هدد الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي، بالانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية التابعة للأمم المتحدة، وذلك بعد يوم واحد من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب توقيع بلاده من اتفاقية روما المؤسسة للجنائية الدولية. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير نشرته اليوم الخميس، إن إعلان دوتيرتي يخدم أهدافه المزدوجة، بالتقارب من روسيا، والتعبير عن ازدرائه لمنتقدي الحرب التي شنها على المخدرات منذ توليه الرئاسة، وراح فيها الآلاف. ولفتت الصحيفة كذلك إلى أنه خلال الشهور الماضية، أعلنت جنوب أفريقيا وبوروندي وجامبيا عن نيتهم لمغادرة المحكمة الجنائية الدولية أيضا. وتابعت الصحيفة أن دوتيرتي قد يتبع خطى الدول الأفريقية وروسيا، حيث قال في تصريحات صحفية اليوم، "هم بلا فائدة، هؤلاء من في المحكمة الجنائية الدولية"، مضيفا أنه لو رغبت روسياوالصين في تشكيل "نظام عالمي جديد"، فستكون الفلبين أول المنضمين. وذكرت الصحيفة أن دوتيرتي منذ توليه الرئاسة وإعلانه الحرب على المخدرات بتجارها ومتعاطيها، لقى آلاف الفلبينيين مصرعهم تحت حملته المكافحة للمخدرات إما بإطلاق نار في مداهمات ليلية أو اغتيالهم على ايدي قتلة ملثمين، وفي أغلب الأحيان بعد أن تحدد الشرطة أسماءهم. وأشارت الصحيفة إلى أن دوتيرتي لم يتقبل الأسئلة حول عمليات القتل بشكل جيد، حيث انتقد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في إحدى المرات، ثم هدد مرارا بإنهاء التعاون العسكري مع واشنطن، والتحالف مع الصينوروسيا، لكنه لم يبلغ السفارة الأمريكية في مانيلا بأي سياسات جديدة. وقالت الصحيفة إنه من غير المفاجئ أن يكون دوتيرتي غير معجب بالجنائية الدولية، ففي أكتوبر الماضي قالت فاتو بينسودا إحدى المدعين في المحكمة، إنها تراقب الفلبينيين بحثا عن مسؤولين "يأمرون أو يطلبون أو يشجعون أو يشاركون" في مهام ضد الإنسانية. ونقلت الصحيفة عن بينسودا قلقها العميق حيال عمليات القتل المزعومة، قائلة إنه "في الحقيقة فإن التصريحات العلنية لكبار المسؤولين في الفلبين يبدو أنها تتغاضى عن القتل، وإلى حد ما تبدو مشجعة للقوات الأمنية والمدنيين على حد سواء للاستمرار في استهداف هؤلاء الأفراد بالقوة القاتلة". وذكرت الصحيفة أن دوتيرتي انطلق اليوم، لحضور قمة "أبيك" في ليما بدولة بيرو، حيث من المقرر أن يلتقي نظيره الصيني شي جين بينج، و"صديقه الجديد بوتين"، على حد قولها.