ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعتبر كوريا الشمالية أولوية أمن قومي قصوى بالنسبة للإدارة القادمة، وهو ما تم نقله إلى الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب دونالد ترامب وذلك بحسب أشخاص مطلعين على المحادثات. وقالت الصحيفة – في سياق تقرير نشرته اليوم الأربعاء على موقعها الإلكتروني – إن أوباما، في تطبيق منه لسياسة "الصبر الاستراتيجي"، رفض انخراط إدارته في مفاوضات رفيعة المستوى مع كوريا الشمالية انتظارا لأن يظهر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون التزامه بالتخلي عن ترسانته النووية. وأضافت الصحيفة أن مسئولين حاليين وسابقين في الإدارة الأمريكية لديهم قلق حاليا من أن وتيرة تطوير كوريا الشمالية للأسلحة النووية، خاصة نهجها المطرد للتمكن من تركيب رأس حربية فوق صاروخ باليستي، تتطلب استراتيجية أكثر عدوانية. ونقلت الصحيفة عن الرئيس السابق لهيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الأدميرال المتقاعد مايكل مولين، قوله "في حالة جلسنا وواصلنا ترك كيم جونج أون يتطور فسيكون لدينا شخص بقدرة لا يمكن القبول بها". ووفقا للصحيفة، فإن مهمة وضع استراتيجية لردع الكوريين الشماليين تعد أمرا معقدا بفعل الانتقالات السياسية والاضطرابات في بلاد ستكون مشاركة في المهمة بما في ذلك حليف الولاياتالمتحدة، كوريا الجنوبية. وبحسب الصحيفة، فإن الصين، التي تتمتع بنفوذ واسع على كوريا الشمالية، تواجه تحديات اقتصادية داخلية وغير مستعدة لزعزعة استقرار جارتها والمخاطرة بأزمة لاجئين على حدودها. وفي كوريا الجنوبية يتصاعد الضغط على الرئيسة بارك كون هيه من أجل الاستقالة وسط فضيحة فساد. وأشارت الصحيفة إلى أن انتقال السلطة في الولاياتالمتحدة قد يحول العلاقات تماما مع كلتي الدولتين، حيث يعتقد بعض مسئولي البيت الأبيض أنه إذا تابع ترامب تعهدات الحملة الانتخابية بالنسبة لوصف الصين كمتلاعب بالعملة وفرض على الواردات الصينية تعرفات ثقيلة، فإن الرئيس الصيني شي جين بينغ سيكون لديه أسبابه لعدم التعاون بشأن كوريا الشمالية. ولفتت الصحيفة إلى أن ترامب هدد، أيضا، خلال حملته بإعادة الحسابات في الدعم الأمريكي بالنسبة للدفاع الإقليمي ما يدفع الحلفاء لإبقاء القوات هناك، مما يزيد من الاحتمالات بالنسبة لتقلص دور أمريكا في الردع في كوريا الجنوبية واليابان. ونسبت الصحيفة إلى بارك إن كوك، وهو سفير كوريا الجنوبية السابق بالأمم المتحدة، قوله إن: "الإدارة الجديدة يجب أن تبعث رسالة واضحة لكوريا الشماليةوالصين مفادها أن امتلاك كوريا الشمالية أسلحة نووية عاملا حاسما للانسحاب من أي عملية تفاوضية بشأن هذه القضية". ووفقا لمسئولين أمريكيين وصينيين، هناك تقديرات بأن كوريا الشمالية عززت ترسانتها النووية بما بين 20 و40 قنبلة في الأعوام الأخيرة بعد إجراء خمس تجارب لأسلحة، آخرها كان في سبتمبر الماضي. وأوضحت الصحيفة أن بيونج يانج اختبرت بانتظام صواريخ يمكنها ضرب الأراضي الأمريكية، ويعتقد المسئولون الاستخباراتيون الأمريكيون أن كوريا الشمالية تقترب من امتلاك تكنولوجيا تصغير السلاح النووي ونشره فوق مثل هذه الصواريخ.