ظهر يوم السبت الماضى شعرت بكم نحن محظوظون فى مصر بالثروة البشرية الهائلة التى نمتلكها من الأطباء فى جميع التخصصات. فى هذا اليوم لبيت دعوة كريمة من نقابة الأطباء ونقيبها النشط الدكتور أسامة عبدالحى للمشاركة فى احتفال النقابة بيوم الطبيب السابع والأربعين، وكان يتضمن بالأساس تكريم عدد كبير من أساطين الطب وكذلك تكريم العبد لله كاتب هذه السطور وثلاثة من الكتاب والإعلاميين. على منصة قاعة الاحتفال فى مقر النقابة بشارع قصر العينى، جلس نقيب الأطباء أسامة عبدالحى ونائب رئيس الوزراء ووزير الصحة د. خالد عبدالغفار ومستشار رئيس الجمهورية الدكتور عوض تاج الدين، ووزير الصحة الأسبق الدكتور عادل العدوى والدكتور أشرف حاتم وزير الصحة الأسبق ورئيس لجنة الصحة بمجلس النواب. الفقرة الرئيسية تضمنت تكريم مجموعة كبيرة من أهم الأطباء فى مصر، وقد شاهدت خمسة أفلام تسجيلية عن خمسة من كبار الأطباء، أحدهم رحل عن عالمنا وهو اسم الدكتور الراحل ممدوح سلامة أستاذ جراحة المخ والأعصاب بجامعة عين شمس، والدكتور مختار مدكور رائد أمراض الصدر فى مصر والعالم العربى، والدكتور مازن نجا رائد المناظير والجهاز الهضمى، وصاحب الفضل فى إدخال أدوية فعالة لعلاج دوالى المعدة. وإضافة لكونه طبيبا كبيرا بارعا فهو قارئ ومثقف ومطَّلع على كل ما يدور فى عالم السياسة والاقتصاد محليا وإقليميا ودوليا. وتم أيضا تكريم الدكتور أسامة حمدى أستاذ الأمراض الباطنة بجامعة هارفارد والدكتور والصديق محمود المتينى رائد زراعة الكبد ورئيس جامعة عين شمس الأسبق، والدكتور الراحل عماد ظريف أستاذ التخدير والعناية المركزة بجامعة أسيوط، والدكتور والصديق حسام حسنى مسعود الأستاذ البارع فى الصدر والذى لعب دورا مهما فى مقاومة وباء الكورونا، وبالمناسبة فإن كلاًّ من الدكتور عوض تاج الدين والدكتور أشرف حاتم من كبار أطباء الصدر أيضا فى حين أن وزير الصحة طبيب أسنان متميز إضافة لكونه أستاذا جامعيا مرموقا. خلال الاحتفال استمعت أيضا لسير العديد من كبار رواد الطب فى مصر، وتأكد لى بما لا يدع مجالا للشك أن لدينا ثروة لا تقدر بثمن من هذه العقول الجبارة وهم لم ينجحوا داخليا فقط، بل كان لديهم دور بارز فى المنطقة العربية، بل والعديد من العالم أجمع، ولم يكن غريبا أن يشير أحد المتحدثين على المنصة إلى دور الأطباء المصريين فى القارات الخمس، ففى كل دولة فى العالم خصوصا أوروبا وأمريكا وكندا وأستراليا سنجد مئات الأطباء المصريين الذين صار لهم دور بارز فى هذه البلدان، وشخصيا كان لى زميل فى مدرسة الدير المحرق الإعدادية اسمه فرنسيس عبدالملاك، تخرج فى طب أسيوط، ثم سافر إلى السويد، وصار الآن أحد أمهر جراحى المخ والأعصاب هناك. حينما كنت أستمع إلى الأفلام التسجيلية عن نوابغ الطب المصريين شعرت بفخر كبير أن بيننا كل هذا العدد من النوابغ، لكن فى نفس الوقت لم أستطع أن أمنع نفسى، بين ما كان وما صار، والظروف الصعبة التى تجعل العديد من خريجى كليات الطب يبحثون عن الهجرة إلى الخارج فى ظل التحديات الصعبة التى يواجهونها. وفى الوقت نفسه نتعاطف مع الدولة التى أنفقت الملايين على تعليم هؤلاء بالمجان وتنتظر منهم رد الجميل وأداء رسالتهم فى وطنهم. فى هذه القضية ليس هناك متهم وبرىء أو جانٍ ومجنى عليه، بل جميعنا شركاء فى هذه الأزمة التى لابد أن نبحث لها عن حل، خصوصا أن هناك نوابغ طبية من الشباب يمكنهم مواصلة طريق العطاء والتميز والبرهنة على أن العقول المصرية أثمن ما نملكه مقارنة بأى شىء آخر. حينما تم الانتهاء من تكريم كبار الأطباء، تم تكريمى ومعى الصديقان الكبيران إبراهيم عيسى وشريف عامر، والزميل الصحفى محمد الجارحى عضو مجلس نقابة الصحفيين والإعلامى إبراهيم الكردانى. شعرت بسعادة غامرة لهذا التكريم لأنه يأتى من جهة أكن لها كل التقدير والاحترام، فشكرا لنقابة الأطباء ونقيبها أسامة عبدالحى. بقيت نقطة مهمة وهى أنه ما كان يمكن لهذا اليوم أن يخرج بهذه الصورة، لولا النهاية السعيدة لقانون المسئولية الطبية، وهو موضوع أرجو أن أعود إليه لاحقا إن شاء الله.