الاقتصاد المصري يبدأ مرحلة التعافي من ألمانيا

فريد خميس: نطالب الرئيس «السيسي» بأن يكون عام 2017 هو عام الصناعة

بدر عبدالعاطي: متفائلون بعودة مرسيدس إلى مصر.. واستثمارات جديدة ل«سيمنز».. وشركة سياحة مصرية تتعاقد على 500 رحلة ألمانية بالقاهرة
ستة أيام هي المدة الزمنية لمشاركة عدد كبير من الشركات المصرية في اثنين من أهم معارض العالم بلا منازع في ألمانيا.
وألمانيا هي تلك الدولة الكبيرة التي تتجاوز يومًا بعد الآخر كل تصورات النجاح والتطور المذهل، المعرض الأول الذي شاركت فيه الشركات المصرية «38 شركة» هو معرض «هايم تكستايل» ونظمه المجلس التصديري للمفروشات برئاسة المهندس سعيد أحمد بمساندة وزارة الصناعة والتجارة ،وأقيم المعرض في الفترة من 10 إلى 13 يناير الجاري بمدينة فرانكفورت، وجاءت مشاركة الشركات المصرية في هذا المعرض إيجابية للغاية وأثبت الصُناع في قطاع المفروشات أنهم قادرون على الانتاج بمواصفات عالية الجودة والتصدير للأسواق العالمية بدليل ان عدد الشركات التي شاركت في معرض العام الحالي قد تزايدت ب«8» شركات على العام الماضي، والأمر الآخر انهم بدأوا التصدير للسوق الروسي، وهناك توجه واهتمام كبير من جانبهم بالسوق الإفريقي، وسيشاركون خلال الفترة القليلة القادمة في معرض بدولة كينيا.
انتقل الوفد الاعلامي من مدينة فرانكفورت، حيث معرض «هايم تكستايل» إلى مدينة هانوفر،حيث مشاركة العملاق المصري مجموعة «النساجون الشرقيون» في واحد من أكبر معارض العالم في السجاد وأغطية الأرضيات وهو معرض «دومتكس» والذي أقيم في الفترة من 14 إلى 17 يناير الجاري أيضًا ويكفي أن نقول إن مجموعة «النساجون الشرقيون» تشغل 30٪ من جملة مساحة هذا المعرض العالمي العملاق وتتفوق مجموعة «النساجون» المصرية على أقرانها من مختلف دول العالم بما فيها البلدان العتيقة في صناعة السجاد مثل انجلترا والهند وايران وغيرها.
* 2017 عام الصناعة
رصدت «الوفد» من خلال متابعتها للشركات المصرية المشاركة فى المعرضين سواء معرض ال«تكستايل» بفرانكفورت أو مشاركة مجموعة «النساجون» فى «دومتكس» للسجاد مدى إمكانية خروج الاقتصاد الوطنى من مرحلة المطبات الصعبة، حيث تأكدت محاولات وجهود جادة ومخلصة لتنشيط الاقتصاد ودفع عجلة التصدير والسياحة.
موضوعات هامة للغاية بعضها لم يتحقق بعد والأخرى تتحقق رويدًا وجميعها تعطينا بارقة الأمل فى تحسن المناخ الاقتصادى وبيئة الأعمال وبالتالى جذب الاستثمارات الجديدة وخلق فرص العمل مما يؤدى فى النهاية إلى الارتفاع فى معدلات النمو، من الموضوعات التى لم تتحقق بعد هو حل مشاكل الصناعة والأخذ بيدها إلى بر الأمان وهذا ما دفع محمد فريد خميس، رئيس اتحاد المستثمرين، رئيس مجلس إدارة مجموعة «النساجون»،إلى توجيه نداء الى الرئيس عبدالفتاح السيسي لأن يكون عام 2017 هو عام الصناعة وهو التصريح الذى أدلى به فى معرض «دومتكس» بمدينة هانوفر فى حضور السفير المصرى، بدر عبدالعاطى، وقنصل مصر، إيمان محرم، والوزير المفوض التجارى، محمد خلاف. يرى فريد خميس أن الصناعة هى قاطرة أى تنمية وبدونها سيظل العجز التجارى قائمًا، وهناك خلل كبير فى ميزان المدفوعات، وقال رجل الصناعة البارز من واقع خبرات تراكمية هائلة ونجاحات هائلة على المستويين المحلى والعالمي اننا علينا التحلى قدر الإمكان بالصبر لأن مصر قادمة وبقوة، وعلينا أيضا أن نكون داعمين للرئيس عبدالفتاح السيسي لأنه رجل وطنى ومحب لهذا الوطن، كما قال الرجل: دعونا لا نلتفت إلى دعوات التكاسل والتشكيك فى قدرات الاقتصاد والصناعة الوطنية، بدليل انكم إذا نظرتم حولكم فى جناح مجموعة «النساجون» بمعرض «دومتكس» بألمانيا وهى شركات مصرية ستجدون الأجانب والعملاء من كل أنحاء العالم وقد جاءوا لشراء المنتج المصرى وهذا يدل على أننا قادرون ونستطيع أن ننتج ونصدر لأكبر وأعظم الأسواق فى العالم ولكن لابد أن نتحلى بالإرادة.
* مصر وتصدير الخضراوات والفاكهة
من الإنجازات التى تتحقق رويدًا كما سبق وأشرنا أن مصر- على سبيل المثال لا الحصر- أصبحت واحدة من كبريات الدول المصدرة للخضراوات والفاكهة للسوق الأوروبى وهو السوق الذى يتصف بأنه سوق شديد التعقيد نظرا للاشتراطات القاسية المتعلقة بسلامة الغذاء وهذا الكلام لا نطلقه على عواهنه وإنما حقيقة جلية واضحة أكد عليها السفير الكفء بدر عبدالعاطى، سفير مصر بألمانيا، خلال التصريحات الصحفية التى أدلى بها للوفد الإعلامى على هامش الزيارة التى قام بها لجناح «النساجون الشرقيون» المشارك فى معرض «دومتكس» ورافقه خلال الزيارة إيمان محرم، قنصل مصر، والوزير المفوض التجارى، محمد خلاف، موضوعات كثيرة بالغة الأهمية تحدث فيه السفير وكلها تكشف بوضوح مدى احترام وتقدير الحكومة الألمانية للمصريين ، ويكفى أن نذكر فى هذه النقطة ما قاله وزير الداخلية الألماني لوزير الخارجية المصرى، سامح شكرى، خلال زيارة «شكرى» الاخيرة لألمانيا من عدة أيام، حيث قال له «القاهرة وبرلين تصطفان صفًا واحدًا لمواجهة الإرهاب.. أنتم تريدوننا ونحن نريدكم».
تحدث السفير أيضًا وأكد أنه متفائل بعودة شركة «مرسيدس» العملاقة مرة أخرى للسوق المصرى، خاصة بعد أن أصبح مسموحًا للشركات الأجنبية بتحويل أرباحها بالعملة الصعبة. وأوضح السفير بدر عبدالعاطى أن ما أستطيع أن أقوله فى هذا الموضوع ان قطاع السيارات فى ألمانيا أصبح مهتمًا للغاية بتصنيع سيارات كاملة فى السوق المصرى أو أجزاء منها لتغذية المصانع الموجودة لديه فى العالم، أما شركة «سيمنز» العملاقة فقد بدأت فى ضخ استثمارات جديدة فى منطقة العين السخنة وتنشىء مصنعًا جديدًا لصيانة توربينات الغاز والكهرباء. وكشف السفير بدر عبدالعاطى قيام وفد برلمانى كبير بزيارة معرض فرووت لوجستيكا للخضر والفاكهة والذى سيقام فى مدينة برلين الشهر القادم بمشاركة عدد كبير من كبريات الشركات المصرية المنتجة والمصدرة للخضراوات والفاكهة.
وعن العلاقات التجارية بين مصر وألمانيا أكد «عبدالعاطى» أن حجم التبادل التجاري حقق طفرة بين البلدين عام 2016 وتجاوز ال5 مليارات يورو، مشيرًا إلى أن مصر من أكبر الدول المصدرة للخضراوات والفاكهة للسوق الألمانى ومعها المغرب، وعن عودة السياحة الألمانية للسوق المصرى، أكد السفير اننا بدأنا نتجاوز تماما آثار حادث الطائرة الروسية، مشيرًا إلى استئناف رحلات «الشارتر» من ألمانيا لشرم الشيخ والأقصر بواقع 124 رحلة أسبوعيًا، والغردقة ومرسى علم 110 رحلات و5 رحلات للأقصر وأسوان. كما أكد السفير بدر عبدالعاطى أن السياحة الألمانية تحتل المرتبة رقم واحد فى السياحة الوافدة إلى مصر. وكشف السفير عن نجاح شركة سياحة مصرية فى إبرام تعاقدات مع شركات ألمانية يتم بموجبها وصول 500 رحلة سياحية من ألمانيا إلى القاهرة حتى نهاية أبريل القادم. وذكر السفير أن زيارة الدكتور أحمد درويش، المسئول عن المنطقة الاقتصادية بمنطقة غرب خليج السويس، قد حققت نتائج هامة خاصة أن الزيارة تزامنت مع القرارات الاقتصادية التى اتخذتها الحكومة مؤخرًا.