تنطلق يوم الجمعة القادم فعاليات الدورة ال65 للمهرجان الكاثوليكى للسينما المصرية، الذى تستمر فعالياته حتى 3 مارس القادم، ويعد المهرجان الأقدم فى مصر، ومع احتفال المهرجان بمرور 65 عاماً على انطلاقه واجه أزمة أبطالها بعض السينمائيين الذين اعترضوا على رفض المهرجان لمشاركة أفلامهم التى تتضمن بعض المشاهد التى رفضتها لجنة الاختيار، وهو ما اعتبره المعترضون ضد حرية الإبداع، الأب بطرس دانيال فى حواره مع «الوفد» تحدث عن هذا الخلاف إلى جانب بعض القضايا الأخرى المتعلقة بالمهرجان. ● فى البداية.. حدثنا عن تفاصيل الدورة ال65 والجديد الذى سيضيفه المهرجان هذا العام؟ - اختيار الأسماء التى يتم تكريمها دائماً ما يضيف جديداً لكل دورة من دورات المهرجان، بالإضافة إلى اختيار عدد مهم من الأفلام التى تثير انتباه النقاد، هذا العام نقيم يوماً بعنوان «الوفاء» وسنعرض خلاله فيلماً مدته ربع ساعة، نستعرض فيه كل من رحلوا من المبدعين خلال عام 2016، بالإضافة إلى تقديم كتيب خاص عن حياتهم يتضمن ذكرياتهم مع المركز لأننا أقمنا لهم جميعاً حفلات تكريم لهم وكانت لهم مشاركات بالمركز وستقام احتفالية خاصة بهم بحضور ذويهم والفنانين الذين تربطهم علاقه بهم. ● وماذا عن حفل الافتتاح؟ - اخترنا أن يكون الافتتاح مختلفاً، ففى كل عام نستضيف نجماً ليقدم عدداً من أغنياته، لكن هذا العام هو احتفال بالدورة ال65 للمهرجان وهو احتفاء خاص لذا سنكتشف 3 أصوات شابة من أصوات المركز يقدمون مجموعة من الأغنيات الوطنية «فيها حاجة حلوة، أحسن ناس»، بالإضافة إلى أغنية خاصة لمرور 65 عاماً للمركز تتضمن تكريماً للمركز كلماتها «خمسة وستين سنة عايشين حب.. ولا عمرنا ح نقول ستوب». ● وماذا عن المكرمين؟ - سيتم تكريم عدد من الفنانين من بينهم الذين حصدوا جوائز الأعمال الدرامية التى تمنح للنجم يحيى الفخرانى عن دوره فى مسلسل «ونوس»، والنجمة هالة صدقى عن دورها فى نفس العمل، والنجمة أنوشكا عن دورها فى مسلسل «جراند أوتيل»، وجائزة الريادة السينمائية لكل من نبيل الحلفاوى ورجاء حسين ومحمود الجندى وعايدة عبدالعزيز والفنان خالد زكى والفنان سعيد عبدالغنى، فيما يتم منح جائزة التميز الإعلامى ل «د. درية شرف الدين»، وجائزة فريد المزاوى للمخرج على عبدالخالق، وجائزة الأب يوسف مظلوم للفنان أشرف زكي، وجائزة المركز الخاصة للناقد الفنى على أبوشادي، وتمنح جائزة الإبداع الفنى لكل من الفنانة صفاء أبوالسعود والموسيقار عمرو سليم والكاتب محفوظ عبدالرحمن ومهندس الديكور أنسى أبوسيف ومدير التصوير محمود عبدالسميع والناقد محمود على والمخرجة التسجيلية فريال كامل، كما تمنح جائزة المركز التشجيعية للفنان محمد ممدوح الذى برع فى تقديم شخصية «أمين» فى مسلسل «جراند أوتيل» العام الماضى. ● كيف أثر سفرك لمهرجان ڤينيسيا على رؤيتك للمهرجان هذا العام؟ - بالفعل أثر كثيرًا، أهمها الدعوة للمهرجان فلم يكن معروفاً فى ڤينيسيا معنى اهتمام أى مؤسسة دينية بمهرجان سينمائى، ولكنها كانت فرصة للتعارف بيننا، بالإضافة إلى أن مهرجان فينيسيا شهد عرض 22 فيلماً من جميع دول العالم حتى قطر، ولم تشارك أفلام مصرية، فطالبت بضرورة التمثيل المصرى، وأخبرتهم أنه لابد من مشاركة مصر بأى شكل، لأن مصر أم السينما فى الوطن العربى، وكانت رؤيتنا تشجيع صناعة السينما ونتمنى ذلك فى المستقبل. ● وما المعايير التى اخترتم على أساسها الأفلام المشاركة؟ - معايير أخلاقية إنسانية فنية، اخترنا على أساسها 5 أفلام من بينها 42 فيلماً تم عرضها عام 2016، وهناك بعض الأفلام بها مشاهد جريئة للغاية من الصعب أن نعرضها فى مهرجان يتبع جهة دينية، فأنا أتمنى أن يشارك 20 فيلماً فى المهرجان، ويقام المهرجان لمدة 20 يوماً لكن لن أستطيع أن أفعل ذلك إذا كانت الأفلام لا يمكن أن أتقبلها أو يتقبلها المهرجان، نريد أن نسعد الناس فى حدود إمكانياتنا وتبعاً لقواعدنا. ● هناك دائماً تصادم بين حرية الإبداع، والاختيار تبعاً للمعايير الأخلاقية، فى رأيك هل تبعية المهرجان لجهة دينية سبب هذه المشكلة؟ - نحن نتبع جهة دينية وهذا لا يؤثر بالسلب على أى إبداع، نحن لنا معاييرنا التى تساعدنا على البقاء وفى نفس الوقت تسمح لنا كمهرجان أن يكون لنا رسالة فى الفن، لسنا جهة رقابة تجبر المبدعين على تقديم أفلام، لكننا جهة رسالة، نحن جهة دينية نشجع السينما، والأمر لا علاقة له بالأقباط أو المسلمين، لكننا نشجع السينما ونشجع الفن للجميع، ومهما كانت نوعية الفيلم لا أخرج وأعلن رفضى له، أنا أحترم أى إبداع أيا كانت نتيجته، المركز له معاييره التى قام على أساسها، وكل ما أثير عن رفضى الأفلام لا علاقة له بحرية الإبداع لأننى لم أرفضها من العرض العام لكنى رفضتها لأنها لا تخضع لمعايير المهرجان، وأتذكر الفنان الراحل كمال الشناوى عام 1995 كان عضوا بلجنة تحكيم المهرجان، وطلب تعميم تطبيق معاييرنا على السينما ومع ذلك لم أطالب بها، فنحن لسنا ضد السينما. ● البعض انتقد بعض الأفلام التى حققت نجاحاً نقدياً وسينمائياً ولم يتم عرضها فى المهرجان؟ - تم اختيار أعضاء لجنة التحكيم بعد اختيار الأفلام، ونحن لا نجامل فى اختيار الأفلام، وأتذكر أننى قابلت الفنان عادل إمام فى العرض الخاص لفيلم «عمارة يعقوبيان» وأخبرته أنه من الصعب اختيار الفيلم فى المهرجان لأنه لا يتبع المعايير. ● دعمت فيلم «اشتباك» فى مهرجان ڤينيسيا ورغم ذلك لم تختره للمشاركة فى المهرجان؟ - الفيلم يخوض فى الاشتباك السياسى وحوله لغط كبير، وشاهدته أكثر من مرة، ونحن نتجنب تلك الأمور لأننا لا نريد «بلبلة»، ونحن ندعمه فى كل المهرجانات، وأنا هنأت نيللى كريم وفريق العمل به، لكن الفيلم رسالته لا تخضع لمعاييرنا. ● هناك انتقاد يوجه للمهرجان، بأنه فى إطار المحبة فقط لكنه لا يهدف كرسالة حقيقيه للسينما؟ - نحن نقيم مهرجاناً برؤيتنا، ونحاول بقدر الإمكان أن نقيم مهرجاناً بالمواصفات المعروفة، الدولة لا تمدنا بأى تمويل ولذلك نحن نحاول أن نقيم مهرجاناً فى حدود إمكانياتنا، وهدفنا التوعية وإتاحة الفرصة لتوضيح رسالة السينما، ونقيم ندوات للأفلام المشاركة فى المهرجان، ونقدم دعوة الختام لمن يحضرون ندوات المهرجان فقط، ونحن نحاول أن نتواصل مع الموزعين والمنتجين بعلاقاتنا الشخصية لكى يحضروا عروض أفلامهم ويعرضوا نسخة الفيلم فى المهرجان، والمهرجان حقق نجاحاً على مدار 65 عاماً ولم يتم إلغاء دوراته على مدار كل السنين الماضية، ما يؤكد أن المهرجان مستمر رغم كل ما يحدث وهو أقدم مهرجان بمصر الآن. ● رغم أهمية المهرجان وعلاقاتك الخاصة المميزة بالوسط الفنى، إلا أن هناك غياباً للفنانين فى الندوات؟ - الأزمة الحقيقية فى موعد إقامة المهرجان، لأننا نقيمه فى توقيت صعب، فالكل مشغول بتصوير أعمال رمضان، ومع ذلك أحاول الاتصال بالفنانين والتواصل معهم بكافة الطرق وطلبت من المنتجين أن يساعدونى فى حضور فريق عمل الأفلام المشاركة لإقامة ندوة مميزة. ● توقعاتك للدورة القادمة؟ - أى دوره تنجح إذا قام كل شخص بعمله. ● هل من الممكن أن تعرض فيلم «مولانا» فى المهرجان؟ - الفيلم إنتاج 2017 ولكن أمر عرضه لابد من دراسته، بالإضافة إلى أن لجنه الاختيار تساعدنى فى عملى، بالإضافة إلى أننى أهتم برأى النقاد مثل خيرية البشلاوى وطارق الشناوى وماجدة موريس وعاطف بشاى ووليد سيف، وأخذ رأيهم بالتعاون مع لجنة الاختيار لاشتراك أى الفيلم.