف يتم تصديرها إلى دول عدة مثل اليونان وقبرص، وغيرها، وان تسويقها والإقبال على شرائها ليس قاصرا على المصريين فقط. وكشف رئيس الجمعية المصرية، للتنمية الأثرية والسياحية،عن تبنى جمعيته لمطالب صناع الفخار ، وان جهودا تبذل بالتعاون مع جهات حكومية مصرية، لحماية تلك الصناعة، والعمل على تنميتها والحفاظ عليها ونقلها إلى المصريين من جيل إلى جيل ، كونها أحد الصناعات الشعبية والتاريخية المهمة التى عرفتها مصر عبر العصور المختلفة. ومن المعروف أن صناعة الفخار، هى احد الصناعات التى عرفتها مصر القديمة، ومن الطريف أن النساء عملن فى تلك الصناعة خلال الحقب الفرعونية، وأنهن برعن فى تحويل الطمى – الطين – إلى قطع بديعة من الخزف والفخار ، الذى استخدم عبر العصور فى صناعة آنيات الطعام، والأكواب والأقداح والقدور وآنيات الزهور وقد عرفت مصر القديمة قيام صناع الفخار بتشكيل أوانى الزهور من الطين الناضج ، والمزخرفة برسوم للحيوانات وصور بشرية ووحدات زخرفية مائية مبهرة.