يشهد سوق الدواء المصرى حالة من الاختفاء لمعظم الأدوية المستوردة «أنسولين، وأنبولات صباغات الأشعة، والأدينوكور علاج القلب» والمحاليل بأنواعها وأجمع أصحاب الصيدليات الخاصة بمحافظة الدقهلية أن المشكلة بدأت منذ 6 أشهر حيث جاءت الأزمة تدريجية وتزامنت مع ارتفاع الأسعار للدولار، كما أن أسباب أزمة نقص المحاليل الطبية وارتفاع أسعارها، يرجع إلى أنه فى شهر مايو 2015 تم غلق أحد المصانع المنتجة للمحاليل الطبية الوريدية، لوفاة أحد الأطفال بعد حصوله على جرعة من هذه المحاليل. وأشار الدكتور محمد عبدالسلام "صيدلانى" إلى أن سعر تلك المحاليل لا يزيد على 5 جنيهات ونصف الجنيه، باستثناء القليل مثل الهيومان ألبومين الذى تعدى ال300 جنيه باعتبارها محاليل مستوردة، وأن نقص هذه المحاليل بدء منذ 3 أشهر والحال اليوم داخل كافة الصيدليات الصغيرة اختفاء تام لتلك المحاليل، ووجودها فى الغالب داخل صيدليات السلاسل الكبرى فقط، وأن أسعار تلك المحاليل تباع بالسوق السوداء مع «السريحة» وهم من تجار المهنة الصغار وبعض الصيدليات التى تتعامل فى الخفاء ليصل سعر المحلول الى أكثر من 25 جنيهاً. وأوضح أحد الصيادلة رفض ذكر اسمه أن نقص الأدوية مثل الأنسولين والذى اختفى نهائيا منذ شهر يشكل خطراً كبيراً على مريض السكر، كما اختفت قطرات العيون المستوردة، ودواء (ادينوكور) المستورد لعلاج القلب منذ 6 أشهر، وصبغات الأشعة «الترافتست» كان سعرها 82 جنيهاً وارتفع فى السوق السوداء 200 جنيه، وحقنة «أنتى أر اتش» والتى تستخدم عقب الولادة لعدم تكوين أجسام مضادة كان ثمنها الأصلى 200 جنيه وصلت إلى 700 جنيه وهى غير موجودة، كما أكد أن علاج البلهارسيا وهذا أقل شيء يمكن تصنيعه اختفى تماماً وتوقفت الشركات عن إنتاجه. وطالب الصيادلة بضرورة تدخل الدولة وأن يكون لها دور فى تحقيق العدالة لكافة الصيدليات حيث تستحوذ صيدليات «السلاسل» صاحبة الأفرع والتى تستحوذ على كوتة الأدوية بنسبة 90% ويتبقى الفتات ليوزع على باقى الصيدليات الصغرى وفى الغالب لا تصلهم تلك الأدوية، كما نطالب بالمراقبة وتغريم شركات الأدوية والتى تتقاعس عن إنتاج الأدوية المتعاقد عليها بعد التراخيص، ويتم المعاقبة بسحب الترخيص. أما فى محافظة دمياط فقد اشتعلت الأزمة بين الصيادلة وشركات الأدوية، الذين اتهموا تلك الشركات بالتقاعس وعدم الإنتاج لتغطية حاجة الأسواق وبرفع الأسعار دون مبرر. بينما تؤكد الشركات أنها اضطرت لرفع الأسعار بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام ويؤكد الخبراء أن الشركات تخلت عن المريض البسيط واتجهت لإنتاج الأدوية المربحة. «الوفد» التقت أطراف الأزمة للتوصل إلى أسبابها الحقيقية. فى البداية أكد عبدالرحمن نجاح، استشارى أطفال ووكيل نقابة الأطباء بدمياط، أن النقابة أرسلت عدة خطابات لوزير الصحة بشأن نقص بعض الأدوية المهمة، مشيراً إلى أن السبب فى نقص هذه الأدوية هو سوء توزيع من وزارة الصحة وبيعها بأسعار عالية وأرجع أسباب نقص الأدوية إلى عدم كفاية الإنتاج للسوق المحلى وعليه يتم أحياناً وقف التصدير لسد العجز علاوة على تسعير الدواء ونقص المادة الفعالة وتأخر الشركة المنتجة فى استيفاء ملف المستحضر. وشدد على أن هناك عدة أسباب تؤدى لتفاقم أزمة نواقص الدواء منها عدم وجود مصانع منتجة للمواد الخام مما يجعلنا نستورد من الخارج بالعملة الصعبة، مؤكداً أن ذلك يتطلب الاهتمام بإنتاج المواد الخام محلياً حتى لا تعطل عملية إنتاج الدواء وتوزيعه بالسوق ووصوله للمريض. من جانبها، طالبت النقابة العامة للصيادلة بدمياط برئاسة الدكتورة هناء الزفتاوى بالإسراع فى حل مشكلة نواقص الأدوية نظراً لخطورتها وذلك باعتماد سياسة الاسم العلمى والإسراع فى حل أزمة شركات قطاع الأعمال لتستطيع توفير البديل لأى دواء ناقص بالسوق بدلاً من وضع المريض تحت رحمة الشركات وأضافت الزفتاوى أن مصر دائماً تشهد نقصاً فى الأدوية وهى ظاهرة متكررة مشيرة إلى أن سوق الدواء فى مصر يعانى من نقص فى بعض أصناف الدواء ولكن يوجد لها بدائل ولكن المشكلة أن الطبيب لا يعرف البديل أو يكتب روشتة للمريض بدواء بعينه وثقافة المريض المصرى أن يحصل على نفس لون علبة الدواء التى كتبها الطبيب وليس الاسم التجارى فقط وبالمناسبة لا يوجد مشكلة فى أن يكون الدواء بالاسم التجارى مهنة الطب والصيدلة مهنة إنسانية وأخلاقية بالدرجة الأولى ولا يمكن للطبيب أو الصيدلى أو منتج الدواء بأى شكل من الأشكال أن يقصر فى حق المجتمع وفى ذات السياق قالت فاطمة الجمل (35 عاماً) موظفة قبل أزمة الدولار كنت أستطيع أن أجد الدواء بعد بحث مضن فى العديد من الصيدليات. أما الآن فقد اختفى تماماً وتعانى دمياط بشكل شبه مستمر من أزمات دوائية متتالية ناتجة عن نقص أو اختفاء احد الأدوية الضرورية أو الأساسية من السوق وهذا يعتبر انعكاساً طبيعياً لحالة انعدام الرؤية وعشوائية التخطيط فى السياسات الدوائية المصرية. وضرب نقص الأدوية بعض العلاجات الحيوية مثل الأنسولين وبعض أدوية مرض السكرى الذى يصيب 27٪ من سكان دمياط بالإضافة الى بعض أدوية أمراض القلب والسرطان فضلاً عن محاليل غسل الكلى وهى ضرورية جداً لمرضى الفشل الكلوى. واختتمت داليا السلنتى (ربة منزل) أنها تبحث على الدواء فى كل مكان ولا تجده حتى أننى سافرت إلى عدة محافظات للبحث عنه فلم أجده أيضاً، حالة والدتى تسوء يوماً بعد يوم وتصاعدت حدة نقص الأدوية فى مصر منذ عدة أشهر.