مازالت تداعيات وتوابع القبض على نصاب انتحل صفة مستشار الرئيس «السيسى» فى عزاء الشيخ عمر عبدالرحمن، مفتى الجماعة الإسلامية والذى صدر قرار النيابة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق لاتهامه بالنصب وانتحال صفة. القصة برمتها تثير غضب أهالى طنطا، بعد أن تبين أن المستشار النصاب هو نفسه السيد دويك، المسجل خطر فئة «ب» والمقيم فى دوران النادى فى طنطا. وقال عدد من الطنطاوية، إن هذا الشخص دأب على ارتكاب أفعال غريبة بهدف الإثارة، ولفت النظر وحقق ثروة لا يعلم مصدرها أحد، ويدعى أنه حصل على الدكتوراه أثناء سفره لباكستان. وقال بعض معارفه، إنه كان يلفت النظر بعصاه الأبانوسية التى كان يحملها عندما كان ملتحياً، ويرتدى الجلباب الباكستانى، ثم بعد أن تحول لارتداء الكاجوال والجواكت، حلق لحيته واقترب من بعض السياسيين، مثل حمدين صباحى، وعبدالمنعم أبوالفتوح. وكانت «الوفد» قد انفردت بنشر تفاصيل مثيرة عن النصاب الذى ادعى أنه مستشار الرئيس «السيسى»، وأنه موفد من الرئاسة للمشاركة فى تشييع جثمان الشيخ عمر عبدالرحمن، مفتى الجماعة الإسلامية، وتقديم واجب العزاء لأسرته، فالمتهم هو نفسه السيد دويك، المسجل شقى خطر «جنائى» بمديرية أمن الغربية والذى يقيم فى طنطا، وكان قد أذيع بوسائل الإعلام فيديو يعترف فيه المتهم بأنه «مستشار» رئيس الجمهورية، وأنه موفد من الرئيس السيسى للمشاركة فى تشييع جثمان الشيخ والذى سبق له وأفتى بجواز قتل السادات، وقامت الأجهزة الأمنية بمباحث الشرقية بالقبض عليه بعد تسجيل اللقاء بالصوت والصورة، وما زال يخضع للتحقيقات لاتهامه بالنصب والادعاء بانه مستشار الرئيس وموفد من الرئاسة. وكان المنتحل صفة مستشار الرئيس يقود سيارة عليها «بادج» رئاسة الجمهورية، ورافق جثمان الشيخ من المطار وحتى المقابر ليضفى على الجنازة مهابة رسمية ويوحى بأن الشيخ كان يحظى بتقدير واحترام الرئاسة. والمستشار المزيف فاجأ أهالى محافظة الغربية وخصوصاً طنطا العاصمة لأنهم يعرفون جيداً من هو «دويك» المقيم فى طنطا والمسجل جنائياً فى قضايا «تزوير ونصب وسرقة»، وكان يقيم فى شارع الحكمة بدائرة قسم أول طنطا، ثم انتقل إلى شقة كبيرة بدوران شارع النادى فى نفس المدينة حيث تقيم أسرته وأشقاؤه. والسيد دويك هو «لغز» فى حد ذاته، ويحير كل من يعرفه ويقترب منه، فقد سافر باكستان، وادعى حصوله على الدكتوراه هناك، كما أسس مجلس الشورى للاتحاد الإسلامى بمصر وفق ما يدعيه، ويرأسه حتى الآن، وعضو المكتب السياسى لحزب الله اللبنانى وعضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان. وللحقيقة لا أحد يعرف تحديداً ماذا يعمل، فمرة يدعى أنه دكتور حاصل على دكتوراه، ومرة يدعى أنه صحفى ورئيس تحرير صحف «بير السلم»، ومرة يدعى أنه مستشار، وكان قد سبق وألقى القبض عليه قبل سنوات فى قضية سرقة أدوات صحية مع تشكيل عصابى كبير، وبالتالى فهو مسجل شقى خطر جنائى فئة «ب»، وخرج من السجن، وانضم لحزب العمل، ثم حزب البناء والتنمية التابع للجماعة الإسلامية، وأيضاً له علاقات واسعة بعدد من الجهات الرسمية، وكان يتردد أيام الثورة على بعض القيادات ورجال الأحزاب، بصفته السياسية، وله اشقاء يقيمون فى طنطا، أحدهم شاب من نشطاء ثورة 25 يناير، وسبق القبض عليه وإحالته للمحاكمة بتهمة التظاهر والتحريض عليه، وصدرت أحكام ببراءته هو ومجموعة من الشباب المقبوض عليهم من ابناء طنطا. وكانت أسرته قد علمت بواقعة القبض عليه من خلال الأنباء التى أذيعت فى التليفزيون عن المستشار النصاب والقبض عليه، وتبين أنه قال لهم إنه سيسافر للمشاركة فى تشييع جثمان الشيخ عمر عبدالرحمن، وتقديم واجب العزاء لأسرته.