بمجرد إعلان الجيش السوري سيطرته الكاملة على مدينة حلب، تحولت شوارع عدة إلى ساحات احتفال، حيث اختلطت الهتافات المؤيدة للحكومة السورية بأبواق السيارات التي جابت الأحياء ابتهاجا. نزل الآلاف من السوريين مساء الخميس الى الشوارع الرئيسية في الاحياء الغربية التي بقيت تحت سيطرة الجيش السوري منذ انقسام المدينة في العام 2012. وفي الجهة المقابلة، كانت الأحياء الشرقية التي سيطر عليها الجيش مؤخرا شبه خالية بعدما غادرها عشرات الآلاف من سكانها هربا من المعارك منذ منتصف الشهر الماضي، كما أجلي آلاف آخرون في الأسبوع الأخير. وبث التلفزيون السوري مساء الخميس مشاهد لاحتفالات في مدنتي اللاذقية وحمص أيضا، بعيد إعلان الجيش السوري استعادته كامل مدينة حلب، ثاني أهم المدن السورية، في انتصار يعد الاكبر للنظام على فصائل المعارضة منذ اندلاع النزاع في العام 2011. يأتي هذا الإعلان عقب انتهاء عملية إجلاء عشرات الآلاف من المدنيين والمقاتلين من آخر جيب في المدينة كانت تسيطر عليه الفصائل المعارضة، التي رأت في ما حصل "خسارة كبيرة". ورفع المحتفلون في الشوارع الأعلام السورية والروسية وصورا للرئيس بشار الأسد، وأطلق البعض الرصاص في الهواء ابتهاجا. وصدحت أصوات الأغاني الوطنية التي رقص المحتفلون على أنغامها، والتقطوا الصور التذكارية عبر هواتفهم الخلوية، وكان للاطفال نصيب من الفرح، فمنهم من أخرج رأسه من السيارات ملوحا بالأعلام، وآخرون لونوا وجوههم بألوان العلم السوري. يذكر أن المعارك التي شهدتها حلب منذ العام 2012 غيرت معالم المدينة الأثرية القديمة المدرجة على لائحة اليونسكو للتراث العالمي، والمعروفة بقلعتها التاريخية وبواباتها القديمة وأسواقها وخاناتها التي كانت وجهة رئيسية للسياح من كل أنحاء العالم.