شكك البعض في الرواية الخاصة بأن انفجار الكنيسة البطرسية تم نتيجة حزام ناسف، نظراً لما سببه من انفجار هائل وصل إلى سقف الكنيسة وأدى إلى تدمير جزء منه، فضلاً عن التشكيك فى القدرة على تجميع أشلاء الانتحارى بعد تعرضه لقوة الحزام الناسف. «الوفد» استطلعت رأي خبراء المفرقعات، أكد الخبراء أن آثار الانفجار يحددها كم ونوع المواد المستخدمة وأن قوة الحزام الناسف لا يستهان بها، فضلاً عن تطور الأسلحة المستخدمة لدى الإرهابيين فى الفترات الأخيرة والتى أكدها الرئيس فى خطاب سابق له حينما قال «عندما يتم القبض على الإرهابيين فى سيناء نجد بحوزتهم أسلحة ليست لدينا». وأضاف الخبراء أن الحزام الناسف يتكون من جيوب عديدة يتم حشوها بمواد متفجرة قد تكون من مادة «تى ان تى» أو «سي فور»، إضافة إلى قنوات وشبكات للتوزيع الكهربائى للتوصيل بين التشغيل الخاص بالحزام وبين المواد المتفجرة، وعلى جانبى الحزام، مفتاح تشغيل وآخر للأمان لعدم انفجار الحزام قبل الوصول إلى المكان المستهدف. كما تزن السترة الخاصة بالحزام ما بين 5 و 20 كيلو جراماً يتم ارتداؤه تحت الملابس الثقيلة تحديداً، وتتسبب فى تأثير يصل حتى 15 متراً، فضلاً عن تطعيم هذا الحزام بكمية كبيرة من الشظايا والمسامير لإحداث تأثير عال والتى قد تنتشر أحيانًا إلى مسافة مائة متر. من جانبه، أكد العميد إيهاب يوسف، خبير المفرقعات والمواد الخطرة، أن هذه معلومات مبدئية عن الحزام الناسف، إضافة إلى انتظار الجميع لتقرير المعمل الجنائى للوقوف على نوعية المتفجرات التى تم استخدامها لأن الانفجار يعتمد على عنصرين هما الكمية والنوع، ففى حالة قلة الكمية ولكن النوع شديد الانفجار سيحدث تأثير كما لو كانت كمية ضخمة. وأضاف «يوسف»: أعتقد ان الانفجار محدود حتى لو كان تأثيره بهذا الحجم، بمعنى أنه لم يترك آثار الموجة شديدة الانفجار كخلق حفرة فى الأرض أو هدم الكنيسة بالكامل، وهو ما يحدث مع انفجارات أخرى، ولكن الآثار الخاصة بالانفجار نتج عنها كسر الأبواب والنوافذ والأثاث ومكان الصلاة وهذا يدل على محدودية الانفجار، كما أن السقف لم يهدم ولكن تعرض لتدمير جزئي وهذا وارد حدوثه من الحزام الناسف. «وسواء كان حزاماً ناسفاً أو شنطة فالحجم المستخدم ليس ضخماً والدليل أنه كان هناك أشخاص على بعد أمتار ولم يحدث لهم شيء»، وأضاف أن الإرهابيين تطوروا فى استخدام الأسلحة التى يتم تهريبها من خلال الأنفاق والمعابر. وتابع: عملية التصنيع تحتاج لاشتراك أكثر من شخص، إذ يتولى «الخياط» تفصيل الحامل والجيوب وعمل قنوات الشبكة الكهربائية، ويأخذ المواصفات من «الكهربائي» الذي يعمل على توزيع الدائرة الكهربية الخارجة من الصواعق وتجميعها في نقطة أمان ونقطة التشغيل.