لن تموت الصناعة المصرية وستتعافي وتسترد نموها مرة أخري.. هذه هي المحصلة التي خرجت بها من معايشتي لصناعتين من أهم وأجود الصناعات المحلية، وهما صناعة المفروشات، وصناعة السجاد علي مدار 6 أيام كاملة قضيتها بين مدينتي فرانكفورت وهانوفر. دون اكتراث بمن سيردد بأن كاتب هذه السطور مجامل أقول إنه إذا ذكرت صناعة المفروشات فلابد ان تذكر اسم المهندس سعيد أحمد وسنذكر في السطور القادمة قصة هذا الرجل المعجون في مصرية خالصة وينتج ويصدر لأعتي البلدان الصناعية الكبري في العالم ويعمل كل ذلك في صمت وبعيداً عن الأبواق الإعلامية. أما إذا ذكرت صناعة السجاد فابحث عن اسم ذلك الأسطورة الصناعية التي تسير علي قدمين وهو محمد فريد خميس، بين معرض «هايم تكستايل» للمفروشات بفرانكفورت، ومعرض دومتكس للسجاد بمدينة هانوفر كانت رحلتي، وذهبت إلي هناك لأفتش عن إجابة للسؤال الصعب وهو: هل هناك أمل في خروج الصناعة المصرية من غرفة الإنعاش وعودتها إلي النمو من جديد؟! واكتشفت أنه من الممكن جداً أن تعود الصناعة من جديد طالما أن هناك صناعاً مصريين حقيقين ينتمون إلي تراب هذا الوطن ويعشقونه حتي وإن تعالت أصواتهم بعض الأوقات ثائرة محتجة ورافضة لبعض القرارات الحكومية.. الصناعة المصرية ستعود من جديد طالما كان هناك صناع من طراز فريد خميس وسعيد أحمد وفي السطور القادمة بعض التفاصيل. المفروشات ترفض الخروج الآمن من المنافسة. شاركت 32 شركة مصرية في معرض هايم تكستايل بفرانكفورت في الفترة من 12 إلي 15 يناير الحالي وجميعها شركات محترمة، أكثرها من معقل صناعة الغزل والنسيج في مصر مدينة المحلة الكبري التي أصبح مأسوفاً علي أصول صناعتها وصناعها في ظل «فرجة» الحكومة ومسئوليها علي هذا الوضع المتردي. استمعت إلي غالبية آراء الشركات المشاركة في المعرض بعد أن جمعهما المهندس سعيد أحمد رئيس المجلس التصديري للمفروشات والمنظم لمشاركة الشركات الأعضاء في المجلس.. جمع سعيد أحمد الشركات وعقد اجتماعاً معهما حضره عدد لا بأس به من الصناع مثل حمدي الطباخ وكيل المجلس الأسبق، ووليد الكفراوي، والصامولي وممثل القابضة للغزل، والبرلسي، والغنام، ومصر إسبانيا وغيرها. كانت ألسنة الصناع تئن بالشكوي ورغم ذلك الأنين من سوء وضع الصناعة، وعدم مساندة الحكومة لهم والعمل علي حل مشاكلهم أولاً بأول.. تجدهم رغم ذلك يتغنون بانتمائهم وولائهم لهذا البلد والذي أصبحت الصناعة فيه هي الأمل الباقي لعودته للتألق من جديد. المساندة والتكلفة و«قراقوش» الغاز ثلاث قضايا رئيسية يطالب صناع المفروشات بحسمها من جانب المسئولين من الأجهزة المعنية بالحكومة بعيداً عن النظرة التي لو استمرت طويلاً لرجال الصناعة فستقود كل القطاعات الصناعية إلي الهاوية وسيشيع جثمانها إلي مثواها الأخير وهي النظرة إلي رجال الصناعة والأعمال علي أنهم مجموعة من «اللصوص»، وعفواً علي هذا التعبير القاسي. مطالب صناع المفروشات تتلخص في عدة جمل مانعة جامعة وهي الإسراع في مساندة الشركات المصدرة، وصرف مستحقاتها علي وجه السرعة، الأمر الثاني العمل علي خفض تكلفة الإنتاج لأن الدول والصناعات المنافسة مثل باكستان والهند وغيره تستخدم غزولاً رخيصة، أما الأمر الثالث وباختصار شديد فهو أن يعود قراقوش الغاز والحاكم بأمره في وزارة البترول إلي رشده ويجلس مع الشركات بشكل محترم علي مائدة حوار بعيداً عن المحضرين و«شغل» العصابات والجنايات ويتفق الاثنان اللذان يكمل كل منهما الآخر «الصانع والمسئول في وزارة البترول» علي صيغة لحل مشكلة أسعار الغاز غير العادلة، فلا يعقل أن تتم مطالبة مصنع في المحلة الكبري - مثلاً - بمئات الآلاف من الجنيهات في شكل أسعار غاز لم يستهلك جزءاً كبيراً منه وتلك قصة صناعة المفروشات باختصار ولعل «قراقوش» يستمع إلي الأمل الباقي لنهضة هذا الوطن وهو المصنع وصاحبه! سجاد «خميس» يبهر العالم في هانوفر بعيداً عن الأرقام والإحصائيات المتعلقة بصناعة السجاد ومجموعة النساجون الشرقيون، ودون الدخول في التفاصيل الروتينية المتعلقة بمعرض «دومتكس» للسجاد والذي يعد أضخم وأهم معرض للسجاد وأغطية الأرضيات في العالم وتشارك فيه 1500 شركة عملاقة من جميع أنحاء العالم والبلدان المنتجة للسجاد، ويزوره «45» ألف زائر.. بعيداً عن كل ذلك يجب التوقف عند شخصية هذا الرجل الذي يبهرك بثقافته ومصريته وتواضعه لدرجة أنه لم يخجل من أن يقص علي الوفد الصحفي المصري قصته وكيف عمل وهو طالب بالجامعة في ثلاث وظائف، وكيف أصبح موظفاً بالبنك الأهلي في الوقت الذي كان لا يقوم البنك بتعيين أبناء الفقراء فيه.. ما يبهرك في «فريد خميس» أنه يقود منظومة محترفة بكل معني الكلمة، ولا مجال للفشل والفاشلين.. يجلس الرجل بين موظفيه شامخاً وإن اعتلت وجهه علامات الإرهاق.. يجلس الرجل كالمايسترو الذي يقود فرقة موسيقية لعزف مقطوعة موسيقية تم تأليفها بعبقرية وتفرد شديد وهذا هو سر نجاح منظومة «خميس» التي أبهرت ولا تزال تبهر العالم سواء في لاس فيجاس بأمريكا أو أتلانتا أو الصين التي أصبحت معقلاً من معاقل صناعة السجاد في العالم وانتهاءً بالسوق الروسي.. نجاحات «خميس» وأحلامه ليس لها سقف، أما أكثر الكلمات التي أسعدت كاتب هذه السطور أثناء حوار عملاق صناعة السجاد فريد خميس مع الوفد الإعلامي الذي يقوم بتغطية فعاليات معرض هانوفد للسجاد فهي كلمته الجامعة المانعة.. إنني أحترم حزب «الوفد» العريق. أما السفير بدر عبدالعاطي فأستطيع أن أقول قبل الخوض فيما قاله وذكره إنك إذا سمعت هذا الرجل أو تحدثت معه وجهاً لوجه ستفخر بأن هذا الرجل من بلدك. رجل مهذب «تكتسي ملامحه برضا وصفا شديدين ولا تملك إلا أن تحترمه وتحبه لأن مصريته ارتسمت علي ملامحه وأثرت علي ثقافته المتنوعة. نظرة الألمان للمصريين أكد السفير المصري بألمانيا بدر عبدالعاطي أن الألمان - حكومة وشعبا - أصبحوا ينظرون إلي مصر علي أنها شريك أساسي في القضاء علي الإرهاب، وأن مصر ركيزة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. كما أكد السفير المصري للوفد الإعلامي الذي يقوم بتغطية فعاليات معرض هانوفر الدولي للسجاد في حضور رئيس اتحاد المستثمرين محمد فريد خميس أن الألمان يقدرون كثيراً حجم مصر ومكانتها لدرجة أن شتانمير وزير الخارجية الألماني قاموا بإطلاع نظيره المصري سامح شكري خلال الزيارة التي قام بها شكري مؤخراً إلي ألمانيا علي وثيقة يرجع تاريخها إلي العهد الملكي المصري «1891» وموجودة بأرشيف وزارة الخارجية الألمانية والوثيقة تتعلق بتعيين أول سفير ألماني لدي المملكة المصرية، وقام الملك بالتوقيع بالموافقة علي الوثيقة باسم فؤاد ملك مصر وصاحب بلاد السودان وكردفان ودارفور، الأمر الذي يدل علي مدي اعتزاز الألمان بالعلاقات الطيبة مع مصر، بالإضافة إلي أن ألمانيا هي الدولة الوحيدة التي لم تفرض حظرا سياحيا علي مصر ولديها استعداد كامل في التعامل مع مصر ومساعدتها في تأمين المطارات، والتدريب الفني وغيرها من أوجه مجالات التعاون. وعن الزيارة المهمة التي قام بها وزير الخارجية سامح شكري مؤخراً إلي ألمانيا أوضح السفير بدر عبدالعاطي أنه ولأول مرة يستقبل 5 وزراء فيدراليين وزيرا للخارجية وهم وزير الاقتصاد والطاقة زيجمر جبريل وهو نائب المستشارة أنجيلا ميركل في مؤتمر شرم الشيخ وحفل افتتاح الممر الجديد لقناة السويس، التعاون الإنمائي، وزير النقل، وزير الداخلية بالإضافة إلي وزير الخارجية. وأضاف السفير بدر عبدالعاطي أن وزير الخارجية سامح شكري عقد خلال الزيارة نحو 14 لقاء في البرلمان الألماني ولقاءات مع ما يسمي مجموعة أصدقاء مصر ورجال الأعمال وأصحاب الشركات، ومؤسسة كوبلر للأبحاث وهي أكبر مؤسسة بحثية في ألمانيا. كما عقد «شكري» 14 لقاء مع ممثلي الإعلام والميديا الألمانية وقادة الفكر والرأي هناك وأحرزت الزيارة نتائج إيجابية في غاية الأهمية. وأضاف «عبدالعاطي» أن وزير الداخلية الفيدرالي ديمز يير سيقوم خلال مارس القادم بزيارة القاهرة ومن المنتظر التوقيع علي اتفاق أمني بين البلدين خلال زيارة الوزير الألماني. كما ستقوم وزيرة التعاون الدولي سحر نصر خلال مارس القادم بزيارة ألمانيا، أما وزير الاقتصاد والطاقة الألماني فسيقوم خلال النصف الأول من العام برئاسة وفد من رجال الأعمال الألمان وأصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة لزيارة القاهرة وهو موضوع مهم للغاية لاهتمام الألمان كثيرا بالشركات الصغيرة والمتوسطة والضمانات المتعلقة بالاستثمار. وأبدي السفير المصري بألمانيا اندهاشه الشديد من مشاركة 91 شركة مصرية منتجة للغذاء في معرض أنوجا الألماني للغذاء، الأمر الذي يؤكد أن المنتجات المصرية تطورت بشكل كبير وأصبحت قادرة علي المنافسة في الأسواق الخارجية.