أسفرت أولى ندوات الموسم الثقافي في كلية الاقتصاد المنزلي بجامعة المنوفية عن ترسيخ مبادئ الدولة في محاربة أوجه الفساد المختلفة في ندوة توعوية إرشادية لمكافحة الفساد وفرض الاستراتيجية الوطنية لمحاربته. أكدت الدكتورة رباب مشعل، الأستاذ بقسم إدارة المنزل والمؤسسات بكلية الاقتصاد المنزلي، ضرورة الوقوف على مفهوم الفساد الذي يعد خروجًا عن القوانين والأنظمة المتعارف عليها والمتفق عليها وعدم الإلتزام بهما في التعامل مع أطراف المجتمع لتحقيق مصالح سياسية أو اقتصادية مالية أو تجارية أوإجتماعية من أجل مصلحة شخصية أو لصالح مجموعة متطرفة. ونظرت الدكتورة رباب أيضًا إلى ما هو أبعد من ذلك ألا وهو استغلال المناصب القيادية في إهدار الصالح العام والتي تترجم في أي وجه مما ذكر سلفًا وهذا السلوك الفاسد أحد أهم عوامل خلل بنية المجتمع الذي يسعى إلى التطوير فإذا حدث إختلال في قمة المنظومة فبلا شك سوف يختل النظام العام وتضمحل معه الأهداف العامة الهادفة. كما تطرقت إلى أشكال الفساد ومنها الرشوة والمحسوبية والمحاباة والإبتزاز والواسطة ونهب المال العام، موضحة أن هناك أسباب وراء الفساد وإنتشاره ومنها تفشي الجهل والفقروعدم المعرفة بالحقوق الفردية وغياب القانون وضعف دور المجالس التشريعية ومسائلة المسئولين، وتدني رواتب الموظفين بالقطاع العام مع ارتفاع مسوى المعيشة، وعدم وضوح أو وجود تعليمات إرشادية تحدد الحقوق والواجبات. استكملت الدكتورة جيهان علي السيد، أستاذ مساعد بقسم الاقتصاد المنزلي والتربية كلية الإقتصاد المنزلي جامعة المنوفية، الحدث عن الفساد ودور الأسرة والمدرسة والمؤسسات التربوية في محاربته، إلى جانب الدور القيمي والأخلاقي في تنشئة الشباب نحو البعد والتصدي لهذا السلوك الهادم في بناء المجتمع وتنميته. وأنهت جيهان الندوة بتأكيد وضرورة وضع وسن قوانين صارمة في محاربة أشكال الفساد ومواجهته ووضع البرامج والآليات التي تساعد في محاربه من يساهم في وجود الفساد وإنتشاره من أجل تفعيل ثقافة مجتمعية رافضة للفساد مع تفعيل قوانين الأممالمتحدة التي وضعت في عام 2014 والإتفاقيات العربية وجميعها جاء للوقف ضد الفساد، فضلاً عن ما تم في وضع إستراتيجية لمكافحة الفساد وهي تنص على النزاهة والإلتزام العام بالتنمية وتحري الشفافية والموضوعية.