شاء القدر أن يخرج أول رئيس لمصر من بين أسرة مكونة من 10 أفراد، حيث وُلد عام 19 فبراير 1901، لأب مصري وأم سودانية، توفى والده وهو فى الثالثة عشر من عمره، تلقى تعليمه بمدينة ود مدنى عام 1905 وحفظ القرآن الكريم، والتحق بالمدرسة الابتدائية بمدينة وادى حلفا ثم التحق بكلية الغوردون عام 1913، إنه الرئيس الراحل اللواء محمد نجيب يوسف قطب القشلان. التحق محمد نجيب بالكلية الحربية في مصر عام 1917 وتخرج منها 1918، ثم سافر إلى السودان 1918 وتعلم بذات الكتيبة المصرية التي كان يعمل بها والده ليبدء حياته كضابط في الجيش المصري بالكتيبة 17 مشاة. أصر نجيب على المشاركة فى ثورة 1919 على الرغم من مخالفة ذلك لقواعد الجيش، وشارك فى حرب 1948 وأصيب فى هذه الحرب 7 مرات منها ثلاث إصابات خطيرة. تولى محمد نجيب مجلس قيادة الثورة فى 1952 بعد الإطاحة بالملك فاروق، وبعد إعلان قيام الجمهورية وإلغاء الملكية 1953 تم اختياره ليصبح أول رئيس لجمهورية مصر العربية، كان نجيب سببا رئيسيا لنجاح ثورة يوليو، وكان يحظى بتأييد شعبى واسع، ما ساعده على تولى منصب أول رئيس فى تاريخ مصر. نشب بينه وبين مجلس قيادة الثورة خلافات لأسباب عدة انتهت بعزله من الحكم، ووضعه تحت الإقامة الجبرية في 14 نوفمبر 1954. لاحظ نجيب بعض السلوكيات الخاطئة التي يرتكبها بعض الضباط في حق الثورة وفي حق الشعب الذي وثق بهم، بعد أن رأى بعض ضباط القيادة غيروا سياراتهم وركبوا سيارات فاخرة، وتركوا شققهم المتواضعة واستولوا على القصور، ليصدم نجيب بهذه التصرفات، ويدخل في صدام مع بعض الضباط بسبب هذه السلوكيات. بعدها نشبت عدة خلافات بين محمد نجيب ومجلس قيادة الثورة وبعض الضباط الأحرار، وكان أول خلاف بين نجيب وضباط القيادة حول محكمة الثورة التي تشكلت لمحاكمة زعماء العهد الملكي. زاد الصدام بين نجيب ومجلس قيادة الثورة عندما اكتشف أنهم ينقلون الضباط دون مشورته، ورفض زكريا محي الدين أن يؤدي اليمين الدستورية أمام نجيب بعد تعيينه وزيرا للداخلية، وكذلك رفض جمال سالم. واعتراضًا على كل هذه الأمور، قدم نجيب استقالته من رئاسة مصر في 22 فبراير 1954، وفي 25 فبراير أصدر مجلس القيادة بيان إقالة نجيب، وحاول البيان الانقاص من دور نجيب وتشويه صورته أمام الجماهير. بعد استقالة نجيب، خرجت مظاهرات واحتجاجات جماهيرية تندد بالإقالة وتطالب بعودته إلى الرئاسة مرة أخرى، وفي 27 فبراير 1954 أصدر مجلس قيادة الثورة بيانًا أعلن فيه عودة اللواء أركان حرب محمد نجيب رئيسا للجمهورية. في مارس 1954، دخل محمد نجيب في صراع مع جمال عبد الناصر بسبب الخلاف حول عودة الحياة البرلمانية لمصر مرة أخرى. في 25 مارس 1954، بعد أن اجتمع مجلس قيادة الثورة، وأصدر قرارا بأن تسلم البلاد لممثلي الأمة، وتنتخب الجمعية التأسيسية رئيس الجمهورية بمجرد انعقادها، لينهوا على حكم محمد نجيب ،بعدها دخل اللواء نجيب في تحالف مع الوفد. تُوفي محمد نجيب في 28 أغسطس 1984 بعد دخوله في غيبوبة في مستشفى المعادي العسكري بالقاهرة، أثر مضاعفات تليف الكبد، بعد أن كتب مذكرات شملها كتابه "كنت رئيسًا لمصر"، ويشهد له أن كتابه يخلوا من أي اتهام لأي ممن عزلوه.