يبدو أن الفلاح المصري سيظل يعاني من آثار المبيدات الاسرائيلية خلال الفترة القادمة، بعدما انتشرت مؤخراً ملايين الأطنان من المبيدات المغشوشة والمقلدة والمنتهية الصلاحية والمهربة والتي يستخدمها الفلاح للقضاء على الأمراض التي تصيب ارضه. والتقت بوابة الوفد الالكترونية ببعض أصحاب محلات المبيدات والفلاحين الذين يستخدمون هذه المبيدات، والذين اختلفوا حول اهمية وجدوى استخدام هذه المبيدات، حيث أكد بعضهم أنهم لجأوا لهذه المبيدات لقوتها وقدرتها الفائقة في القضاء على الإصابة بغض النظر عن نتائجها الأخرى، في الوقت الذي طالب الكثيرون بالابتعاد عن هذه الانواع لما تمثله من خطر على الأرض في المتقبل. وتقول صباح الجيزاوي إنها تهتم جداَ بمعرفة مصدر المبيد وتسأل البائع اولاَ هل هو مصري ام مستورد؟، مشيرة إلى أنها تفضل استخدام المبيدات الاسرائيلية خاصة وأن الجرام بها يوازي 10 كيلو من أي نوع آخر، حيث يحقق نتيجة فعالة وايجابية علي الإصابة ومن ثم علي انتاجية المحصول. ويشاركها في الرأي المزارع محمد جمال والذي يقول أنه بالرغم من عدم ثقته في المبيدات التي تأتي عن طريق شركات غير معروفة بسبب الغش إلا أنه يضطر إلى اللجوء لاستخدام الأنواع المحظورة لأنها تقضي نهائياَ على الأمراض كما تزيد من حجم الإنتاج. ويشاركهما في الرأي جمال بدوي والذي أكد أن ما يهمه في المقام الأول هو اختيار المبيد الأصلح والأقوى للقضاء على الإصابة سواء كان محلي او مستورد، مشيراً إلى أنه سبق له استخدام المبيدات التي كانت تأتي من إسرائيل، لأنها أجود من غيرها في القضاء علي المرض وتحسين الإنتاج . أما محمد عيد فأكد أنه لم يستخدم أي مبيدات مستوردة لأنه يقوم بزراعة محاصيل تقليدية لا تحتاج لمثل هذه الأنواع. واتفق معه عادل محمود جعفر والذي قال إنه يقوم بتحليل أي نوع مبيد يقوم بشرائه حتى يطمئن علي فاعليته ونتائجه ومن ناحية أخري أكد المهندس ياسر عبد السلام صاحب محل مبيدات زراعية أن هناك نوعان من الفلاحين واحد يعي خطورة الأمر، وآخر لايعي ودوره هو في المقام الأول توعية الفلاح وتوجيهه لأن الفلاح يبحث عن المبيد الفعال بأي سعر والذي يقضي علي الإصابة ويزيد الإنتاج بغض النظر عن الأثار المتبقية، مشيراً إلى أن ثقة الفلاح في المبيدات المستوردة وخاصة الإسرائيلية يرجع إلى اعتقاد خاطئ لدى العامة بتفوق إسرائيل في مجال الزراعة. وتابع عبد السلام قائلاَ هذه المبيدات كانت تدخل إلى مصر عبر الأنفاق أو من خلال شركات عالمية ولكن الآن كل ما هو موجود في السوق مغشوش و مصنوع في بئر السلم، وطالب بوجود رقابة شديدة علي المبيدات لأن هناك مبيدات كثيرة تدخل مصر وتعبأ بها غير معلومة المصدر وغير معروف اثرها المتبقي علي انواع الزراعات المختلفة. واضاف انه لابد من وجود ضوابط ومعايير حتي يستطيع اي شخص بيع وتداول هذه المبيدات لان 10%فقط من المتخصصين يعملون في هذا المجال. وعن بعض المبيدات مثل التيمك أكد أنه كان موجود بالفعل منذ اربع سنوات والغي ولكن الموجود في الاسواق الان يدخل عن طريق التهريب‘ كما ان المادة الفعالة به لاتتكسر في النبات وتستمر سميتها لفترة طويلة تصل الي 6 اشهر. أما النيماكور الاصلي الذي كان يستورد من اسرائيل يعد اقل خطوره من التيمك غذا تم مراعاة الفترة التي يرش فيها النبات فيجب ان تكون قبل شهرين من الجمع حتي لا تضر صحة الانسان. و يري احمد غلاب صاحب محل مبيدات ان السبب في ثقة الفلاح في المبيدات الاسرائيلة يعود الي غرس بعض المفاهيم الخاطئة في ثقافته بأن الزراعة الاسرائيلية متقدمة جداَ وهي مفاهيم لا أساس لها من الصحة. وأشار إلى أن السوق المصري اصبح ملئ بالمبيدات المجهولة المصدر ويتم بيعها دون رقابة وان المستورد لا يهمه اذا كان المبيد مسرطن ام لا وانما يهتم فقط بالربح الذي يعود عليه كذلك الفلاح لا يشغل باله الابالقضاء علي الاّفة وزيادة المحصول مشيرا الي ان الفلاح الفقير يقتطع من غذاء اولاده لشراء مبيد غالي الثمن. ومن الناحية العلمية يؤكد د/صلاح فليفل مدير معهد أمراض النبات سابقاَ أن ثقة الفلاح في مثل هذه المنتجات في غير محلها بسبب الاعتقاد الخاطئ بأن اسرائيل متقدمة علينا في الزراعة كما أنه لا يوجد مبيد موصي به أو مسجل لدولة اسرائيل في مصر ولن يسمح بتسجيل مبيدات اسرائيلية في مصر لعدم ثقتنا فيها. كما يشيرالي أن مركب التيميك تم الغاؤه في مصروالاتحاد الاوروبي ووكالة حماية البيئة الامريكية منذ أكثر من سبع سنوات وذلك لشدة سميته واذا وجد في السوق فهو مغشوش وذلك من قبل بعض التجار حيث أن مصادر انتاجه توقفت. ويجب أن يعلم المزارع أن أي مبيد موصي ومسجل في الاتحاد الاوروبي لا يستخدم في مصر مباشرة ولكن يتم تجريبه لمدة ثلاث سنوات متتالية متامثلة في عدد كبير من محطات التجريب في المراكز البحثية والجامعات المصرية للتأكد من فاعليته في مكافحة المرض. ويتابع قائلاَ :لجنة المبيدات التابعة لوزارة الزراعة تعتبر" ملكية اكثر من الملك" بمعني ان هناك العديد من انواع المركبات التي يوصي بها عالمياَ ولا يتم تسجيلها في مصر حفاظاَ علي المزارع والمواطن. كما طالب من شرطة المسطحات المائية و الرقابة في المعمل المركزي للمبيدات بتفعيل دورهم في مراقبة التجار. ويقول د / احمد عمر استاذ المبيدات بجامعة الزقازيق ان الفلاح يبحث عن أشد المبيدات سمية وان تكون كفائته عالية فقط للقضاء علي الاّفة دون اي اعتبارات أخري . كما يشير الي ان التميك كان يستخدم للفاكهة في القضاء علي النيماتودا وهو شديد السمية ويعطي مكافحة عالية جداَ ولكن مُنع بسبب ان الفلاح كان يرش به الموز المزروع تحته البطيخ والذي تسبب في حالات تسمم ادت في بعض الاحيان الي الوفاة . كما يؤكد ان من الناحية العلمية لا يوجد مبيد مسرطن ولكن ما يسبب الأمراض هو تلوث المياه واختلاطها بمياه المجاري وبعض الفيروسات. كما ان الشركات المصرية لا تستورد مبيدات الا اذا كانت مسجلة في امريكا واوروبا وهنا ياتي دور الفلاح في الشراء من اماكن موثوق فيها.